مقالات

لطفا أيها القارئ – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

رفقًا يا أخي القارئ وأختي القارئة ولطفًا بهم؛ فهؤلاء الكُتَّاب يجاهِدون أنفسهم لمرضاة الله، ونشر الخير، وإصلاح المجتمع المسلم، وهذه المقالات والكتب كَتَبَها أصحابها ببذل الجهد، واعتصار الذهن، وإنفاق الأوقات وشغلها، وهذا دون مقابل إلا ابتغاء وجه الله والأجر منه

فإن حديثي اليوم عن شيء يتأذى منه كثير من الكُتَّاب والدُّعاة، وربما يثَّبِّط بعضَهم، ويتأذى منه، فيترك الدعوة والكتابة لغيرها، ألَا وهو التصويت السيئ للكتب والمقالات والمحاضرات، ومما يدهشني أن أرى كتبًا في المكتبات الإلكترونية لعلماء أجلاء؛ كشيخنا الألباني وابن العثيمين… مُصَّوتًا لها بنجمتين وثلاثة، وحتى كتب أعلام الأمة كابن القيم وابن تيمية لم تنجُ من تلك التصويتات الحمراء، بل حتى صحيح البخاري تقييمه أربع من خمس فيها؛ ما يعني أن هناك من صوَّت له بالأحمر، فيا سبحان الله! هذا كتاب محفوظ فيه أقوال خير البرية، ولا يوجد به سوى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف يأتي قارئ ويصوت له بنجمة ونجمتين؟ إنه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمعت الأمة على أنَّه وصحيح مسلم أصحُّ كتابين بعد القرآن الكريم.

 

فرفقًا يا أخي القارئ وأختي القارئة ولطفًا بهم؛ فهؤلاء الكُتَّاب يجاهِدون أنفسهم لمرضاة الله، ونشر الخير، وإصلاح المجتمع المسلم، وهذه المقالات والكتب كَتَبَها أصحابها ببذل الجهد، واعتصار الذهن، وإنفاق الأوقات وشغلها، وهذا دون مقابل إلا ابتغاء وجه الله والأجر منه، والكاتب يصارع الشيطان، ويترك مُلهيات الدنيا بما فيها، ويتعب ويبحث ويخرِّج أحاديث، ويبحث عن آيات وتفسيراتها، وأقوال العلماء وغيرها، حتى يكتب المقال ثم يعاني ما يعاني في نشره، وكل هذا يقدمه لك – أيها القارئ – مجانًا لم يطلب منك أن تعطيه مالًا أو مقابلًا، بل لم يطلب منك حتى أن تمدح كتابته؛ فكَتَبَةُ الإسلام – حفظهم الله – ينتظرون أجورهم من الله وليس منك، ولكن لا تأتي بيدك وتضيع مجهودهم، وتدوس على زر (لم يعجبني)، وبالله ما هو الذي لم يعجبك؟

لا سيما في المقالات الإسلامية، فالمكتوب فيها معظمه ما قال الله وقال الرسول، والكاتب اجتهد وبذل وقته على حساب عمله ودنياه؛ ليُقدِّم لك الخير، وهو لم يطلب منك أجرًا ولا مدحًا، فأجره على الله في الجنة، ولكنه بشر مثلك يتأذى من فعلك هذا، فأنت لم يعجبك المقال، اتركه لغيره، دون أن تضع العلامات الحمراء في صفحة من قدم لك الخير والنصح، فلا يقبل منه الناس بعد ذلك، ويضيع مجهوده سُدًى، فلله الحمد مشايخنا وعلماؤنا جزاهم الله خيرًا على ما يقدمونه، وأثابهم الفردوس الأعلى، لم يقصِّروا بشيء، بل بذلوا وجاهدوا أنفسهم، وصبروا على قِلة الدخل وعلى السهر والتعب وأذى الناس، يصبرهم في ذلك كله الحُلْم بجنة الرحمن وملاقاته وهو راضٍ عنهم، فلا تؤذِهم وادعُ لهم بالقبول والرحمة، والطف بهم، وإن لم تدعُ لهم، فكفَّ عنهم يدك، جزاك الله خيرًا.

 

_____________________________________________
الكاتب: د. منال محمد أبو العزائم


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى