منذ حوالي ساعة
تأمَّل حال اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة، كيف آثَروا الكفر على الإيمان، واشتروا الضلالة بالهدى، على ما توعَّدهم الله تعالى به من العذاب الدنيوي، قبل العذاب الأخروي…
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47].
تأمَّل حال اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة، كيف آثَروا الكفر على الإيمان، واشتروا الضلالة بالهدى، على ما توعَّدهم الله تعالى به من العذاب الدنيوي، قبل العذاب الأخروي، مع معرفتهم بصفة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
ثم تأمل ذلك الوعيد العجيب بذلك العذاب الغريب، وهو طمس الوجوه حتى لا يظهر لها معالم، ليناسب طمس معالم الإيمان في قلوبهم، وانطفاء نوره حتى لا يبقى له فيها أثرٌ يُذكَر!
ثم تأمل ذلك الوعيد الآخر (اللعن) الذي يطاردهم أينما ذهبوا، ويتبعهم حيثما حلُّوا! {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة: 78].
ومن آثار ذلك اللعن: تلك الذِّلةُ التي تلازم وجوهم ملازمة السوار للمعصم، وتطوِّقُ أعناقهم طوقُ الغُلِّ للعبدِ الآبق، فلا يحيون كباقي الخلق، بل أذلةً لا يرفعون رأسًا، ولا يعرفون عزًّا، ولا يعيشون إلا في كنفِ غيرهم، {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: 112].
ثم تأمَّل ذلك الالتفات من الحضور إلى الغيبة في الآية: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ}، وما قال: {أَوْ نَلْعَنَكُمْ}، الذي يوحي بالإعراض عنهم وطرحهم، وأنهم لا قدر ولا قيمة لهم.
_______________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب
Source link