تربية النفس لدى الناشئة في القرآن الكريم

منذ حوالي ساعة

تمثل التربية الإسلامية المنهجَ الذي يحقق التطبيق الفعليَّ للتشريع الإسلامي؛ لأن الإسلام ليس جانبًا علميًّا معرفيًّا فقط، بل يهدف إلى التطبيق العملي، والعلم وسيلة لتحقيق الجانب التطبيقي الصحيح…

لقد منَّ الله سبحانه وتعالى على الأمة بالدين الإسلامي، وأرسل إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكرمها بالقرآن الكريم، الذي جمع فيه سبحانه وتعالى جميع ما يُحتاج إليه من أخبار وقصص الأولين والآخرين، والمواعظ والأمثال، والآداب والأخلاق، وضاعف الأجر في تلاوته، وأمرنا بتدبُّره؛ فقال جل شأنه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].

 

وإن من يتدبر القرآن الكريم ويتأمله في جميع آياته، يجده واحدًا منسجمًا في جميع أحكامه، لا ينقض حكمٌ حكمًا، ولا يتناقض حكم مع حكم، كما أن سلامة القرآن مع الاختلاف تشمل لفظه ومعانيه؛ فألفاظه في مستوى بلاغي واحد، ومعانيه في العقيدة، والشريعة، والأخلاق، والأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية – تخدم وتقود إلى هدفٍ واحد، وتبني أمة واحدة، وترمي إلى تحقيق مقصِدٍ واحد.

 

ويُعَدُّ القرآن الكريم أداة التربية الأولى حين يتلقَّاه الإنسان بعقل واعٍ؛ قال الله عز وجل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة: 121]؛ أي: يتبعونه حق اتباعه، باتباع الأمر والنهي؛ فيُحِلُّون حلاله، ويحرمون حرامه، ويعملون بما تضمنه.

 

وتمثل التربية الإسلامية المنهجَ الذي يحقق التطبيق الفعليَّ للتشريع الإسلامي؛ لأن الإسلام ليس جانبًا علميًّا معرفيًّا فقط، بل يهدف إلى التطبيق العملي، والعلم وسيلة لتحقيق الجانب التطبيقي الصحيح، الذي يرسم للإنسان سبيلَ الهدى، الذي جاء به جميع الأنبياء عليهم السلام، وآخرهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام؛ الذي قال الله تعالى فيه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2][1].

 

ومنذ أن نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم مثَّل القرآن الكريم للخطاب التربوي الإسلامي ينبوعًا صافيًا لا ينضَب، ارتوى منه سنوات وعقودًا بل قرونًا، فاكتسب بذلك قوةَ نهوضٍ تربوي شارك في النهوض الحضاري العام، وذلك أن القرآن نفسه باعتباره كلام الله سبحانه وتعالى الذي نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم كان كتابَ هداية، وإرشاد، وتربية، وتضمن من الأفكار والقيم والتوجيهات ما يشكِّل أعمدةَ بناءٍ راسخاتٍ للنفس المسلمة، والمجتمع المسلم.

 

فالتربية الإسلامية تقوم على أساس أن الخالق سبحانه وتعالى هو الخبير بطبيعة النفس الإنسانية التي خلقها، العليم بما يصلحها: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}  [الملك: 14]، ومن ثَمَّ فهو القادر وحده على وضع الأسس العامة التي تصلح، ومن ثَمَّ فإن منهج الإسلام، وتصوراته، ومبادئه التربوية، هي الإطار العام الأساسي لتربية هذه النفس، وقد تضمنت فلسفة التربية الإسلامية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية كثيرًا من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، التي تعرضت لطبيعة تكوين الإنسان، ووضعت أحوال النفس المختلفة، وبيَّنَتْ أسباب انحرافها ومرضِها، وطرق تهذبيها وتربيتها وعلاجها، وكانت هذه النصوص القرآنية والنبوية الواردة عن النفس بمثابة المعالم التي يسترشد بها الإنسان في فهم نفسه، وخِصالها المختلفة، وفي توجيهه إلى الطريق السليم لتهذبيها وتربيتها.

 

فالالتزام بهما كفيل بالتصدي لهذه التيارات الفكرية والثقافية المعاصرة التي تحاول فرض سيطرتها القاصرة على ثقافات الأمم والشعوب؛ بذريعة التقدم والتطور والرقي[2].

 

وفي الآونة الأخيرة بدأت تظهر في الأفق محاولاتٌ جادَّة من قِبَلِ الدارسين والباحثين نحو العودة إلى كتاب الله تعالى، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليكونا محورًا لكثير من الدراسات التربوية التي تركز على استنباط المبادئ والقيم والتوجيهات والدلالات التربوية، وتطبيقاتها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

 

كما أكدت كثير من الرسائل العلمية في مجال التربية ضرورة تشجيع البحوث التربوية التي تتناول سورًا وآياتٍ من القرآن الكريم بالبحث والتحليل، والعمل على نشرها؛ كدراسة نوال الحسنى (1429 ه – 1430 ه)، وجابر القحطاني (1428 ه – 1429 ه)[3].

 

وتُعنى التربية الإسلامية بالجانب النفسي من شخصية المسلم أيما عناية، بداية بتلبية حاجاته الفسيولوجية؛ إشباعًا لحاجاته الوجدانية، ثم تأكيدًا على ضبط انفعالاته، ووصولًا إلى تحقيق صحته النفسية، بما يحقق له العيش في تكيُّف وانسجام.

 

والقرآن الكريم هو المصدر الأساسي الأول للتربية الإسلامية، الذي تُستمَدُّ منه، وفي هَدْيِهِ وأهدافه – مادتها، وطرقها، ووسائلها، والذي على ضوئه تُقيَّم تلك التربية وتُعدَّل، فهو كلام الحق تبارك وتعالى، ومنهجه الشامل للحياة بكاملها، فمن أقدر من الله خالق كل شيء على تقديم الهداية الكاملة للبشرية؟ وأي منهج غير المنهج الإلهي يستطيع أن ينهض بحاجات النفوس البشرية، ويَفِي بمطالبها، ويغذِّي عواطفها ومشاعرها، ويتابع تطورها ونموها، ويستوعب قضاياها، ويلاحظ أزماتها، ويلائمها في تطورها الصاعد، ويقودها على طريقة الكمال بتُؤَدَةٍ ورِفْقٍ.

 

والنفس البشرية تكوين إلهي لا يستطيع الإنسان مهما أُوتِيَ أن يستخرج أسرارها كاملة، ولا أن يقف على طبيعتها إلا بالقدر الذي وهبه الله تعالى للإنسانية من قدرة على إعمال العقل، بعدما وَهَبَهُمُ الوَحْيَيْنِ يتعرفون من خلالهما على ما لا يمكن أن يَرَوه من غيرهما.

 

فعندما أشرقت شمس الإسلام، ونزل القرآن الكريم هداية ونورًا للبشرية نجد أن النفس والروح والقلب وما يرتبط بذلك من معانٍ وحقائق تأخذ في القرآن معانيَ شتى، وتُعطَى مفاهيمَ كثيرة، ولكنها جميعًا تشرق من خلال التعبير القرآني إشراقًا قويًّا لا لَبْسَ فيه، ولا خفاء، فما من موقع لواحدة من هذه الكلمات إلا وهو واضح كل الوضوح، مفهوم كل الفهم، رغم كثرة الاستعمال وتعدد المعاني، وتلك معجزة بيانية لهذا الكتاب الخالد الجليل.

 

والقرآن الكريم كانت من أولى مهامِّه العمل على تزكية النفس، وتطهيرها والرُّقي بها، وهذا يظهر بجلاء؛ حينما تقرأ قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}  [الجمعة: 2]، تأمل كيف ذكر الحق تبارك وتعالى قوله {وَيُزَكِّيهِمْ} بعد {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} مما يشير إلى أن من أهم أهداف هذه الرسالة أن تعمل على تزكية النفس وتنقيتها من الآفات؛ لتتفرغ إلى عبادة الله تعالى فتسعَد؛ لأنها صنعت ما خُلِقت من أجله، والعبادة أيضًا تؤدي دورها في تطهير النفس، وتهذيب الخلق؛ فهي علاقة تفاعلية تكاملية.

 

والناظر إلى العبادات يجد أنها تسعى لتحقيق غايات تربوية، تسمو بالنفوس، وتحررها من ضغوط المادة عليها لتترقى في درجات الكمال.

 

