بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين….أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: ” باب الحلم والأناة”, إلى “باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية” أسأل الله أن ينفع بها
- الحلم والأناة والرفق:
& الحلم أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب إذا حصل غضب وهو قادر أن يحلم, ولا يعاقب ولا يعجل بالعقوبة. والأناة فهو التأني في الأمور, وعدم العجلة. أما الرفق فهو معاملة الناس بالرفق…حتى وإن استحقوا ما يستحقون من العقوبة فإنه يرفق بهم
& الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذة وانشراحاً وإذا عاملهم بالشدة والعنف ندم, ثم قال ليتني لم أفعل, لكن بعد أن يفوت الأوان, أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة انشرح صدره, ولم يندم على شيء فعله.
& الإنسان الشرير الذي لا يزداد بالعفو عنه إلا سوءاً ومعاندة هذا لا يعفى عنه, والإنسان الذي هو أهل للعفو, ينبغي للإنسان أن يعفو عنه, لأن الله يقول: ﴿ {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} ﴾ [الشورى:40]
- التفاؤل والتشاؤم:
& الإنسان إذا تفاءل نشط واستبشر وحصل له خير, وإذا تشاءم فإنه يتحسر, وتضيق نفسه, ولا يقدم على العمل, ويعمل وكأنه مكره,
& يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المرأة في بيتها في عهد الرسول عليها لباس يستر من كف اليد إلى كعب الرجل, وهي في البيت, ما عندها إلا النساء أو رجال محارم, ومع ذلك تتستر من الكف إلى الكعب, فكلها متسترة.
- البشارة بالخير تدخل السرور على نفسك وعلى غيرك:
& بشر غيرك, فإذا جاءك إنسان وقال فعلت كذا وفعلت كذا وهو خائف فبشره, وأدخل عليه السرور.
& إذا عدت مريضاً فقل له أبشر بالخير وأنت على خير, ودوام الحال من المحال, والإنسان عليه أن يصبر ويحتسب ويؤجر على ذلك, وبشره قائلاً: أنت اليوم وجهك طيب وما أشبه ذلك لأنك بذلك تدخل عليه السرور وتبشره.
- لا تكن سريع الغضب:
&”لا تغضب” المعنى لا تكن سريع الغضب يستشيرك كل شيء بل كن مطمئناً متأنياً لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى يغلي القلب ولهذا تنتفخ الأوداج عروق الدم الدم, وتحمر العين, ثم ينفعل الإنسان حتى يفعل شيئاً يندم عليه.
& ينبغي للإنسان أن يصبر الأذى, لا سيما إذا أوذى في الله, فإنه يصبر, ويحتسب وينتظر الفرج, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( «واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن العسر مع يسراً» ))
& الإنسان إذا كان معه دين وكان معه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فلا بد أن يؤذي, ولكن عليه بالصبر, وإذا صبر فالعاقبة للمتقين.
واجب الرعية نحو ولاة الأمور:
& الرعية الواجب عليهم السمع والطاعة في غير المعصية, والنصح للولاة, وعدم التشويش عليهم, وعدم إثارة الناس عليهم, وطي مساوئهم, وبيان محاسنهم, لأن المساوئ يمكن أن ينصح فيها الولاة سراً بدون أن تنشر على الناس.
& نشر مساوئ ولاة الأمور أمام الناس لا يستفاد منه, بل لا يزيد الأمر إلا شدة, فتحمل صدور الناس الكراهية والبغضاء لولاة الأمور, وإذا كره الناس ولاة الأمور وأبغضوهم وتمردوا عليهم….وحصل بذلك إيغار للصدور وشر وفساد.
& موقفنا نحو الإمام أو الوالي الذي لم يعدل…أن نصبر, نصبر على ظلمه وعلى جوره وعلى استئثاره…لأن منازعة ولي الأمر يحصل بها الشر والفساد الذي هو أعظم من جوره وظلمه.
& مذهب أهل السنة والجماعة, مذهب السلف الصالح, السمع والطاعة للأمراء وعدم عصيانهم فيما تجب الطاعة فيه, وعدم إثارة الضغائن عليهم, وعدم إثارة الأحقاد عليهم. هذا مذهب أهل السنة والجماعة.
& الإمام أحمد رحمه الله يضربه السلطان…يُضرب بالسياط حتى يغمي عليه…وهو إمام أهل السنة والجماعة رحمه الله ورضي عنه, ومع ذلك يدعو للسلطان ويسميه أمير المؤمنين.
& الذي يهين السلطان بنشر معايبه بين الناس وذمه والتشنيع عليه والتشهير به يكون عرضة لأن يهينه الله عز وجل, لأنه إذا أهان السلطان بمثل هذه الأمور تمرد الناس عليه فعصوه, وحينئذ يكون هذا سبب شر فيهينه الله عز وجل.
- النصيحة للرعية:
& ولاة الأمور مسئولون عن الصغيرة والكبيرة, وعليهم النصيحة لمن ولاهم الله أمرهم, وأن يبذلوا لهم النصيحة, وأهمها النصيحة في دين الله, بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدعوة إلى الخير.
- الإسلام سياسة وشريعة:
& الإسلام شريعة وسياسة ومن فرق بين السياسة والشريعة فقد ضلّ…الدين سياسة سياسة شرعية, سياسة اجتماعية, سياسة مع الأجانب, ومع المسالمين, ومع كل أحد.
& من فصل بين الدين والسياسة…فهو بين أمرين: إما جاهل بالدين ولا يعرف, ويظن أن الدين عبادات بين العبد وربه, وحقوق شخصية, وما أشبه ذلك, أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية فظن أنهم هم المصيبون.
- الفحشاء والمنكر:
& الفحشاء هي كل ما يستفحش من الذنوب, كعقوق الوالدين, وقطيعة الأرحام, والزنا, ونكاح المحارم, وغير ذلك مما يُستفحش شرعاً وعرفاً, والمنكر هو ما ينكر, وهو دون الفحشاء كعامة المعاصي.
- محبة العبد للصلاة:
& الصلاة صلة بين العبد وبين ربه, فإذا أحبها الإنسان وألفها فهذا يدل على أنه يحب الصلة التي بينه وبين الله, فيكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
& فضل العدل في الأهل, وكذلك في الأولاد, وكذلك أيضاً في كل من ولاك الله عليه, اعدل حتى تكون على منبر من نور عن يمين الله عز وجل يوم القيامة.
أهل الجنة:
& قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق) يعني صاحب سلطان والسلطان يعم السلطة العليا وما دونها. مقسط: أي عادل بين من ولاهم الله عليه. موفق: أي مهتد لما فيه التوفيق والصلاح قد هُدي إلى ما فيه الخير
& ( ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم) رجل رحيم يرحم عباد الله, يرحم الفقراء يرحم العجزة يرحم الصغار…رقيق القلب: ليس قلبه قاسياً. لكل ذي قربى ومسلم. وأما للكفار فإنه غليظ عليهم. هذا أيضاً من أهل الجنة.
& الثالث: ( رجل عفيف متعفف ذو عيال) يعني أنه فقير ولكنه متعفف, لا يسأل الناس شيئاً, يحسبه الجاهل غنياً من التعفف…مع فقره عنده عائله فتجده صابراً محتسباً….صابر على البلاء, صابر على عياله, فهذا من أهل الجنة.
& العلماء يؤثرون على من في قلبه إيمان ودين, لأن الذي في قلبه إيمان ودين ينصاع للعلماء, ويأخذ بتوجيهاتهم وأمرهم.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link