الثقة واليقين برب العالمين – طريق الإسلام

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل وطول الأمل»

عبد العزيز مصطفى الشامي

 عندما ينظر الإنسان في نفسه وأحوال الناس من حوله يجد أموراً عجيبة، فكثير من الناس قد لا يجد من الدنيا كثير مال، ولا كثير متاع، ومع ذلك فهو ساكن النفس، راضٍ مطمئن القلب، مستريح البال، بينما غيره ممن ملكوا الأموال والوظائف والأرصدة والحسابات، تجدهم أصحاب أنفس قلقة، وقلوب وجلة، فواعجباً من اطمئنان مع القلة، وذلك طريق من طرق اليقين، وواعجباً من قلق مع الكثرة، وذلك من أسرع طرق الشك والريبة.

حكى أحد العاملين في الحقل الدعوي عن نفسه قائلاً: قديماً كنت أخرج مع مجموعة من أقراني ونحن فتية نعمل في أعمال المزارع والحقول بالأجرة، وكنا نعمل يوماً بيوم، كنا نخرج لمكانٍ ما يجتمع فيه الفتيان وأصحاب المزارع، فيأخذ أصحاب الحقول من العمال ما يريدون، ثم ينصرفون بهم إلى مزارعهم، يقول: ومع أن العمل كان يوماً بعد يوم، كنت تجد حسن توكل على الله، ورضاً ويقين في الله، واليوم .. يوم صار للفرد الوظيفة والراتب، لا أجد هذا اليقين الذي كنت أجده في الشباب أيام العمل في الحقول!!

ما أحوج الأمة في هذه الأزمان إلى اليقين في الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، السماء بناها، والجبال أرساها، والأرض دحاها، أخرج منها ماءها ومرعاها، يبسط الرزق، ويغـــــدق العطاء، ويرسل النعم – سبحانه وتعالى -.

اليقين بالذي كلّ يوم هو في شأن: يغفر ذنباً، ويفرّج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين، يحيي ميتاً، ويميت حياً، ويجيب داعياً، ويشفي سقيماً، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، يجبر كسيراً، ويغني فقيراً، ويعلّم جاهلاً، ويهدي ضالاً، ويُرشد حيراناً، ويغيث لهفاناً، ويفك عانياً، ويشبع جائعاً، ويكسو عارياً، ويشفي مريضاً، ويعافي مبتلى، ويقبل تائباً، ويجزي محسناً، وينصر مظلوماً، ويقصم جباراً، ويقيل عثرةً، ويستر عورةً، ويؤمن روعةً.

اليقين في الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وأسعد وأشقى، وأوجد وأبلى، ورفع وخفض، وأعز وأذل، وأعطى ومنع، ورفع ووضع. وحده لا شريك له.

اليقين في التواب الرحيم رب العالمين الذي مَن أقبل إليه تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه ناداه من قريب، ومن ترك من أجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه أراد ما يريد، أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته؛ إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهّرهم من المعايب، الحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسير من العمل، ويغفر الكثير من الزلل.. سبحانه وتعالى.

وعندما يستسلم العبد لله – جلَّ وعلا -، ويوقن به، ويستشعر العزَّ في وحدانيته، والقوة في أن ربه واحد أحد فرد صمد، لا شريك له ولا ولد، عزَّ عن النظير والشبيه، ما اتخذ من ولد وما كان معه من إله، يستشعر الفخر والعزة؛ إذ ليس فيه شركاء متشاكسون، بل هو سَلَم لسيد واحد ورب واحد، فلا آمر له سواه، ولا متصرف فيه غيره، ولا مدبر للأمور إلا الله الواحد الأحد، – سبحانه وتعالى وعز وجل -.

لا بدَّ لنا من اليقين بأن في القلب شعثاً لا يلمّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى لقائه، وفيه فاقة لا يسدّها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره وصدق الإخلاص له، ولو أُعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً – سبحانه وتعالى -.

وكثيراً ما توقظ آيات القرآن الكريم القلب البشري للتأمل والتدبر، واستجلاء العجائب في هذا الكون الهائل، غير أنه لا يدرك هذه العجائب، ولا يستمتع بالرحلة في هذا المتاع، إلا القلب العامر باليقين؛ قال رب العالمين: { {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} } [الذاريات: 20] .

منـزلة اليقين وعلاماته:

إن اليقين، والرضا بقضاء الله وقدره من أعظم الأسباب المعينة على الثبات؛ ذلك أن اليقين هو جوهر الإيمان، فاليقين روح أعمال القلوب، التي هي روح أعمال الجوارح. ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقاً، وانتفى عنه كل ريب وشك، وكل سخط وحيرة، وكل همّ وغمّ. وإذا وصل اليقين إلى القلب امتلأ بمحبة الله.. والخوف منه.. والرضا به.. والشكر له.. والتوكل عليه.. والإنابة إليه.. والتوجه إليه.. والأنس به.. وعدم الالتفات إلى غيره. واليقين لا يساكن قلباً فيه سكون لغير الله. قال الله تعالى: { {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} } [السجدة: 24].

  وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اليقين، وحض عليه، ورفع من شأنه في كثير من الأحاديث، فجعل من أهم أسس صلاح الأفراد والأمة كلها حصول اليقين، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل وطول الأمل» [1].

وقام أبو بكر أول خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مذكراً الأمة بأهمية اليقين، فقد قام على المنبر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بكى، فقال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عامه الأول على المنبر، ثم بكى، فقال: اسألوا الله العفو والعافية، فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية» [2].

وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه باستصحاب اليقين في العمل، فكان يقول: “ «واعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن الصبر على ما تكره خير كثير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً» [3].

وكان صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدعو ربه بصحة اليقين وسلامته ودوامه، فعن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “ «اللهم إني أعوذ بك من الشك بعد اليقين» [4].

  وحذَّر صلى الله عليه وسلم من ضعف اليقين الذي يؤدي بالإنسان إلى إرضاء المخلوق بما يسخط الله، فعن أبــي ســــعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ «إنّ مِنْ ضَعْفِ اليَقِينِ أنْ تُرْضِيَ الناسَ بِسَخطِ الله تَعالى، وأنْ تَحْمَدَهمْ على رِزْقِ الله تعالى وأنْ تَذُمَّهُمْ على ما لمْ يُؤْتِكَ الله تعالى، إنَّ رِزقَ الله لا يَجُرُّهُ إلَيْكَ حِرْصُ حَرِيصٍ، ولا يَرُدُّهُ عنك كَرَاهَيةُ كارِهٍ، وإنّ الله بِحكْمَتِهِ وجَلالِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ والفَرَجَ في الرِّضا واليَقِينِ، وجَعَلَ الهَمَّ والحُزْنَ في الشَّكِّ والسُّخْطِ» [5].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد أصحابه إلى سؤال الله اليقين، فاليقين بالله والثقة به تخفف المصائب، فعن ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – قَالَ: “ «قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا» …”[6].

والصبر على المصائب من مقامات اليقين، فأحسن الناس صبراً عند المصائب أكثرهم يقيناً، وأكثر الناس جزعاً وسخطاً في المصائب أقلّهم يقيناً. فشدة الغمّ على فوت الدنيا دليل على حبّها، وعلامة ضعف اليقين بمحبوبه، وسهولة الغمّ على فوتها دليل على الزهد فيها وقوة اليقين بربّه. وقد قال سفيان الثوري: “اليقين ألَّا تتهم مولاك في كل ما أصابك”[7].

وإذا استحكم اليقين في القلوب، فإنَّ صاحبه لا يعرف اليأس مهما طال الليل، وأهل اليقين لا يعرفون اليأس، وبالتالي فمهما وقع عليهم كأفراد أو الأمة كلها من مصائب، وبلايا، ومحن ونكبات، وتسلط الأعداء، ومهما امتد الظلام، فهم يثقون في الله، ويوقنون بربهم، فالليل مهما طالت ساعاته ومهما اشتدت ظلمته، فإنه يزول وينفلق عن بياض الصبح، فمع الفقر غنى، وبعد المرضِ عافيةٌ، وبعد الحزنِ سرورٌ، وبعد الضيق سَعَةٌ، وبعد الحبسِ انطلاقٌ، وبعد الجوعِ شبعٌ، فسوف يبدل الحال، وتهدأُ النفسُ، وينشرحُ الصدر، ويسهل الأمرُ، وتحل العقدُ، وتنفرجُ الأزمةُ.

