سـورة ق
تتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية
، الرسالة ، البعث والجزاء ) وتدور حول محور البعث والنشور حتى ليكاد يكون طابعها
الخاص ، وقد عالجه القرآن بالبرهان القاطع والحجة الدامغة ، وهذه السورة شديدة
الوقع على الحسّ تهز القلب هزاً وتثير
روعة الإعجاب ورعشة الخوف من الله تعالى بما فيها من ترغيب وترهيب .
1- ابتدأت السورة
بالقضية الأساسية التي أنكرها كفّار قريش وتعجبوا منها غاية العجب وهي قضية الحياة
بعد الموت والبعث بعد الفناء ، قال تعالى:
( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ {1} بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ
مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2}) إلى قوله تعالى : (بَلْ
كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ {5})
2- لفتت أنظار المشركين المنكرين للبعث إلى قدرة
الله العظيمة المتجلية في صفحات هذا الكون المنظور في السماء و الأرض والماء والنبات
والثمر والطلع والنخيل والزرع وكلها براهين ساطعة على قدرته تعالى ، من قوله
تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى
السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ
{6}) إلى قوله تعالى : (رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً
مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ {11})
3- انتقلت للحديث عن المكذبين من الأمم السالفة وما
حلّ بهم من كوارث وعذاب ، تحذيرا لكفار مكة أن يحلّ بهم ما حلّ بغيرهم ، ثم انتقلت للحديث عن سكرة
الموت ووهلة الحشر وهول الحساب ، وما يلقاه المجرم يومها من أهوال وشدائد تنتهي به
بإلقائه في الجحيم ، من قوله تعالى: ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ {12} ) إلى قوله تعالى : (يَوْمَ نَقُولُ
لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ {30}) .
4- انتقلت للحديث عن حال المتقين المؤمنين في جنات
النعيم ، وختمت السورة بالحديث عن صيحة الحق التي يخرج بها الناس من قبورهم كأنهم
جراد منتشر ويساقون للجزاء ، وفيه إثباتا للبعث والنشور الذي كذب به المشركون ، من
قوله تعالى : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ {31}) إلى قوله تعالى : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا
يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ
وَعِيدِ {45}) .