فلقد بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، والإقرار بوحدانية الله تعالى ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم يَتْبَعُهُ اعترافٌ بقواعد الإسلام كنظام مُحْكَمٍ، وأساس سليم لتطهير النفس، وتهذيب الخلق، وتماسك المسلمين، وتراحمهم، فالصلاة رباط روحي بين المخلوق والخالق في اجتماع المصلين في الجُمَع والجماعات، وأصل عظيم في تماسكهم، ووحدة صفوفهم، ومطهِّرٌ للنفس من أدران الرذيلة والمعصية؛ قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]، والزكاة نظام إلهي مُحكَم، وفيها شكر الله على النعمة، وتربية لعاطفة الرحمة، وشكر النعمة يزيدها، والرحمة بالناس تستل من قلوبهم الأضغان، وتغرس بدلها المحبة، وفيها علاج النفس من داء الشح، وتطهيرها من البخل؛ {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]، والصيام وسيلة عملية لتهذيب النفوس، وتحريرها من سلطان العادة، وتربية الإرادة والعزيمة، وتحرير الضمير من سيطرة الأنانية إلى مراقبة الله، والصيام سبيل إلى التقوى؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}  [البقرة: 183]، والحج مؤتمر إسلامي عام، تتلاقى فيه الشعوب والأمم الإسلامية من كل بقاع الأرض في مؤتمر عالمي، يوحِّد بين الأجناس والألوان، وتذوب فيه الفوارق، وتلتقي فيه جموع المسلمين على قِبْلَةٍ واحدة، وهدف واحد، ودعاء واحد، ورب واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، وهذه أكبر المنافع، وأقوى الدِّعامات؛ لتأكيد التوحيد في العبادة، والهدف، والسلوك[4].

 

فالقرآن شفاءٌ ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبَهم وأرواحهم، فأشرقت، وتفتَّحت، وأقبلت في بشر وتفاؤل لتلقِّي ما في القرآن من صفاء وطمأنينة وأمان، وذاقت من النعيم ما لم تعرفه قلوب وأرواح أغنى ملوك الأرض، ولنستمع معًا إلى هذه الآيات، ولْنَرَ أثرها على أنفسنا كتجربة حية: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ * إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}  [الأعراف: 204 – 206]، إنه حقًّا سدٌّ منيع يستطيع الإنسان أن يحتمي به من مخاطر كل الهجمات المتتالية على نفسه وقلبه، فيقي قلبه من الأمراض التي تتعرض لها، كما أنه ينقيه من الأمراض التي علقت به؛ كالهوى، والطمع، والحسد، ونزغات الشيطان والخبث والحقد…؛ إلخ، فهو كتاب ومنهج أنزله رب العالمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون للعباد هاديًا، ونذيرًا، وشفاءً لما في الصدور[5].

 

ولما كان القرآن الكريم منهجًا للحياة تمثَّله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واقعًا مَعيشًا، فكان صلى الله عليه وسلم قرآنًا يمشي على الأرض، وظهر منهج القرآن في عباداته، وتعامله، وأخلاقه، وتَبِعه ذلك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم؛ وذلك حين جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم فسقاهم القرآن، وبيَّن لهم أحكامه وتشريعاته، فتأثَّرت نفوسهم به وترقَّت، حتى صاروا شموسَ ضياء، وأقمارَ هداية.

 

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بالقرآن، ويطبِّق معانيه، ويأمر أصحابه، وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يجاوزن قراءة السورة حتى يفهموا معانيها، ويعملوا بما فيها، وهكذا ربَّى القرآن نفس الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن تَبِعهم، بكل ما في الكلمة من معنًى[6].

 

المراجع:

1- خالد بن حامد الحازمي، أصول التربية الإسلامية، سلسلة المنظومة التربوية، ع (5)، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، 1998م.

 

2- أحمد بن علي بن عمر الزيلعي: المضامين التربوية المستنبطة من سورة الفاتحة وتطبيقاتها التربوية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1425 ه – 1426 ه.

 

3- نوال بنت محمد عبدالله الحسني: “مبادئ تربوية مستنبطة من أوائل سورة العلق وتطبيقاتها التربوية في الأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام”، ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1429 ه – 1430 ه.

 

4- عبدالله محمود شحاته، أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم، الهيئة المصرية العامة، ط2، 1981م.

 

5- سعد رياض، علم النفس في القرآن الكريم، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، 2004م.

 

 


[1] خالد بن حامد الحازمي، أصول التربية الإسلامية، سلسلة المنظومة التربوية، ع (5)، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، 1998م، ص 5.

[2] أحمد بن علي بن عمر الزيلعي: المضامين التربوية المستنبطة من سورة الفاتحة وتطبيقاتها التربوية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1425 ه 1426 ه.

[3] نوال بنت محمد عبدالله الحسني: “مبادئ تربوية مستنبطة من أوائل سورة العلق وتطبيقاتها التربوية في الأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام”، ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1429 ه – 1430 ه.

[4] عبدالله محمود شحاته، أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم، الهيئة المصرية العامة، ط2، 1981م، (1/22).

[5] سعد رياض، علم النفس في القرآن الكريم، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، 2004م، ص: 17، 18.

[6] عبدالرحمن النحلاوي، التربية بالآيات، دار الفكر، دمشق، 1421ه – 2005م، ص 25.

_____________________________________________________________
الكاتب: د. حسن عبدالله محمد مطاوع السراج


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *