الجزء الخامس من الفوائد المختصرة من شرح الكافية الشافعية في الانتصار للفرقة الناجية, المعروفة بــ “نونية ابن القيم” للعلامة العثيمين رحمه الله, من البيت [3330] إلى البيت [3653]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذا الجزء الخامس من الفوائد المختصرة من شرح الكافية الشافعية في الانتصار للفرقة الناجية, المعروفة بــ “نونية ابن القيم” للعلامة العثيمين رحمه الله, من البيت [3330] إلى البيت [3653] وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
أسماء الله
& القدوس لا شك من أسمائه…يعني هو المنزه عن كل نقص المعظم بأكمل التعظيم
& السلام أيضًا من أسمائه, والسلام منع للنقص في المستقبل.
& البرُّ من أسماء الله تعالى…والبرّ هو كثير الخيرات وسعتها.
& الوهاب من أسمائه, أي: كثير الهبات.
& الفتاح من أسماء عز وجل…وذكر أن الفتح نوعان: الفتح بالشرع ما يفتحه الله تعالى على عباده من العلم النافع الذي لا منتهى له حيث يبلغه العبد, أو الحكم بين عباده بالشرع. الفتح القدري ومنه قوله { ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾} [الفتح:1]
& الرَّزَّاق, من أسماء الله عز وجل…وأتت الرَّزاق بصيغة المبالغة لكثرة رزقه وكثرة من يرزقه عز وجل…والرزق نوعان: رزق معنوي, وهو ما يقوم به غذاء الروح وهو رزق القلوب العلم والإيمان…الثاني: الرزق الحسي الذي يقوم به البدن
& كل أسماء الله ينبغي لنا أن نستخلص منها طريقًا للوصول إلى الله عز وجل. وليس المراد أن نفهم أن معناها كذا ومعناها كذا, وتنقسم إلى كذا, لا, لأن هذا مجرد علم نظري, لكننا نريد علمًا تربويًا يتأثر به الإنسان.
الرشد:
& الرشيد لا أعلمه من أسماء الله لكنه لا شك أنه من أوصافه, لأن الرشد إحسان التصرف…والرشد له معنيان: الأول: أن قوله وأفعاله وأحكامه كلها رشد. الثاني: أنه مرشد الحيران…فكم من إنسان حيرانٍ يرشده.
النور:
& لم أرِ حتى الآن أن النور من أسماء الله….ولا يمنع أن يقال: نور السماوات والأرض وهو في السماوات…ومن أوصافه النور, لكن لا تطلق “الله نور”
& كتاب الله نور, لكن من يستنير به؟ يستنير به من يعلم كيف يشعله, وأما من لا يعلم فلن يستفيد منه…والشرع نور يمشي به الإنسان, والعلم بالشرع نور.
& الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى نورًا, لأن الله أنار به الطريق الموصل إليه, فالناس يستضيئون به…ونور النبي صلى الله عليه وسلم نور معنوي وليس نورًا حسيًا
& العلماء الوارثون للرسول عليه الصلاة والسلام هم أيضًا نور يُضيئون للناس كأن في أيديهم شعلًا يمشون أمام الناس والناس من ورائهم.
& من النور ما يجعله الله في قلب العبد وهو نور معنوي مخلوق يجعله الله في قلب الإنسان…وهذا النور القلبي يكشف للإنسان من العلوم والمكاشفات ما لا يحصل لغيره حتى إنه يستنبط من الدليل عدة مسائل وأحكام لا يستنبطها غيره من عدة أدلة
الحيرة:
& الحيرةُ قد تكون حيرةً في العلم, وقد تكون في أمر محسوس, ففي العلم إذا رأيت نفسك متحيرًا فالزم الاستغفار فإن الاستغفار مما يفتح الله به على العبد…إذا تحيرت في مسألة من العلم فقل: اللهم يا مفهم سليمان فهمني, ويا معلم إبراهيم علمني.
خطأ في التعبير:
& البسط: التوسعة…وبهذا نعرف خطأ التعبير الذي يقول في الشيء اليسير يقول: إنه بسيط, هذا غير صحيح, بسيط, أي: واسع, فإذا أردت أن تقلل الشيء قل: يسير, أو قليل, أو ما أشبه ذلك.
الدين الإسلامي دين العدل:
& الدين الإسلامي دين العدل, قال الله تعالى: {﴿ إنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾} [النحل:90] ولهذا يجب أن نقول الدين الإسلامي دين العدل لا دين المساواة إذ إن الدين الإسلامي يساوي بين الناس إذا اتفقوا في الاستحقاق.
نقول كما قال الصحابة رضي الله عنهم:
& قول المتأخرين إذا أرادوا أن يقولوا: قال رسول الله, قالوا: قال المصطفى, أو قال محمد بن عبدالله نعم هو المصطفى وهو محمد بن عبدالله لكن قولوا كما قال الصحابة فلماذا نعدل عن الألفاظ التي كان الصحابة يستعملونها وهم أشد منه تعظيمًا للرسول
الوحشة:
& لا تتوحش إذا كنت غريبًا بين الناس, فإذا كان الناس فُساقًا وكنت مطيعًا فأنت غريب…فما دمت على نور من الله فمن أين تأتيك الوحشة؟ لا وحشة, فأنت على دين, وأنت على حق, لا يمهنك أحد.
& لا تستوحش…لأن أمامك أنسًا لا وحشة بعده, لكن إذا أنِست مع الناس في مخالفة الشرع فهذا أنس بعده وحشة طويلة.
& الوحشة الآن بين الغرباء تزول وما هي إلا ساعة كما قال المؤلف: فاصبر قليلًا إنما هي ساعة” ثم تنقضي, لكن الشأن كل الشأن في الأنس بعد هذه الوحشة.
أهل السنة هم الغرباء:
& أهل السنة هم الغرباء حقيقة, لو تأملت التاريخ لوجدت أن الأمر كذلك, ففي الخلافات والآراء والعقائد والملل تجد صاحب السنة كغرة وجه الفرس غريبًا بين الناس.
من قام لله عز وجل فلا بد أن يجد أذية:
& لا يمكن أن تفرش الأرض زهورًا ووردًا لإنسان متمسك بالسنة كما ينبغي, فمن رام ذلك فقد رام المحال وفتش عن التاريخ ما من إنسان قام لله عز وجل بحق إلا وجد أذى…لا بد أن يجد أذية
المنافق:
& المنافق كما قال الشاعر:
يُعطيك من طرفِ اللسان حَلاوةً ويرُوغُ منك كما يروغُ الثعـــــــلــبُ
يلقاك يحلف أنه بـــــــــــــــك واثــــــــــق وإذا توارى عنك فهو العقـــــربُ
كتاب ” درء تعارض العقل والنقل ” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& اقرأ كتاب ” درء تعارض العقل والنقل ” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, تجد العجب العجاب, حتى إن ابن القيم قال في الثناء عليه: ” ما في الوجود له نظير ثاني” يعني: مما أُلّف في بابه.
عبادة الهوى:
& اعلم أن الإنسان قد يعبد هواه, وما أكثر عبادة الهوى, ومن ذلك أن يكتم الحق إرضاء للناس, أو أن يقول الباطل إرضاءً للناس, فهذا حقيقة إنما عبد غير الله, ولم يعبد الله.
أموات أحياء:
& صاحب الحق حيّ, بل إن صاحب الحق حيّ بعد موته, كما قال عز وجل: {﴿أَوَمَن كَانَ مَيۡتا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٍ مِّنۡهَا﴾} [الأنعام:122]
& أهل العلم أحياء بيننا, ألسنا كل يوم نقرأ في كتب شيخ الإسلام مثلًا؟! الجواب: بلى, فهو يعلمنا, هو شيخنا, أستاذنا, وهذه هي الحياة.
محبة الله عز وجل:
& إذا رأيت في نفسك كراهة لأحدٍ من عباد الله فإنه يجبُ عليك أن تصحح إيمانك ومحبتك لله.
& نرى أن أبعد الناس عن محبة الله من يبغضون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن الذي يبغض الصحابة لا شك أنه لا يحب الله, لأن الصحابة من أولياء الله وهم خير القرون…فإذا أبغضهم شخص فكيف يقول: أنا أحبُّ الله.
ثلاث مسعدات:
& قوله: ” هذه ثلاث مسعدات” وهي: الأولى: الإخلاص, الثانية: الصدق. الثالثة: المتابعة, اللهم اجعلنا ممن ينالها….هذه الثلاث سبب سعادة المرء, فإذا اجتمعت لنفسٍ حُرةٍ بلغت من العلياء كل مكان.
طب الأبدان وصلاح المجتمع في صلاح القلب:
& ماذا يغني طبُّ الأبدان إذا ماتت القلوب؟ الجواب: لا يغني شيئًا, والله إن طب الأبدان وصلاح المجتمع في صلاح القلب وفي حياة القلب, أما إذا مات القلب أو مرض فماذا تنفع صحة الجسم.
العلم النافع الشرعي:
& العلم النافع الشرعي هو المبني على هذه المصادر الثلاثة الأول: قول الله عز وجل وهو ما جاء في كتابه الثاني: قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما صحّ عنه من سنته الثالث: قول الصحابة, أي: إجماع الصحابة لا شك فيه.
قسوة القلب وحياته عند فعل المعصية:
& تجد الإنسان كلما قسا قلبه لا يتأثر بالمعصية, لكن إذا كان قلبه حيًّا وفعل المعصية تجده يحزن ويندم ويخجل ويُحدث توبة.
& إذا وجدت من نفسك أن قلبك لا يتأثر بمعصية الله فاعلم أنه مختوم عليه والعياذ بالله وإذا رأيته يتأثر كلما عصى أحسَّ بالذنب ورجع إلى الله وأناب إليه واستغفر ربه, فاعلم أن قلبك حي.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& كان إمامًا مُدافعًا عن عقيدة السلف بما ألفه من الكتب…فإذا قرأت تصانيفه عرفت ما أنعم الله به عليه من النعمة العظيمة في الحفظ والوعي والفهم وقوة الجدل, حتى إنه يأتي للقوم بأدلة عقلية لا يأتون بها هم ثم يفندها ويُردُّ عليها.
& وصفه ابن القيم بأنه بحر محيط ومن سواه حلجان وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
متفرقات:
& رُبَّ شخص في الصف الأول في الصلاة وهو عند الله مؤخر, فهو متقدم حِسًا لكن متأخر معنى.
& الذي يعبد الله يذلُّ لله مهما كان الغير معاديًا له, يلتمس رضا الله قبل كلّ شيءٍ.
& كُلُّ ديوان المتنبي إلا القليل منه كله حكم عظيمة جداً.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link