الجزء الثاني من الفوائد المختصرة من شرح الكافية الشافعية في الانتصار للفرقة الناجية, المعروفة بــ “نونية ابن القيم” للعلامة العثيمين رحمه الله, من البيت [399] إلى البيت [1199]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذا الجزء الثاني من الفوائد المختصرة من شرح الكافية الشافعية في الانتصار للفرقة الناجية, المعروفة بــ “نونية ابن القيم” للعلامة العثيمين رحمه الله, من البيت [399] إلى البيت [1199] وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
المدينة النبوية:
اشتهر عند الناس الآن اسم المدينة المنورة ولا شك أن المدينة منورة بالرسالة, ولكن هذا التنوير لا يخصها, فكل بلد يدخله الإسلام فهو منور بالإسلام, فأحسن وصف أن تقول: المدينة النبوية.
الاستشفاء من الوساوس الشديدة:
& إذا ألقى الشيطان في قلبك مثل هذه الوساوس الشديدة…موقفك أن تستشفي بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم, وذلك بأمرين: الأول: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. الثاني: الانتهاء والإعراض عن هذا الذي وقع في قلبك.
& إذا مارست هذا العمل فإن الشيطان يندحر ثم لا يعود إليك…وجرب تجد
تخفيف العبادات:
& من العبادات ما تخفيفه أفضل من إطالته, إما دائمًا, وإما لعارض…فسنة الفجر الأفضل تخفيفها دائمًا وابتداء التهجد بركعتين خفيفتين كذلك, وتحية المسجد والإمام يخطب يوم الجمعة تخفيفها عارض.
المقصود من التعزية:
& أولئك الذين يأتون للعزاء, ويُهيجون أهل الميت…ليسوا على صواب, لأن المقصود من التعزية تقوية الإنسان على تحمل المصائب, لا أن يُهيج الحزن, ويُبقي الإنسان دائمًا في همّ وحزن.
يعتبر الإنسان بأكثر أحواله وأكثر أقواله:
& من مذهب أهل السنة والجماعة أن الإنسان يكون فيه خصلة خير وخصلة شر, وخصلة طاعة وخصلة معصية, وخصلة إيمان وخصلة كفر, وقد يكون فيه جانب صواب وجانب خطأ, لكن الأصل أن يُعتبَر بأكثر أحواله, وأكثر أقواله.
من أخطأ وله مقام صدق في الشريعة:
& إذا علمنا أن الرجل له مقام صدقٍ في الشريعة, وأنه حسن النية والقصد, وأن بدعته ليست مكفرة, فهذا يجب علينا أن نسأل الله له العفو والرحمة, ونتبرأ من مقاله, ولا نتبرأ منه.
كفر من كلام إن كلام الله مخلوق:
& خمسمئة عالم كفروا أهل الاعتزال والجهمية بقولهم: إن كلام الله مخلوق…إذن الآن نقول من قال: ” إن كلام الله محلوق ” فهو على ما نقله ابن القيم رحمه الله تعالى كافر.
كتاب ” المحلى ” لابن حزم رحمه الله:
& فيه من الآثار الكثيرة ما لا تجده في كثير من الكتب بل لا تجده إلا في القليل النادر, فهو في الحقيقة مرجع بقطع النظر عن آرائه فآراؤه له, قد يرى أشياء شاذة جدًا, لكن كتابه ” المحلي ” كنز عظيم لولا سلاطة لسانه لكان يثنى عليه بلا استثناء.
تدبر القرآن الكريم:
& أكثر الناس يقرأون القرآن إما للأجر بتلاوته, وإما للتبرك بها, ولكن أكثرهم لا يقرونه تدبُّرًا, ولهذا حُرموا فائدته, وإلا فالقرآن كنز عظيم, لأنه من الله عز وجل, ولا يحيط به أحد إلا الله, فهو كنز الكنوز في الواقع.
& فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القــــــــــــــرآن
هذا بيت عظيم ينبغي أن يحفظه الإنسان, ويُمرَّه على قلبه دائمًا, قوله: فتدبر القرآن يعني تأمله وتفكر فيه. قوله إن رمت يعني قصدت. قوله لهدى يعني العلم والتوفيق.
& في الأول كان كُلّ طالب علم معه مفكرة يجعلها في جيبه, ويتأمل القرآن مثلًا, كلما فتح الله عليه شيئًا قيده بهذه المفكرة, فانتفع.
& لقد رأيت كُتيبًا للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله, يقول: إنه كتبه في رمضان وهو يقرأ القرآن, تمر به آية فيقف عندها, ويتدبرها, ويكتب عليها فوائد لا تجدها في أي تفسير.
فلسفة الغرب:
& علم الفلسفة…صد عن سبيل الله.
& يوجد الآن في بلاد المسلمين من أدخل على منهج المسلمين وثقافتهم فلسفة الغرب, وشطحات الغرب, وفساد الغرب, حتى أُضعفت المواد الشرعية من أجل إقحام هذه المعلومات التي تُدمر الأديان والأخلاق.
أرسطو:
& قوله: ” الملحد الزنديق صاحب منطق اليونان “, وهو أرسطو, لأن أرسطو هو المعلم الأول للفلسفة اليونانية.
ابن الطوسي:
& كان وزيرًا لآخر خلفاء بني عباس, وكان خبيثًا ماكرًا مخادعًا, طلب من التتار أن يقدموا إلى بغداد عاصمة الملك, وسهل لهم الطريق, ووصف لهم كيف يأتون زمنًا ومكانًا, وحصل ما حصل من المصيبة العظمى.
& هذا الخبيث يُسمى نصير الدين, ولكن ابن القيم وصفه بما هو أهله فقال: “نصير الكفر” وصدق رحمه الله, نصير الكفر على مذهب ابن سينا وأتباعه الناصرين لملة الشيطان, لا لملة محمد صلى الله عليه وسلم.
قلبُ الحقائِقِ أقبحُ البهتانِ:
& قلب الحقائق أقبح البهتان, وما أكثر قلب الحقائق في إذاعات العرب اليوم! يقولون أشياء ليس لها أصل, يقلبون الحقائق, فالحقائق تشاهد, وهم يقلبونها إلى أمور مخالفة للمُشاهِد.
المنطق:
& المنطق يقول عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قد كنت أعلم دائمًا أن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي, ولا ينتفع به البليد.” إذن لا خير فيه ما دام البليد لا ينتفع به والذكي لا يحتاج إليه, إذن فلا ينبغي للإنسان أن يضيع عمره فيه
ذكاء بلا زكاء:
& أنت تتعجب من هذه العقول, ذكاء بلا زكاء, ليس عندهم عقل, وإلا لو تأملوا قليلًا لقالوا: كيف يكون عيسى عليه الصلاة والسلام ربًا وإلهًا, ثم يُقتل, ثم يُصلب, ثم يُعبد الصليب الذي صُلب عليه؟! ولهذا يقول: وهم الحمير وعابدُو الصُّلبان.
المسيح عليه الصلاة والسلام:
& نحن عقيدتنا في المسيح عيسى بن مريم: أنه عبد الله ورسوله, وأنه آية من آيات الله عز وجل هو وأمه, لأنها حملت بلا زوج, وخلق بلا أبٍ, وتكلم في المهد, ورُفع إلى السماء وهو حي, وهو باق إلى ينزل في آخر الدنيا.
&نؤمن بأنه ما قتل وما صلب بل رفعه الله إليه وسينزل في آخر الزمان يحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا في الجزية, فإنه لا يقبل الجزية, فلا يقبل إلا الإسلام.
استحضار وجود الملائكة في صلاتي الفجر والعصر:
& لو استحضرت وأنت تصلى الفجر أن ملائكة الليل وملائكة النهار شاهدون معك في هذه الصلاة, وكذلك في العصر, لوجدت لهاتين الصلاتين شأناً كبيرًا, وأمرًا عظيمًا, لا تجده في غيرهما.
العلو:
& قسم المؤلف العلو ثلاثة أقسام: الأول: علو الذات, أي أنه سبحانه فوق كل شيءٍ. الثاني: علو القهر, والقهر يعني الغلبة, فهو غالب لكل أحد…الثالث: علو الشأن, أي: شأنه عالٍ, وقدره عز وجل رفيع, ولهذا قالوا علو القدر.
& هذا لا شك تقسيم جيد, لكن لو قال قائل: إن العلو نوعان: علو ذات, وعلو صفة, والصفة إما صفة قهر, أو صفة قدر وشرف…إذا قلنا بهذا صار أخصر, وربما يكون أعم أيضًا, لأن القدر والقهر لم يحيطا بجميع الصفات.
متفرقات:
& قوله: {﴿ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَى ﴾} [طه:123] أي: لا يضل علمًا, ولا يشقى عملًا, وقيل: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة, والمعنيان صحيحان.
& الحرُّ هو الذي لا يخضع لأحد إلا لله عز وجل.
& نجد أن بعض الناس: من يكني نفسه بــ ” أبي الحاشر “…فنقول: هذا لا يجوز, لأن هذا اللقب للرسول عليه الصلاة والسلام.
& كلُّ ما سوى الله فهو حادث بعد أن لم يكن
& الإنسان يؤتى إما عن تقصيره, أو قصوره, أو سوء نيته, أما إذا اجتمع حسن النية, وقوة الفهم, وكثرة العلم فإن الغالب أن يوفق الإنسان للصواب.
& ابن القيم رحمه الله وشيخه ابن تيمية قد وهبهما الله عز وجل الفهم التام والعلم والإخلاص.
& كل مبتدع, بل كل مخطئ على سبيل العموم فإنه يفرُّ من شيء ويقع في شيء شر منه.
& الجدال بغير الحق, أو لغير الحق مراء, وأما الجدال بالحق فليس بمراء, بل هو لإثبات الحق, فلا يذم الإنسان عليه.
& نحن بني آدم قد سبقنا بعدم وسنفنى, والحور والولدان مسبوقة بعدم ولكنها ستبقى, والأرواح مسبوقة بعدم لكنها ستبقى.
& الفطرة التي فُطِرَ الإنسان عليها, وهي ما يهتدي الإنسان بها إلى الأمور البديهية.
& الذي يصوم يومًا ويفطر يومًا أفضل من الذي يصوم كلّ الإيام, لأنه أحسن عملًا
& الحمار…لأجل كونه أبلد الحيوان فهو أدلُّ الحيوان للطريق
& قوله: فأعط القوس بارئها, هذا مثل يضرب للشخص الذي لا يحسن الشيء, فيقال له: أعط القوس باريها, لأن بارى القوس الذي يبراها ويصنعها أعلمُ بها.
& الفشر: الكلام اللغو الذي ليس فيه فائدة.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ.
Source link