يناديكم ربُّكم في كتابِكم القرآن ويوضح لكم خصائص اليهود لتأخذوا حذركم منهم، فهم بارعون في لبس الحقِّ بالباطلِ على مر الأزمان، وكتمانه وتضييعه في غمار الباطل، على علم وعن عمد وقصد!
أيُّها المسلمون يناديكم ربُّكم في كتابِكم القرآن ويوضح لكم خصائص اليهود لتأخذوا حذركم منهم، فهم بارعون في لبس الحقِّ بالباطلِ على مر الأزمان، حيث فضح ربكم ما يقومون به من لبس الحق بالباطل لإخفاء الحقِّ وكتمانه وتضييعه في غمار الباطل، على علم وعن عمد وقصد!
وهذا الأمرُ الذي ندد الله به – سبحانه – من أعمال اليهود، هو الأمر الذي درجوا عليه على مدار التاريخ.. ثم تابعهم الصليبيون!
وفي خلالِ القرون المتطاولة دسوا – مع الأسف – في التراث الإسلامي ما لم يتمكن المسلمون من كشفه إلا بجهد ومشقةٍ وعناء!
دسوا ولبسوا في التاريخ الإسلامي وأحداثه ورجاله. ودسوا ولبسوا في الحديث النبوي، ودسوا ولبسوا في تفسير القرآن، ودسوا ولبسوا في الرجال أيضا. دسُّوا مئات بل ألوف الروايات بقصد تحريف السنة وتشويهها، ولا يزالون يشوهون ويدسون بأيدي وأقلام المستشرقين وتلاميذ المستشرقين الذين يشغلون مناصب القيادة الفكرية اليوم في بلاد المسلمين!
والعشرات من الشخصيات المدسوسة على الأمة المسلمة في صورة أبطال مصنوعين على عين الصهيونية والصليبية، ليؤدوا لأعداء الإسلام من الخدمات ما لا يملك هؤلاء الأعداء أن يؤدوه ظاهرين!
فقد كشفت وثيقة سرية من أرشيف إسرائيل قصة اليهودي الوحيد الذي عاش في تشاد وكان خطيبًا ومؤذنًا بأحد المساجد وهو (جورج حمداني)، اليهودي الإيراني من مدينة همدان، بحسب ما تشير إليه الوثيقة. وهناك جيوش من مثله في بلاد المسلمين، وما يزال هذا الكيد قائمًا ومطردًا.
وللأسف الشديد أن نشأة الفِرق والجماعات والمذاهب والمسميات التي يتسمَّى بها هؤلاء وهؤلاءِ كان نشأتُها – في أغلب الأحيان – على يد مثل هؤلاء اليهود ثم تعمقت داخل الصف الإسلامي.
ولكي نزداد فهما لأساليب اليهود، يعرض لنا القرآن الكريم بعض المحاولات التي يبذلها اليهود والنصارى وأتباعهم لبلبلة المسلمين في دينهم، وردهم عن الهدى وعن طريق الحق؛ بهذا الأسلوب الماكر اللئيم: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [آل عمران: 72].
وهي طريقة ماكرة لئيمة؛ فإن إظهارهم الإسلام ثم الرجوع عنه، يوقع بعض ضعاف النفوس والعقول وغير المتثبتين من حقيقة دينهم… في بلبلة واضطراب، خاصة ضعاف الإيمان.
وقد جيَّشت الصهيونية العالمية اليوم في أنحاء العالم الإسلامي جيشًا جرارًا من العملاء في صورة أساتذة وفلاسفة وباحثين – وأحيانًا كتابًا وشعراء وفنانين وصحفيين – يحملون أسماء المسلمين، لكنَّهم يخدمون مصالح الأعداء ويقفون في خندقهم.
هذا الجيش من العملاء موجه لخلخلة العقيدة في النفوس بشتى الأساليب، في صورة بحثٍ وعلم وأدبٍ وفن وصحافة، وتوهين قواعدها من الأساس، والتهوين من شأن العقيدة والشريعة سواء، وتأويلها وتحميلها ما لا تطيق، والدق المتصل على ” رجعيتها “! والدعوة الدائمة للتفلت منها وإبعادها عن مجال الحياة إشفاقًا عليها من الحياة أو إشفاقًا على الحياة منها! (زعموا)، وابتداع تصورات ومُثل وقواعد للشعور والسلوك تناقض وتحطم تصورات العقيدة ومُثُلها، ويتم تزيين تلك التصورات المبتدعة بقدر ما يتم تشويه التصورات والمثل الإيمانية الصحيحة.
كما يعملون بكلِّ طاقة على إطلاق الشهوات من عقالها وسحق القاعدة الخلقية التي تستوي عليها العقيدة النظيفة لتخر في الوحل الذي ينثرونه في الأرض نثرا!. بل إن هناك مدننا كاملة تم تأسيسها خصيصًا لذلك.
لقد وضع الموساد خطة دنيئة لتهويد الإسلام، ومن عناصر هذه الخطة تأسيسه لـ ” جامعة تل أبيب الإسلامية ” في أواخر الخمسينات من القرن الماضي فالموساد هو الذي يشرف على تسييرها وتعيين طاقمها العلمي وانتقاء المنتسبين إليها بعناية بالغة لا تحتمل الخطأ ولا تسمح بتسلل الغرباء من غير المرغوب فيهم كما جاء في ميثاق تأسيس الجامعة، فهي: جامعة إسلامية مفتوحة للطلاب اليهود دون غيرهم، بل لا يسمح دخولها لبعض الطلاب اليهود ممن لا تُؤنس منهم حماسة للتعاليم الدينية حفاظًا على خطها التوراتي الذي وُجدت من أجله.
وتتعدد الأساليب التي يعتمدها الموساد في التوغل بالمجتمعات العربية والإسلامية، ليس فقط داخل البلدان العربية، بل يلاحق انتشار المغتربين المسلمين والعرب في مختلف أنحاء العالم.
أيُّها المسلمون؛ في خضم هذا كله فإن طريقَ المؤمن الحق واضحٌ لا لبس فيه ولا عوج، إنَّه طريق القرآن الذي تولى الله حفظه؛ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، وتولى بيانه؛ {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16]، ويَسَّر تذكرَه وتدبرَه؛ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] بعيدًا عن كل هذه الزوابعِ التي يثيرها ضعاف النفوس ومرضى القلوب وآكلي السحت، وأصحاب الموائد.
فالنجاة والأمان بهذا الكتاب المحفوظ؛ والعودة إليه للاهتداء به في هذه الأهوال.
____________________________________________________________
الكاتب: أ. د. فؤاد محمد موسى
Source link