فوائد مختصرة من شرح الأصول الستة, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من شرح الأصول الستة, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الأصول الستة للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
& شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى, له عناية بالرسائل المختصرة التي يفهمها العامي وطالب العلم, ومن هذه الرسائل ( ستة أصول عظيمة )…وهذه الأصول أصول مهمة جديرة بالعناية.
الأصل الأول: الإخلاص لله تعالى وحده لا شريك له وبيان ضده الذي هو الشرك
& الإخلاص لله معناه: أن يقصد المرء بعبادته التقرب إلى الله تعالى والتوصل إلى دار كرامته”, بأن يكون العبد مخلصًا لله تعالى في قصده, مخلصًا لله تعالى في محبته, مخلصاً لله في تعظيمه, مخلصًا لله تعالى في ظاهره وباطنه لا يبتغى بعبادته إلا وجه الله تعالى.
& الشرك الأكبر مخرج من الملة…مثل أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله بأن يصلي لغير الله, أو يذبح لغير الله, أو ينذر لغير الله, أو أن يدعو غير الله تعالى مثل أن يدعو صاحب قبر, أو يدعو غائبًا لانقاذه من أمر لا يقدر عليه إلا الحاضر
& الشرك الأصغر…مثل الحلف بغير الله…ومثل الرياء وهو خطير.
& ذهب بعض أهل العلم إلى أن قوله تعالى: {﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ ﴾} [النساء:116] يشمل كل شرك ولو كان أصغر, فالواجب الحذر من الشرك مطلقًا فإن عاقبته وخيمة.
& واعلم أن الشرك خفي جدًا, وقد خافه خليل الرحمن وإمام الحنفاء, كما حكى الله عنه: {﴿ وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ﴾} [إبراهيم:35]
& لا يأمن النفاق إلا منافق, ولا يخاف النفاق إلا مؤمن, فعلى العبد أن يحرص على الإخلاص, وأن يجاهد نفسه عليه, قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شيء ما جاهدتها على الإخلاص.
الأصل الثاني: الاجتماع في الدين, والنهي عن التفرق فيه:
& الأصل الثاني من الأصول التي ساقها الشيخ رحمه الله: الاجتماع في الدين والنهي عن التفرق فيه وهذا الأصل العظيم قد دلّ عليه كتاب الله تعالى, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وعمل الصحابة رضي الله عنهم, والسلف الصالح رحمهم الله.
& نهى الله عز وجل عن التفرق, وبين عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع والأمة بأسرها.
& أمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالتحاب والتآلف ومحبة الخير والتعاون على البر والتقوى, وفعل الأسباب التي تقوى ذلك وتنميه, في مقابلة ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ما يوجب تفرق المسلمين وتباعدهم.
& التفرق هو قرة عين شياطين الجن والإنس, لأن شياطين الإنس والجن لا يودون من أهل الإسلام أن يجتمعوا على شيء, فهم يريدون أن يتفرقوا لأنهم يعلمون أن التفرق تفتت للقوة التي تحصل بالالتزام والاتجاه إلى الله عز وجل.
& لا ريب أن أعداء المسلمين يحبون من المسلمين أن يتفرقوا سواء كانوا أعداءً يصرحون بالعداوة, أو أعداء يتظاهرون بالولاية للمسلمين أو للإسلام وهم ليسوا كذلك.
الأصل الثالث: السمع والطاعة لولاة الأمر:
& لا يخفي حال الأمة الإسلامية حين كانت متمسكة بدينها, مجتمعة عليه, معظمة لولاة أمورها, منقادة لهم بالمعروف, كانت لهم السيادة والظهور في الأرض.
& لما أحدثت الأمة ما أحدثت وفرقوا دينهم وتمردوا على أئمتهم, وخرجوا عليهم, وكانوا شيعًا نزعت المهابة من قلوب أعدائهم, وتنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم, وتداعت عليهم الأمم وصاروا غثاء كغثاء السيل.
& الواجب علينا جميعًا رعاة ورعية أن نقوم بما أوجب الله علينا من التحاب والتعاون على البر والتقوى, والاجتماع على المصالح لنكون من الفائزين, وعلينا أن نجتمع على الحق ونتعاون عليه, وأن نخلص في جميع أعمالنا.
الأصل الرابع: بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء, ومن تشبه بهم وليس منهم
& المراد بالعلم هنا العلم الشرعي وهو: علم ما أنزله الله على رسوله من البينات والهدى,
& العلم الذي فيه المدح والثناء هو علم الشرع علم ما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة.
& العلم الذي ورد الثناء فيه وعلى طالبيه هو فقه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وما عدا ذلك فإن كان وسيلة إلى خير فهو خير, وإن كان وسيلة إلى شر فهو شر, وإن لم يكن وسيلة لهذا وهذا فهو ضياع وقت ولغو.
& الله يرفع أهل العلم في الآخرة والدنيا, أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله والعمل بما عملوا, وفي الدنيا يرفعهم بحسب ما قاموا به قال الله {﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰت﴾} [المجادلة:11]
& العلم…إرث النبي صلى الله عليه كما قال النبي صلى الله عليه: (( «إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهمًا, وإنما ورث العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» .))
& العلم…يبقى للإنسان بعد مماته فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث, صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح ))
& رسول الله صلى الله عليه وسلم, لم يُرغب أحدًا أن يغبط أحدًا على شيء من النعم إلا على نعمتين هما: طلب العلم والعمل به, الغني الذي جعل ماله خدمة للإسلام.
& العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه, وكيف يعامل غيره.
& العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم.
& لابد من معرفة من هم العلماء حقًا, هم: الربانيون الذين يربون الناس على شريعة ربهم حتى يتميز هؤلاء الربانيون عمن تشبه بهم وليس منهم, يتشبه بهم في المظهر والنظر والمقال والمفعال, لكن ليس منهم في النصيحة للخلق وإرادة الحق.
الأصل الخامس: بيان من هم أولياء الله:
& أولياء الله تعالى هم الذين آمنوا به واتقوه واستقاموا على دينه, وهم من وصفهم الله تعالى بقوله: {﴿ أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ * ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾} [يونس: 62_63]
& ليس كل من يدعي الولاية يكون وليًا, وإلا لكان كل واحد يدعيها, ولكن يوزن هذا المدعي للولاية بعمله, إن كان عمله مبنيًا على الإيمان والتقوى فإنه ولي, وإلا فليس بولي.
& الله تعالى يقول: { ﴿ فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَى ﴾ } [النجم:32] فإذا أدعى أنه من أولياء الله فقد زكى نفسه, وحينئذ يكون واقعًا في معصية الله, وفيما نهاه الله عنه, وهذا ينافي التقوى, فأولياء الله لا يزكون أنفسهم بمثل هذه الشهادة.
& هؤلاء الذين يدعون أنفسهم أحيانً أسيادًا, وأحيانًا أولياء لو تأمل الإنسان ما هم عليه لوجدهم أبعد ما يكنون عن الولاية والسيادة, فنصيحتي لإخواني المسلمين أن لا يغترون بمدعي الولاية حتى يقيسوا حاله بما جاء في النصوص في أوصاف أولياء الله
الأصل السادس: ردُّ الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة, واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق
& الاجتهاد لغة: بذل الجهد إدراك أمر شاق. واصطلاحًا: بذل الجهد لإدراك حكم شرعي.
& المجتهد…إن أصاب فله أجران: أجر على اجتهاد وأجر على إصابة الحف, لأن في إصابته الحق إظهاراً له وعملًا به, وإن أحطأ فله أجر واحد والخطأ مغفور له.
& الاجتهاد يتجزأ فيكون في باب واحد من أبواب العلم, أو في مسألة من مسائلة.
& المجتهد…إن لم يظهر له الحكم وجب عليه التوقف, وجاز التقليد حينئذ للضرورة.
& التقليد يكون في موضعين: الأول: أن يكون المقلد عاميًا لا يستطيع معرفة الحكم بنفسه ففرضه التقليد. الثاني: أن يقع للمجتهد حادثة تقتضي الفورية ولا يتمكن من النظر فيها فيجوز له التقليد حينئذ.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link