روح الروح – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

كفراشةٍ تُحلِّق في جَنَبات المنزل كل صباح… كوردة جميلة تفتحت أكمامها؛ فازدادت حسنًا… كنغمة عذبة تشنِّف الأسماع، وتُطرِب النفوس.

كفراشةٍ تُحلِّق في جَنَبات المنزل كل صباح…

كوردة جميلة تفتحت أكمامها؛ فازدادت حسنًا…

كنغمة عذبة تشنِّف الأسماع، وتُطرِب النفوس.

 

من رآها لا يمكن أن تشبع عيناه من النظر إلى وجهها البريء، وملامحها الخجولة، وضحكتها العفوية، والأعجب أنها مُفرطَة الرقة؛ تبكي لأبسط الأشياء، وتتأثر إذا رأت عصفورًا جائعًا يبحث عن طعام.

 

هذه الطفلة لم تتجاوز ربيعها الرابع، لكنها حين تمازِح ظِلَّ صورتها، تُذهِب الهمَّ الذي في قلب جدِّها، وترسم الابتسامة على شفاه الآخرين.

 

إنها تشبه نَدْفَ الثلج حين تتراقص في الهواء، في خفة روحها، ونقاء قلبها، وجمال مظهرها.

 

ولكن كما قال أبو البقاء الرندي: “لكل شيء إذا ما تم نقصان”؛ فقد ابتُليَ جدُّها ابتلاء شديدًا، وقبضها الله إليه، ودونكم طرفًا من هذا البلاء المبين.

 

ذات صباح، والسماء ملبدة بالغيوم، رأيتُ جدَّها يفتح عينها بأطراف أصابعه، ثم قبَّلها قبلةً سكب فيها حبه وشوقه ولهفته.

 

للوهلة الأولى حسِبتها نائمة، ولكن سرعان ما تبدَّد الوهم حين اكتشفت أنها قد فارقت الحياة، ورحلت إلى ربها.

 

نعم رحلتْ، وتركت خلفها جدًّا صابرًا محتسبًا، لم تظهَر عليه آثار التسخط، رغم عِظَم ما نزل به من البلاء.

 

إلا أن الحزن المتجذِّر في قلبه لم يستطع إخفاءه، أو كبح جماحه، وأنى له ذلك؟

 

ثم ذرفت عيناه دموعًا مثقَلة بالوجع، وكأنها تحمل في طياتها نكبة شعبٍ كامل، يسعى المتآمرون لقلعه من جذوره.

 

وبينما الناس يتحلقون حوله، نظر إليهم، وقال كلمات لا تشبهها كل الكلمات؛ لقوة تأثيرها، وصدق حروفها، ورقة عذوبتها: (هادي روح الروح).

_______________________________________________
الكاتب: دحان القباتلي


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *