(( فضل المطر في القرآن والسنة ))

اعلم أن المطر نعمة عظيمة من نِعَم الله عز وجل؛ ولذلك ذكر الله عز وجل ماء المطر في القرآن، ووصفه بأوصاف عظيمة، وإليك بعض فضائل المطر فى القرآن والسنة:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ، وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أمَّا بعدُ:
اعلم أن المطر نعمة عظيمة من نِعَم الله عز وجل؛ ولذلك ذكر الله عز وجل ماء المطر في القرآن، ووصفه بأوصاف عظيمة، وإليك بعض فضائل المطر فى القرآن والسنة:
أولًا: (أضافه الله جل جلاله لى نفسه):
يا له من مطر!!
من أعظم فضائل المطر أن الله عز وجل أضافه إلى نفسه.
قال الله جل جلاله:
 
{وَهْوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف:57] .
قـال أهـل الـتـفـسـيـر: (بين يدَي رحمته) يعني: قدام المطر [1].

قال الله جل جلاله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الروم:46].
قال الله جل جلاله:
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى:28].
فتأمل قوله تعالي في الآيات (رحمته)، والمراد بها المطر.
وتأمل كيف أضاف الله جل جلاله  الرحمة (المطـر) إلى نفسه.
والله جل جلاله  لا يضيف إلى نفسه إلا خواصَّ مخلوقاته وأشرفها وأعظمها.
فيا له من مطر!

ثانيًا: (ماء المطر مبارك):
لقد وصف الله ماء المطر بأنه مبارك، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم مباركاً.
(وصْف الله له بأنه مبارك):
قال الله جل جلاله: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا} [ق:9](مباركاً) يعني: كثير الخير كثير البركة نافعًا [2].
وقال الله جل جلاله:
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف:69]
قال أهل التفسير: (بركات من السماء والأرض) يعنى: المطر من السماء، والنبات من الأرض [3].
قــلـت: والبركة أعم من المطر وحده، والنبات وحده لذلك.
فــالراجح أن الآية أعمُّ، وهي -بلا شك- يدخل فيها المطر والنبات وغيرهما.
وسماه النبي صلي الله عليه وسلم ( بركة ) فقال:

«ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن بَرَكَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنَ النَّاسِ بِهَا كَافِرِينَ، يُنْزِلُ اللَّهُ الغَيْثَ فيَقولونَ: الكَوْكَبُ كَذَا وَكَذَا».
وفي حَديثِ المُرَادِيِّ
: «بِكَوْكَبِ كَذَا وَكَذَا» [4].
وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتبرك بماء المطر.
عن أنس رضي الله عنه قال:  أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ:
فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ
: «لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى» [5].
(حَـسِــرَ) يـعـنـى: كـشـف عـن بـعـض بـدنـه.
وكذلك تبرك به بعض الصحابة رضي الله عنهم؛ فلقد كان حَبْرُ الأمة ابن عباس رضي الله عنهم إذا أمطرت السماء يقول: (يا جارية، أخرجي سَرْجِي، أخرجي ثيابي، ويقول: 
{ونزلنا من السماء ماءً مباركاً} {ق/9}) [6].

ثالثًا: (ماء المطر رحمة):
فقد وصفه الله بأنه رحمة:
قال الله جل جلاله: {وَهْوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف:57].
قال أهل التفسير: (بين يدي رحمته) يعنى: قـدام الـمطـر [7] .

رابعًا: (ضرب الله عز وجل به مثلًا للوحي):
أ ــ قال الله جل جلاله: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد:17].
والـمــقــصــود: أن هذا مَثَلٌ للحق (الوحي)، والباطل (الكفر).
ولذلك قال تعالى
{كذلك يضرب الله جل جلاله الحق والباطل}، فشبه الله جل جلاله لوحي المُنزَّل بـالمطر النازل من السماء.
 
{فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَايعني: امتلأت الأودية، كلٌّ بحسب قدره من هذا الماء، وكذلك القلوب، فالمطر مَثَلٌ للقرآن والوحي، والأودية مَثَلٌ للقلوب، ينزل القرآن فتحتمل القلوب بقدرها حسب ما عندها من إيمان وعلم ويقين من هذا الوحي المنزَّل [8] .
{زَبَدًا رَّابِيًا}: هو الغثاء العالي عن سطح الماء.
فالحق -وهو الوحي في الـمَـثَـل- هو: (المطر) الذي يبقى وينفع الناس.
والباطل -وهو الكفر في الـمَـثَـل- هو: (الزبد) الذي سرعان ما يزول.

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً}  جفاء يعني: رُمي به وذَهبَ؛ لِدَفع الماء والرياح له، ولا يبقي لأنه لا خير فيه.
{وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} فالماء الصافي الباقي الذي ينتفع به الخلق هو الذي يبقى [9].
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم به مثلًا للوحي:
وكذلك النبى صلى الله عليه وسلم ضرب مثلًا للوحى والعلم بالمطر فقال:
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» [10].

خامسًا: (قرَّر الله ثبوت توحيده بإنزاله للمطر):
قرَّر الله توحيده، وأنه القادر على إحياء الموتى وبَعْثِهم، وأنه المستحق  للعبادة -بهذا الماء المبارك [11]، قال الله جل جلاله: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} } [الواقعة:68،70].
(الْمُزْنِ) يعني: السحاب [12].
(أُجَاجًا) يعني: ملحًا شديد الملوحة [13]، أو زُعَاقًا مُرًا لا يصلح للشرب [14].
قال الإمام القرطبي رحمه الله: 
(أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ): أَيْ فَإِذَا عَرَفْتُمْ بِأَنِّي أَنْزَلْتُهُ فَلِمَ لَا تَشْكُرُونِي بِإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لِي؟ وَلِمَ تُنْكِرُونَ قُدْرَتِي عَلَى الْإِعَادَةِ؟ [15].

سادسًا: (جعله الله عز وجل من مفاتيح الغيب):
قال الله جل جلاله: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام:59].
وقد فسر النبي صلي الله عليه وسلم هذه المـفاتح فـقـال:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ
«مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ، لاَ يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ، وَلَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا يَكُونُ فِي الأَرْحَامِ، وَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ» [16].  

وفي رواية في مسند أحمد: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ، لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34])) [17].

سابعًا: (سماه الله: طهورًا):
قال الله جل جلاله: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان:48].

ثامنًا: (سماه الله: رزقًا):
قال الله جل جلاله: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا} [غافر:13].
قال الله جل جلاله:
{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} [إبراهيم:32].
قال الله جل جلاله:
{وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الجاثية:5].

تاسعًا: (سماه الله: عذبًا فُراتًا):
قال الله جل جلاله: {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتً} [المرسلات:27].
(فراتًا) يـعـنـي: عذبًا [18].

عاشرًا: (وصفه الله بأنه مُطَهِّر):
قال الله جل جلاله: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ} [الأنفال:11].

الحادي عشر: ((سأل النبي صلي الله عليه وسلم ربه عز وجل أن يطهره به)):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ» [19]. 

سؤال: ولماذا خَصَّ الغَسل من الخطايا بالماء والثلج والبرد مع أن الماء الساخن أبلغ وأحسن في التنظيف؟
(الجواب):
أ ــ قيل: لأن الثلج والبرد ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال.
ب ــ وقيل: الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء مُنْقِيَة، يكون في غاية النقاء.
ج ــ وقيل: لأن الذنوب تؤدي إلى العذاب بالنار، والنار حارة، فذكر الماء للتنظيف والثلج والبرد للتبريد؛ لإطفاء هذه الحرارة.
د ــ وقيل: خَصَّ هذه الثلاثة بالذِّكر؛ لأنها مُنزَّلة من السماء.
هـ ــ وقيل: يحتمل أن تكون الدعوات الثلاث إشارةً إلى الأزمنة الثلاثة:
” فالمباعدة للمستقبل، واالتنقية للحال، والغسل للماضي، وكان تقديم المستقبل للاهتمام بدفْع ما سيأتي قبل رفْع ما حصل” [20].

الثاني عشر: (أنه سبب في الفرح والبشارة):
قال الله جل جلاله: {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الروم:48].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستبشر بنزول المطر: عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُول:ُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ
: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي»، وَيَقُولُ، إِذَا رَأَى الْمَطَرَ: «رَحْمَةٌ» [21].

الثالث عشر: (شـرع الـلـه صـلاة خاصة لأجله):
وهى صلاة الاستسقاء (عند الجَدْب) عند تأخير المطر وعدم نزوله، فـجعل الله عبادة من أعظم العبادات -وهي صلاة الاستسقاء- مرتبطةً بالمطر استغاثةً بالله عز وجل؛ ليغيثنا بــالمطر.
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت:
شكَا الناسُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُحوطَ المطرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِع له في المصلَّى، ووَعَد الناس يومًا يَخرُجون فيه، قالت عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين بدأ حاجبُ الشَّمس، فقَعَد على المِنبَرِ، فكَبَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحمِد الله عزَّ وجلَّ، ثم قال: إنَّكم شكوتم جَدْبَ دِيارِكم، واستئخارَ المطرِ عن إبَّان زَمانِه عنكم، وقدْ أمرَكم الله عزَّ وجلَّ أن تَدْعُوه، ووعدَكم أن يَستجيبَ لكم… ثم رفَع يديه، فلم يزلْ في الرَّفْعِ حتى بدَا بياضُ إِبْطَيه، ثم حوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، وقَلَبَ أو حَوَّل رداءَه وهو رافعٌ يديه، ثم أقْبَل على الناسِ، ونزَل فصَلَّى ركعتينِ، فأنشأ اللهُ سحابةً، فرعدَتْ وبرَقتْ، ثم أمطرتْ بإذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالتِ السيولُ، فلمَّا رأى سُرعتَهم إلى الكِنِّ ضَحِكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ نواجذُه، فقال:
«أَشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه» [22].
وعن عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ، قال: (رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا خرَج يَستسقي، قال: فحوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، واستقبل القِبلةَ يَدْعو، ثم حوَّلَ رِداءَه، ثم صلَّى لنا ركعتينِ، جهَر فيهما بالقِراءةِ) [23].
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُقبَةَ -وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ- إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ، فَقَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَبَذِّلًا مُتَوَاضِعًا مُتَضَرِّعًا حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى، فَرَقَى عَلَى الْمِنْبَرِ وَلَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ) [24].

الرابع عشر: (هو سبب لإحياء الأرض):
قال الله جل جلاله: {وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [البقرة:164].
قال الله جل جلاله:
{وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}  [النحل:65].
قال الله جل جلاله:
{وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم:24].
قال الله جل جلاله: {فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم:50].
قال الله جل جلاله: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ} [فاطر:9].

الخامس عشر: (به تَخْضَرَّ الأرض، وتزدهر، وتُخْرِج ثمارها):
قال الله جل جلاله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج:63].
قال الله جل جلاله:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} [فاطر:27].
قال الله جل جلاله: 
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق:9-10].
 قال الله جل جلاله:
{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} [النبأ:14-16].
قال الله جل جلاله:
{وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج:5].

السادس عشر: (جعله الله سُقيا للناس، وشرابًا ورعيًا للدوابِّ):
قال الله جل جلاله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ‌فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}  [الحجر:22].
قال الله جل جلاله:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل:10].
(تُسِيمُونَ) يعني: ترعون مواشيكم [25].

السابع عشر: (الدعاء مُستجاب عند نزوله):
يُروي عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوا إِجَابَةَ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْجُيُوشِ، وَإِقَامَةِ الصَلَاةِ، وَنُزُولِ الْغَيْثِ» [26].
ويُروي عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«لَا يُرَدُّ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ الْبَأْسِ، وَتَحْتَ الْمَطَرِ» [27].

قال الشافعي رحمه الله: (وَقَدْ حَفِظْتُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ طَلَبَ الْإِجَابَةِ عِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ، وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ) [28].
ولأن نزول المطر رحمة من الله، وعند تنزل الرحمات تُرْجَى إجابة الدعوات.

الثامن عشر: (شرع الله له أدعية خاصة):
فمِن السُّنَّة أن يقول المسلم عند نزول المطر:
(مطرنا بفضل الله ورحمته)
برهان ذلك:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ»؟  قَالُوا: االلهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِر،ٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» [29].
فمِن السُّنَّة عند نزول المطر أن نقول: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ.
وكذلك من السنة أن نقول:
(اللهم صيبًا نافعًا)، أو نقول: (اللهم اجعله صيبًا نافعًا)
أو نقول: (اللهم صيبًا هنيئًا) أو (اللهم اجعله صيِّبًا هَنيئًا)
(برهان ذلك):
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ
: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» [30]. 
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُمْطِرَ، قَالَ
: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا نَافِعًا» [31]. 
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ تَرَكَ الْعَمَلَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةٍ، ثُمَّ يَقُولُ
: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا»، فَإِنْ مُطِرَ قَالَ:
«اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا» [32].
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ
: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا» [33].

التاسع عشر: (جعل الله عدم نزوله عقوبة على الخلق):
فقد جعل الله عز وجل منْع المطر عقوبةً للأمة عند التهاون والتقصير في إخراج زكاة أموالهم.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: “أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ [34] فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ [35] الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ [36]، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ [37]، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ [38]؛ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ [39] مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا [40]؛ وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ [41] إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ؛  وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ [42] وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأسَهُمْ بَيْنَهُمْ» [43]) [44].

العشرون: (جعل الله نسبة المطر له من أمارات توحيده):

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه  قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ»؟  قَالُوا: االلهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِر،ٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» [45].
(الحديبية): قرية علي حدود الحرم، وتُسمي الآن: (الشميسي)،
ويقال: سُميت بــ: شجرة حدباء هناك [46].
(على إثر): الإثر هو: ما يعقب الشيء.
(سماء): أي مطر، وأُطلق عليه: سماء؛ لكونه ينزل من جهة السماء [47].
(فلما انصرف) أي: من صلاته أو مكانه [48]. 
(نوء) معني النوء: هو سقوط النجم أو الكوكب في المغرب من النجوم الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر.
وقيل: هو طلوع نجم منها، (ولا خلاف بينهما؛ فإنه عند طلوع نجم في المشرق وقع حال طلوعه آخر في المغرب) [49].
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما -قَالَ: مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: 
«أَصْبَحَ مِنْ النَّاسِ شَاكِرٌ، وَمِنْهُمْ كَافِرٌ، قَالُوا: هَذِهِ رَحْمَةُ اللهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا»
 قَال:َ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآية: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ  فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
[الواقعة:82:75] [50].

وأخيرًا: (خير في باطن الأرض):
بعد أن ينتفع به الخلق من البشر والبهائم والزروع، يجري بفضل الله في باطن الأرض، فيحفر الناس الأرض آبارًا، وتنفجر العيون، فينتفع الخلق، كما قال الله جل جلاله: ( {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ} [الزمر:21].
————————————-
[1] ــ تفسير الطبري ( 5 / 379 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 467 ). طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان، تفسير ابن كثير ( 2 / 269 ) طـ ( دار القلم للتراث ) القاهرة.
[2] ــ تفسير الطبري ( 10 / 314 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 1227 ) طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي ( 17 / 7 ) طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة،
تفسير ابن كثير ( 2 / 269 ) طـ ( دار القلم للتراث ) القاهرة.
[3] ــ تفسير الطبري ( 5 / 425 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 479 ) طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي ( 7 / 206 ) طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة،تفسير ابن كثير ( 2 / 282 ) طـ ( دار القلم للتراث ) القاهرة.
[4] ــ رواه مسلم ( 126 ).
[5] ــ رواه مسلم ( 898 ).
[6] ــ صحيح: رواه البخاري في الأدب المفرد ( 1228 ).
[7] ــ تفسير الطبري ( 5 / 379 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 467 )طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان.
[8] ــ تفسير الطبري ( 6 / 808 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير القرطبي ( 9 / 248 )طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة.
[9] ــ تفسير الطبري ( 6 / 808 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 672 ) طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي ( 9 / 248 ) طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة،تفسير ابن كثير ( 2 / 608 ) طـ ( دار القلم للتراث ) القاهرة.
[10] ــ رواه البخاري ( 79 )، ومسلم ( 2282 ).
[11] ــ والآيات ذكرت: المنيَّ، والزرع، وماء المطر.
[12] ــ تفسير الطبري ( 10 / 643 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 1272 ) طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي ( 17 / 168 ) طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة،
تفسير ابن كثير ( 4 / 384 ) طـ ( دار القلم للتراث ) القاهرة.
[13] ــ تفسير الطبري ( 10 / 643 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 1272 )
طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي ( 17 / 168 ) طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة.
[14] ــ تفسير ابن كثير ( 4 / 384 ) طـ ( دار القلم للتراث ) القاهرة.
[15] ــ تفسير القرطبي ( 17 / 168 ) طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة.
