فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (4) – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

المجموعة الرابعة من الفوائد المتنوعة, المنتقاة من بعض الكتب, وقد ذكرت في نهاية كل فائدة اسم الكتاب الذي نقلت منه, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه المجموعة الرابعة من الفوائد المتنوعة, المنتقاة من بعض الكتب, وقد ذكرت في نهاية كل فائدة اسم الكتاب الذي نقلت منه, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع                

  • أهل الكلام أكثر الناس اختلافًا:

& قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: تدبرت رحمك الله مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون, ويفتنون الناس بما يأتون, ويبصرون القذى في عيون الناس, وعيونهم تطرف على الأجذاع, ويتهمون غيرهم في النقل, ولا يتهمون آراءهم في التأويل!…وقد كان يجب مع ما يدعونه من معرفة القياس, وإعداد آلات النظر أن لا يختلفوا كما لا يختلف الحُسَّاب والمُسَّاح والمهندسون لأن آلتهم لا تدل إلا على عدد واحد وإلا على شكل واحد فما بالهم أكثر الناس اختلافًا لا يجتمع اثنان من رؤسائهم على أمر واحد في الدين. [تأويل مختلف الحديث]

  • جرأة أهل الكلام على الله عز وجل, وقلة توفيقهم:

& قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: أهل الكلامقد كنتُ في عُنفوان الشباب وتطلب الآداب أحب أن أتعلق من كل علم بسبب, وأن أضرب فيه بسهم, فربما حضرت مجالسهم, وأنا مغتر بهم, طامع أن أصدر عنها بفائدة, أو كلمة تدل على خير أو تهدى لرشد فأرى من جرأتهم على الله تبارك وتعالى وقلة توفيقهم…ما ارجع معه خاسرًا نادمًا.

[تأويل مختلف الحديث]

  • حكم الاشتغال بعلم الكلام:

& قال الإمام السيوطي رحمه الله:…إنه أيضًا حرام, صرح به النووي في شرح المهذب, ونقل عن الشافعي نصوص في ذلك, منها قوله: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من علم الكلام. وقوله: فرّ من علم الكلام فرارك من الأسد. وقوله: رأي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد, ويُطاف بهم في الأسواق, وينادي عليهم: هذا جزاء من ترك علم الشريعة واشتغل بعلم الكلام.

إلى غير ذلك من نصوصه التي لا تحصى.

قال الحافظ سراج الدين القزويني الحنفي في كتابه ” في الحّط على المنطق”: من المعلوم عند أهل الحديث وأرباب النقل بالاستقراء من السلف الصالح والأئمة الماضين إنكارهم الاشتغال بعلم الكلام, فحرموه مرة وكرهوه أخرى, وأجمعوا على النهي عنه.

قال الحافظ العلامة شرف الدين الدمياطي الشافعي رحمه الله:

وما العلم إلا في كتاب وســــنة      وما الجهل إلا في كلام ومنطق

[القول المشرق في تحريم المنطق]

  • ندم الأئمة الذين دخلوا في علم الكلام, ورجوعهم على أنفسهم بالملائمة:

من أعظم الأدلة على خطر النظر في كثير من مسائل الكلام أنك لا ترى رجلًا أفرغ فيه وسعه, وطول في تحقيقه باعه, إلا رأيته عند بلوغ النهاية والوصول إلى ما هو فيه من الغاية, يقرع على ما أنفق في تحصيله سن الندامة, ويرجع على نفسه في غالب الأحوال بالملائمة, ويتمنى دين العجائز, ويفرّ من تلك الهزاهز, كما وقع من الجويني, والرازي, وابن أبي الحديد, والسهروردي, والغزالي, وأمثالهم ممن لا يأتي عليه الحصر. فإن كلماتهم نظمًا ونثرًا في الندامة على ما جنوا به على أنفسهم مدونة في مؤلفات الثقات. [كشف الشبهات عن المشتبهات للإمام الشوكاني]

  • نصيحة بعدم الاشتغال بعلم الكلام:

& قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة “صدقة بن الحسين البغدادي الحنبلي” : قال ابن البندنيجي: رأيت صدقة في حالة حسنة, وقال لي: لا تشتغل بعلم الكلام فما كان أضر علي منه. [لسان الميزان]

  • تجربة الإمام الشوكاني رحمه الله مع علم الكلام:

قال الإمام الشوكاني رحمه الله: أنا أخبرك عن نفسي, وأوضح لك ما وقعت فيه في أمسي, فإني في أيام الطلب وعنفوان الشباب, شغلت بهذا العلم الذي سموه تارة: علم الكلام, وتارة: علم التوحيد, وتارة: علم أصول الدين, وأكببت على مؤلفات الطوائف المختلفة منهم, ورُمت الرجوع بفائدة, والعود بعائدة, فلم أظفر من ذلك بغير الخيبة والحيرة, وكان ذلك من الأسباب التي حببت إلى مذهب السلف, على أني كنت قبل ذلك عليه, ولكن أردت أن ازداد منه بصيرة وبه شغفًا.

[التحف في مذاهب السلف]

                         كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح دعاء لقاء العدو وذي السلطان

(اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُوْرِهِمْ، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ) دُعَاءُ لِقَاءِ العَدُوِّ وذِي السُّلْطَانِ قوله: (ذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *