منذ حوالي ساعة
فلابد مع الإيمان من عمل ولابد مع الإيمان من أخلاق ولابد مع الإيمان من حسن ظن بالله تعالى ولابد مع الإيمان من قوة تحميه..
✍ عناصرُ الموضوع:
=============
✍ أولًا: الصراع بين الحق وبين الباطل قديم .
✍ ثانيًا: سنة الله اقتضت أن يظهر الحق وينصر أهله.
✍ ثالثًا: الإيمان وحده لا يكفي .. !!
✍ المـــوضــــــــــوع:
=============
أيها الإخوة الكرام: يقول رب العالمين سبحانه وتعالى {﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا۟ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ﴾}
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين.. اللهم آمين.
{﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا۟ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ }
هذه الآية من سورة البقرة قال عنها بعض المفسرين: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والبرد وسوء العيش وأنواع الشدائد، وصار حالهم إلى الحال الذي وصفه الله تعالى في كتابه {﴿ إِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلْأَبْصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ﴾ ﴿ هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا۟ زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾}
وقيل نزلت {﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا۟ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ في غزوة أحد، ونظيرتها- في آل عمران هذه الآية ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا۟ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾﴿ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴾}
وقيل نزلت هذه الآية {﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا۟ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ } نزلت تخفيفاً وتسلية للمهاجرين الذين خرجوا من مكة مهاجرين بدينهم اركين ديارهم وأموالهم بأيدى المشركين، وآثروا رضا الله ورسوله، فلما قدموا دار الهجرة أظهرت اليهود العداوة لهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأسَرّ قوم من الأغنياء النفاق فأنزل الله هذه الآية تطييبا لقلوبهم» .
وأيا ما كان سبب نزول هذه الآية الكريمة فلا يمنع عموم معناها، وأنها آية تدعو المؤمنين في كل زمان وفي كل مكان إلى التحلي بالصبر والثبات في وقت المحن والبلايا والنكبات تأسيا بمن سبقهم من المتقين حتى يأتيهم النصر العظيم من الله رب العالمين.
{﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا۟ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ﴾}
ما ذاق السابقون الأولون من المؤمنين طعم النصر، وحلاوة التمكين، إلا بعد أن دفعوا ضريبة النصر من أنفسهم وأموالهم، مشوا على الشوك، ورووا الأرض بدمائهم، ورأوا البأساء والضراء في أنفسهم وأموالهم وأولادهم قال النبي عليه الصلاة والسلام «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»
وعند أصحاب السير قَالَ الخَبَّابُ بنُ الأرَتِّ رضى الله عنه:
«أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَقَدْ لَقِينَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لنا؟! أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟! قال الخباب: فَقَعَدَ النبي صلى الله عليه وسلّم وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ فَقَالَ والذي نفسي بيده لقد كان يؤتى بالرجل ممن كان قبلكم فيُمْشَطُ بِمِشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، والذي نفسي بيده لقد كان يؤتى بالرجل ممن كان قبلكم فيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِه نصفين مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَالذي نفسي بيده لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، ولكنكم قوم تستعجلون» ..
شرع الله تعالى للمسلم الجهاد في سبيل الله تعالى دفاعاً عن عقيدته، وحرماته، ومقدساته، وعرضه، وماله ولو كانت النتيجة بذل الروح دفاعاً عن العقيدة والحرمات والمقدسات..
{﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا۟ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾} {﴿ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَٰتٌ وَمَسَٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ﴾ }
قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها»
وقال صلى الله عليه وسلّم «ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَر ولا وبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذل ذليل، عزا يعزّ الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر»
هذه النصوص وأخواتها كثير في كتاب ربنا وفي سنة نبينا تزرع الأمل في النفوس المؤمنة وتبشر بالوعد الحق، وهو نصر المؤمنين وتمكينهم، كي لا يتسرب اليأس إلى النفوس، وكي لا يعرف الإحباط طريقه إلى القلوب…
هذه الآيات وأخواتها كثير في كتاب ربنا سبحانه وتعالى تأمر المسلم أمراً أن يعمل ما يقدر عليه وأن يأخذ بجميع الأسباب الممكنة والفوز والنصر والتمكين، والنصر بعد ذلك بيد الله وحده، يأتي به متى شاء وفق حكمته وقدرته ومشيئته سبحانه وتعالى {{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}}
قد يتحقق النصر في وقت متأخر، لتزيد الأمة صلتَها بالله سبحانه وتعالى، ولتتعلق قلوبها بالله وحده، تعاني الأمة وتتألم وتبذل ولا تجد لها سنداً إلا الله، قد تأتي دلائل النصر بطيئة السعي لأن البيئة لم تتهيأ لاستقباله، وقد يبطئ النصر لتتجرَّد الأمة في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله تعالى ولدعوته { ﴿وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ﴾ ﴿ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا۟ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا۟ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلْأُمُورِ ﴾}
الله سبحانه وتعالى قادر أن يقلب موازين القوى في هذا العالم، الله سبحانه وتعالى قادر أن يشتت شمل أعداءه، الله سبحانه وتعالى قادر أن يجعل تدميرهم في تدبيرهم، وأن يرد كيدهم في نحورهم وما ذلك على الله بعزيز..