[16] ــ رواه البخاري ( 1039 )، وابن حبان ( 70 ) وغيرهما.
[17] ــ رواه أحمد ( 4766 )، والبخاري ( 7379 ) وغيرهما، وهذا لفظ أحمد.
[18] ــ تفسير البغوي ( صـ 1374 ) طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي (20 / 122)
طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة،تفسير ابن كثير ( 4 / 599 ) طـ ( دار القلم للتراث ) القاهرة.
[19] ــ رواه البخاري ( 744 )، ومسلم ( 598 ).
[20] ــ انظر لهذه الأوجه: فتح الباري ( 2 / 282 ) حديث رقم: (744) طـ ( دار الحديث ) القاهرة،عون المعبود شرح سنن أبي داود ( 2 / 158 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، الشرع الممتع، لابن عثيمين( 3 / 37 ) طـ ( المكتبة التوفيقية ) القاهرة.
[21] ــ رواه البخاري ( 3206 )، ومسلم ( 899 ) واللفظ له.
[22] ــ حسن: رواه أبو داود ( 1173 )، وابن حبان ( 991 )، والحاكم ( 1 / 476 ) وصححه النووي في المجموع، وجود إسناده الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام.
[23] ــ رواه البخاري ( 1025 ) ومسلم ( 894 )
[24] ــ حسن: رواه أبو داود ( 1165 )، والترمذي ( 558 )، والنسائي ( 1506 )، وابن ماجه (1266) 
[25] ــ تفسير الطبري ( 7 / 153 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، تفسير البغوي ( صـ 706 ) طـ ( دار ابن حزم ) بيروت ـ لبنان.
[26] ــ رواه الشافعي في الأم ( 1 / 289 ) ح، وسنده ضعيف للانقطاع، فهو مرسل؛ لأنه من رواية مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[27] ــ رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار، رقم: ( 7238 )، وانظر سنن أبي داود ( 2540 )، وسنن الدارمي ( 1200 )، وصحيح ابن خزيمة ( 419 )، وفي سنده مقال، وقد حسنه بعض العلماء بشواهده.
[28] ــ كتاب الأم ( 1 / 289 ) ح، معرفة السنن والآثار، البيهقي، رقم: ( 7237 ).
[29] ــ رواه البخاري ( 1038 )، ومسلم ( 71 )، وأبو داود ( 3906 )، والنسائي ( 1525 ).
[30] ــ رواه البخاري ( 1032 ).
[31] ــ صحيح: رواه النسائي ( 1523 ).
[32] ــ صحيح: رواه أبو داود ( 5099 ).
[33] ــ صحيح: رواه ابن ماجة ( 3890 ).
[34] ــ الفاحشة: الزنى، وكذلك الشذوذ واللواط.
[35] ــ الأوجاع: الأمراض ( وليس معنى ذلك أن كل مَن مَرِضَ فَعَل فحشاءَ، ولكن هذا في العموم ).
[36] ــ السِّنين: الفقر، والقَحْط، والجفاف.
[37] ــ شدة المئونة: الغلاء، وضيق العيش، وقلة الزاد والقوت، فلا ينالون ما يحتاجون من طعام  وشراب إلا بالكَدْح.
[38] ــ جَوْر السلطان: ظلم الولاة والحُكام.
[39] ــ القَطْر: المطر.
[40] ــ لولا البهائم لم يمطروا: لولا رحمة الله بالبهائم ما نزل المطر.
[41] ــ ينقضوا عهد الله ورسوله: إذا أخلُّوا بالعهود والمواثيق التي أخذها الله ورسوله عليهم.
[42] ــ ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله: ما لم تحكم أئمتهم }ولاتهم وحُكامهم } كليةً، أو اختاروا بعض ما  فيه مما لهم فيه مصلحة، وطبقوه.
[43] ــ إلا جعل الله بأسهم بينهم: الخلاف والخصومات، فيصير بعضهم عدوًا لبعض.
[44] ــ صحيح لغيره: رواه ابن ماجه ( 4019 )، والحاكم ( 8632 )، والطبراني في الأوسط ( 4671 ).
[45] ــ رواه البخاري ( 1038 )، ومسلم ( 71 )، وأبو داود ( 3906 )، والنسائي ( 1525 ).
[46] ــ فتح الباري، ابن حجر ( 2 / 636 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة.
[47] ــ فتح الباري، ابن حجر ( 2 / 636 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، الفتح الرباني، الساعاتي ( 1 / 998 ) حديث رقم: ( 2943 ) طـ ( بيت الأفكار الدولية ).
[48] ــ المصادر السابقة.
[49] ــ شرح النووي على صحيح مسلم ( 2 / 248 ) حديث رقم: ( 71 )، فتح الباري، ابن حجر
( 2 / 636 ) طـ ( دار الحديث ) القاهرة، لسان العرب ( 8 / 729 ) مادة: (نوأ).  طـ ( دار الحديث ) القاهرة.
[50] ــ رواه مسلم ( 127 ).

__________________________________________________

فالحمد لله على نعمته.
وبالله جل جلاله لتوفيق…
وكتبه: أبو عبد الله
محمد أنور محمد مرسال


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

العز بن عبد السلام سلطان العلماء

منذ حوالي ساعة كانت حياة الشيخ العز بن عبد السلام عبارة عن سلسلة متواصلة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *