قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِن عبد يسجد لله سجدةً إلا كَتَب الله له بها حسنةً، وحطَّ عنه بها سيئةً، ورفع له بها درجةً؛ فاستكثِروا من السجود».
• في صحيح مسلم عن ثَوْبانَ مَوْلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قلت يا رسول الله، أخبرني بعملٍ أعمله يدخلني به الجنة، أو قال: قلت: بأحبِّ الأعمال إلى الله، فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «عليكَ بِكَثْرةِ السُّجُودِ، فإِنَّك لَا تَسْجُد للَّهِ سجْدةً إلَّا رفَعكَ اللَّهُ بِهَا دَرجَةً، وحطَّ عنْكَ بِهَا خَطِيئَةً».
1- وتأمل أجْرَ السجدة الواحدة وثوابها:
فقد روى ابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِن عبد يسجد لله سجدةً إلا كَتَب الله له بها حسنةً، وحطَّ عنه بها سيئةً، ورفع له بها درجةً؛ فاستكثِروا من السجود».
2- وكثرة السجود سبب وعون لأعلى درجات الجنة، وهي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم صاحب المقام المحمود.
ففي صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: «سلْ»، فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنةِ، قال: «أو غيرَ ذلك» ؟)) قلت: هو ذاك، قال: «فأعِنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ».
3- وكثرةُ السجودِ أقربُ طريقٍ إلى الله تعالى:
قال الله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني نُهيتُ أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأمَّا الركوع، فعظِّموا فيه الرب، وأمَّا السجود، فاجتهِدوا في الدعاء؛ فقَمِنٌ أن يُستجاب لكم».
4- وتأمَّل كيف رفع الله تعالى من شأن الملائكة بسبب سجدة، وكيف طرد ولعن الشيطان بسبب ترك سجدة واحدة:
قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
5- ولذلك فإن السجود من الأعمال التي تغيظ الشيطان؛ لأنه إذا رأى ابن آدم ساجدًا لله اعتزل يبكي؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد، اعتَزَلَ الشيطان يبكي، يقول: يا ويله! أُمر ابنُ آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبيتُ، فلِيَ النار».
6- والسجود علامة أهل الإيمان وشعارهم في الدنيا:
يقول الله عز وجل: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15]، وقال تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]، وقال تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].
7- ويوم القيامة وفي عرصاتها يتميز ويُعرَف أهل الإيمان بسجودهم:
قال الله تعالى عن المنافقين: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42].
ويوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا».
8- ومن فضائل السجود أنَّ مَن سَجَدَ لله عز وجل فلن تأكل النار أَثَرَ سجودِه:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «تأكل النار من ابن آدم إلا أَثَر السجود؛ حرَّم الله على النار أن تأكل أَثَر السجود».
من الأخطاء في السجود:
1- فمن الأخطاء: التكاسُل عن النوافل.
2- ومن الأخطاء: عدم السجود على الأعضاء السبعة، وعدم تمكين الأنف والجبهة عند السجود، وكذلك رفع أصابع القدمين عن الأرض؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أُمِرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة، وأشار بيده على أنفه واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين».
3- ومن الأخطاء: افتراش اليدين على الأرض؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب».
4- ومن الأخطاء: ترك الطُّمَأْنينة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أسوأ الناس سرقةً الذي يسرق من صلاته، قالوا: كيف يسرق من صلاته؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها».
5- عدم الإكثار من الدعاء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ».
نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده الساجدين الراكعين.
_______________________________________________________
الكاتب: رمضان صالح العجرمي
Source link