في كارثة إنسانية جديدة بالسودان، اجتاحت حمى الضنك، ولاية القضارف بشراسة شديدة، وسرعان ما تحوّلت لما يشبه وباءً طال ولا يزال كل بيت هناك تقريبًا.
بعوض حمى الضنك – تعبيرية
آلاف الضحايا!
وفي التفاصيل، كشفت مصادر مُتطابقة لـ”العربية.نت” أنّ القضارف التي تبعد 414 كلم تقريبًا بالاتجاه الشرقي للعاصمة الخرطوم، تعيش أوضاعًا صحية كارثية وقفت السلطات الصحية هناك عاجزة أمامها.
في المُقابل، أكدت مصادر طبية لـ”العربية.نت” وقوع الآلاف ضحايا لحمى الضنك، ولا يكاد يخلو بيتٌ بالقضارف من مريض بالحمى الفتّـاكة، فيما تستقبل المستشفيات ومراكز تلقي العلاج الخاصّة والعامّة مصابين جُدداً على مدار الساعة.
حملات مكافحة مظهرية!
وإزاء هذه التداعيات الخطيرة، اتّهم مُواطنون بالقضارف تحدّثوا لـ”العربية.نت”، حكومة الولاية وسلطاتها، الصحية بالعجز والفشل وقالوا إنّ التصدي للوباء جاء دون المستوى المطلوب، كعادتها عند وقوع أي جائحة هناك، وهاجموا حملات مكافحة الوباء بضراوة شديدة، واصفين إيّاها بالحملات المظهرية.
تُجّار الأزمات!
في السياق، كشفت مواطنون لـ”العربية.نت” أن قيمة الفحوصات المختبرية والعلاج تضاعفت لأرقام باهظة تفوق إمكانيات المرضى وذويهم الذين يُعانون شظف العيش وقسوة الحياة وفقدان الغالبية العُظمى لمصادر دخلهم ومدخراتهم بعد اندلاع الحرب بالسودان.
وسرعان – مثلما جرت العادة – طفا تُجار الأزمات على السطح للاستثمار في مُعاناة النّاس وآلامهم، سعيًا لجني الأموال الطائلة خاصّة، عندما اختفت أدوية حمى الضنك مِن الصيدليات رويداً رويدا، ليصبح الحصول عليها من الصُّعوبة ولا مفر من اللجوء إلى السوق السوداء
لتوفير الأدوية المطلوبة.
حمى الضنك.. أسبابها وأعراضها
وتنتشر حمى الضنك عن طريق نوع من البعوض يسمى بـ”الزاعجة”، ويعتبر المرض أكثر شيوعاً بالمناطق ذات المناخ الاستوائي وشبه الاستوائي.
أما أعراضها، فتبدأ حمى الضنك بشكلٍ مفاجئٍ عادةً، ممَّا يُسبِّب حمى وقشعريرة وصداعًا شديدًا وشعورًا بالألم عند تحريك العينين وتعبًا شديدًا وآلامًا جسمية شديدة معمَّمة، لا سيَّما في الظهر والساقين والمَفاصِل. تكون هذه الأوجاع شديدة جدًا غالبًا، لدرجة أن المرض قد سُمِّي “الحُمَّى المُؤلِمَةُ للعِظام” أو “حمى تكسير العظام”.
Source link