نصر الله المؤمنين أيام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالرعب مسيرة شهر، ونصرهم بالملائكة يوم بدر، ونصرهم بالريح يوم الأحزاب {﴿ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِىَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴾}
لو شاء الله سبحانه وتعالى لجعل الناس أمة واحدة، ولم يكن في الأرض كفر ولا غش ولا ظلم ولا باطل، ولكن حكمةَ الله اقتضت أن يزاحم الكفرُ الإيمانَ،وأن يشاكس الباطلُ الحق اختبارا للنفوس المؤمنة { ﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا۟ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّۢا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَا۟ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾﴿ وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا۟ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾ }
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يعلى بفضله كلمة الحق والدين إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير ..
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث أن نقول:
إن الله تعالى هو الفعال لما يريد، وإنه سبحانه وتعالى هو القوي العزيز، وقد أخذ سبحانه وتعالى على نفسه عهدا أن ينصر الحق وأهله، قال الله تعالى { ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾}
لكني أود أن أقول:
ليس بالإيمان وحده يُنصر المؤمنون… الدليل: أن النصر لم يكن حليف المسلمين في مواطن كثيرة حضر معهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم..
مواطن حضر فيها الإيمان وغابت فيها بقية أسباب النصر..
(في يوم أحد وفي يوم حنين) حضر الإيمان وغابت السمع والطاعة وحضرت المخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وحضر الاغترار بالعدة والعتاد، فلم ينتصر المسلمون وقتلوا تقتيلا فدهشوا وقالوا كيف نهزم وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فرد عليهم القرآن بهذه الآيات فيما يخص يوم ( أحد) {﴿ أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ﴾﴿ وَمَآ أَصَٰبَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾﴿ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُوا۟ ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا۟ قَٰتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُوا۟ ۖ قَالُوا۟ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّٱتَّبَعْنَٰكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَٰنِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَٰهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ ۗ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾ }
وفيما يخص يوم (حنين) أنزل الله هذه الآية {﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْـًٔا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴾ }
الإيمان وحده لا يكفي:
لابد مع الإيمان من انتصار على العدو ( الداخلي) الذي يسكن القلوب من الفساد الأخلاقي وحب الدنيا واتباع الهوى والفرقة، لابد من إصلاح النفس والتغلب على نزواتها..« قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «« يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» »
الإيمان: هو أحد أهم أسباب النصر.. لكن لابد للإيمان من قوة تحميه قال أهل مدين لشعيب عليه السلام {﴿وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَٰكَ ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴾}
وعبد بنو إسرائيل العجل على مرأى ومسمع من هارون عليه السلام
فلما عتب عليه موسى عليه السلام اعتذر هارون {﴿ قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِى وَكَادُوا۟ يَقْتُلُونَنِى﴾}
هذا الذي سمعتموه يذهب بنا مباشرة إلى ضرورة تحويل هذه الآية إلى واقع ملح {﴿ وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾}
فلابد مع الإيمان من عمل ولابد مع الإيمان من أخلاق ولابد مع الإيمان من حسن ظن بالله تعالى ولابد مع الإيمان من قوة تحميه..
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يعلي بفضله كلمة الحق والدين إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.
———————————————————————————–
✍جمعها، وأعدها، وراجعها بقدر المستطاع، وكتبها : خادم الدعوة:
الشيخ /محمد سيد حسين عبد الواحد.
Source link