وإن اليقين يورث صاحبه أموراً جليلة عظيمة، ويؤثر في سلوكه فوائد جمة: فهو يزيد العبد المسلم قرباً مــن الله – عزَّ وجلَّ -، وحبّاً، ورضاً بما قدره وقضاه، وهو لُبُّ الدين، ومقصده الأعظم، ويزيد صاحبه استكانة وخضوعاً لربه وخالقه – جلَّ جلاله -، كما أنه يكسبه رفعة، وعزة، ويبعده عن مواطن الذل والضعة، كما أنه يحمل صاحبه دائماً على الإخلاص والصدق، وتحرّي ذلك في كل أعماله، واليقين يضبط العلاقة بين العبد وربه، ويجعل العبد يلتزم الإخلاص، والصدق، والمراقبة، وفعل ما يليق، وترك ما لا يليق في تعامله مع ربه، ومع الآخرين.

اليقين عند السلف:

وقد عظم السلف – رضوان الله عليهم – اليقين ورفعوا من شأنه، فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: “الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله”[8].

وكان عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – يقول: “وخير ما أُلقي في القلب اليقينُ، وخير الغنى غنى النفس، وخير العلم ما نفع.. وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، فلا تُمِلُّوا الناس ولا تسأموهم”[9].

وكان سفيان الثوري – رحمه الله – يقول: “لو أن اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحاً وحزناً؛ شوقاً إلى الجنة، أو خوفاً من النار[10]

  قال ابن القيم –رحمه الله-: “إن أفضل الأحوال: الرغبة في الله ولوازمها، وذلك لا يتم إلا باليقين والرضا عن الله، ولهذا قال سهل: حظ الخلق من اليقين على قدر حظهم من الرضا، وحظهم من الرضا على قدر رغبتهم في الله”[11].

  وحصول اليقين في القلوب علماً وعقيدة وثقة واطمئناناً، يجعل بعض الناس أئمة وسادة وقادة بين الناس، فقد كان السلف يقولون: “بالصبر واليقين تُنَال الإمامة في الدين”، قال الله – عزَّ وجلَّ -: { {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} } [السجدة: 24][12].

مفسدات اليقين:

إنَّ ممَّا ينافي اليقين أن يكون القلب متطلعاً إلى غير الله – عزَّ وجلَّ -، متعلقاً به، ملتفتاً إليه، ولهذا قال بعض السلف: “حرام على قلب أن يشم رائحة اليقين، وفيه السكون إلى غير الله – عزَّ وجلَّ -، وحرام على قلب أن يدخله النور وفيه شيء ممَّا يكرهه الله – جلَّ جلاله -”[13].

ومما يضعف اليقين في القلوب: الإصغاء إلى الشكوك، والريب، والأمور التي تجلب ذلك: بسماع الشبه، وسماع كلام المخذلين، والمثبطين الذين يثبطون عزائم المؤمنين، ويوهنونهم، ويحثونهم على القعود عن التزام صراط الله – عزَّ وجلَّ – المستقيم، فهؤلاء الذين قَلَّ يقينهم إذا استمع العبد منهم؛ فربما سبّبوا له شيئاً من ضعف اليقين، حين ذلك يورثه قلقاً، وانزعاجاً، واضطراباً، وهذا يخالف اليقين؛ لأن اليقين طمأنينة، وثبات واستقرار، كما قال ابن القيم – رحمه الله -: “الشك مبدأ الريب كما أن العلم مبدأ اليقين”[14].

فكن -أخي- على يقين بربك، وثقة فيه، فلا تحمدَنَّ أحداً على فضل الله، ولا تذمنَّ أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره. سبحانه، يعطي من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله!!

سبحانه، قد يعطي وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطي، وقد تأتي العطايا على ظهور البلايا، وقد تأتي البلايا على ظهور العطايا. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا.

 ::  مجلة البيان العدد 299 رجب 1433هـ – يونيو 2012م.

[1] أخرجه أحمد في الزهد (ص 10)، والبيهقي في شعب الإيمان (10844) وصححه الألباني.

[2] أخرجه الترمذي (3558)، وابن ماجه (3849)، والنسائي في الكبرى (10718) وصححه الألباني.

[3] أخرجه أحمد (2804) والطبراني (11243).

[4] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29144).

[5] أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/106) ، وضعفه الألباني.

[6] أخرجه الترمذي (3502)، وحسنه الألباني في الكلم الطيب ( 225).

[7] حلية الأولياء 7/9.

[8] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1/74).

[9] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/98).

[10] أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/18).

[11] مدارج السالكين (2/222).

[12] مدارج السالكين 2/196 ، والفوائد ص 199.

[13] روضة المحبين ص439.

[14] بدائع الفوائد 4/913.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *