حديث: لَمَّا نَسَخْنَا الصُّحُفَ في المَصَاحِفِ

كُنْتُ كَثِيرًا أسْمَعُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَؤُهَا، لَمْ أجِدْهَا مع أحَدٍ إلَّا مع خُزَيْمَةَ الأنْصَارِيِّ

الحديث:

« لَمَّا نَسَخْنَا الصُّحُفَ في المَصَاحِفِ، فقَدْتُ آيَةً مِن سُورَةِ الأحْزَابِ، كُنْتُ كَثِيرًا أسْمَعُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَؤُهَا، لَمْ أجِدْهَا مع أحَدٍ إلَّا مع خُزَيْمَةَ الأنْصَارِيِّ الذي جَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ» : {{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}} [الأحزاب: 23].

[الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4784 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]

الشرح:

أَمَر الخليفةُ أبو بَكرٍ الصِّديقُ رضِيَ اللهُ عنه بِجَمْعِ القرآنِ الكريمِ في مُصْحَفٍ واحدٍ، وكان أبرَزُ مَن تولَّى هذا الأمرَ هو زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ رضِيَ اللهُ عنه، وكان يَجمَعُ القرآنَ الذي كُتِب على الجُلُودِ وغيرِها مِمَّا كان يُكْتَبُ عليه في عَهْدِهم، ويَجمَعُه أيضًا مِن صُدورِ الرِّجالِ وحِفْظِهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ زيدُ بنُ ثابتٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّهم لمَّا نَسَخُوا المَصَاحِفَ بَقِيَتْ آيةٌ هي قَولُ اللهِ تعالَى: {{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} } [الأحزاب: 23]، وكان زَيْدٌ رضِيَ اللهُ عنه كثيرًا ما يَسمَعُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقْرَؤُها، ولَكِنَّه لم يَجِدْها مَكتوبةً عندَ أحدٍ -وكان يَجْمَع بيْنَ المكتوبِ والمَحفوظِ للاستِيثَاق- إلَّا مع خُزَيْمَةَ بنِ ثابتٍ الأَنْصَارِيِّ رضِيَ اللهُ عنه، وهو الصَّحَابِيُّ الذي جَعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَهادتَه تَعْدِل شهادةَ رَجُلَيْن.
وسَبَبُ كَونِ شَهادتِه بشَهادتينِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَلَّم رجلًا في شيٍء فأنكره، فقال خُزَيمةُ: أنا أشهَدُ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أتشهَدُ ولم تُستشهَدْ؟ فقال: نحن نُصَدِّقُك على خَبَرِ السَّماءِ، فكيف بهذا؟ فأمضى شهادتَه وجَعَلها بشهادتينِ، وقال له: لا تَعُدْ. وهذا من خصائِصِه رضِيَ اللهُ عنه. وأصلُ الحديثِ عند أبي داودَ والنَّسائيِّ.

الدرر السنية 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *