منذ حوالي ساعة
البيوت أسرار، ومن أسرارها ما تعانيه كثير من البيوت من المشكلات والخلافات المنغِّصة لأهل البيت، ولا يخلو بيت من مشكلات
(هَمَسات .. في كلمات) في باقتها الـ (28) بفضل الله ومنَّته:
✹ من الأسئلة التي تشغل بال كثير من الزوجات سؤال كيف اكسب قلب زوجي؟ أو بعبارة أخرى كيف يحبني زوجي؟ وهذا سؤال يطرحه الكثير منهن على المستشارين حتى قبل الزواج، وهناك وسائل كثيرة يمكن للمرأة أن تكسب بها قلب زوجها وتستميله إليها، والأخذ بالأسباب المشروعة وهي كثيرة لا بأس به بل مطلوب شرعًا، لكنْ لتعْلم المرأة أنَّ قلبها وقلب زوجها بل «(إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ)» [1] ولن تغني أي طريقة مهما كانت إلا بعد توفيق الله سبحانه { (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)} فلنلجأ إلى من بيده القلوب، ليجمع قلوبنا بمن نُحب، سواء كان أبًا أو أمًا أو ولدًا أو زوجًا، أو صديقًا أو أي مخلوق آخر.
————–
✹ البيوت أسرار، ومن أسرارها ما تعانيه كثير من البيوت من المشكلات والخلافات المنغِّصة لأهل البيت، ولا يخلو بيت من مشكلات ولكنها تتفاوت في عظمها وزمنها، فالمشكلات البسيطة والتي تتلاشى بوقت قصير لا ضير منها، وإنما المزعج والمنكِّد على أهل البيت عيشهم هو طول المشكلات ونوعها، فهناك يشكو من زوجه، وأخرى في مشكلة مع زوجها، والأولاد ووالديهم يتبادلون المشكلات فيما بينهم، وكثير من الأولاد يتهرب من البيت وربما انحرف لأنه فقد الراحة والسكينة في بيته؛ بسبب عشعشة المشكلات والمنغصات فيه، وعلى البيت المسلم أن لا يغفل عن بعض الأمور ليكون بيته سَكَنًا، من أهمها التخلص من المعاصي لا سيما المجاهرة بها في البيت، فالاختلاط والقنوات المنكرة وما تحويه من أفلام خليعة ومسلسلات ماجنة وأغاني فاجرة وغيرها من البرامج الهادمة للعقيدة والأخلاق وأيضًا الغيبة والنميمة وغيرها من المعاصي سبب رئيسي لظلمة البيت على أهله وتحول سكينته إلى اضطرابٌ، كما لا ننس المداومة على قراءة سورة البقرة في البيت فـ «(إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ)» حتى تعود البيوت إلى سكن فالله تعالى يقول:(وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا).
————–
✹ لو كان الباطل نقيًا لما انخدع به أحد، ولكن المشكلة هي لَبْسُ الحق بالباطل، فلا يكاد يوجد صاحب باطل إلا ولديه قليل من الحق يخلطه بالباطل الذي لديه، فهو كقشرة من الذهب على روثة كلب أو خنزير، وفرعون مثلا هو الذي ربَّى موسى في قصره، كما أنه بالمقابل قال أنا ربكم الأعلى، وكان يسوم الضعفاء سوء العذاب ويقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فقد كانت عند العرب في الجاهلية بعض الخصال الحميدة المغموسة في بحر من الشرك والخرافة والظلم، وتمييز الحق من الباطل لا يكون إلا بنور الوحي الإلهي وذلك عن طريق العلم الشرعي، وفي زماننا هذا نجد مثلا منظمة إجرامية تسمى منظمة العفو الدولية ومهمتها الفعلية العفو عن المجرمين، فتجدها تحارب التعذيب وتسعى للإفراج عن السجناء الذين تعرضوا للظلم وتخلط ذلك بما تسميه (حقوق المرأة والطفل) التي تشمل الفواحش ولو كان زنى محارم، كما تناضل أيضًا من أجل زواج المثليين (اللوطيين) وحقوق المثليين فيما يزعمون، وقس على ذلك كهنة الديمقراطية فتراهم في بعض الدول يحاكمون الوزير الفلاني لأنه استعمل سيارة الدولة في رحلة خاصة مثًلا، ونفس هذه الديمقراطية تصدر قرارات بقتل وتدمير وتشريد ملايين المسلمين واخذ أرضهم وثرواتهم ونشر الرذيلة بينهم.
————–
✹ كَم هُم الذين يتمنون من سويداء قلوبهم أن يصبح ولدهم طبيباً حاذقًا، أو طيارا مشهوراً، أو محامياً ناجحاً، أو مهندساً مرموقاً، أو غيرها من جوانب النجاح في نظر الناس، ومعلوم أن الآباء يبذلون في سبيل تحصيل تلك الأماني الغالي والنفيس ويقتطعون من راحتهم ومن عرق جبينهم وأموالهم لتتحقق تلك الأمنية الموجودة في بال الأب وما زال ابنه في بطن أمه، وهذه الأماني مشروعة والأُمَّه في حاجتها، لكن أين من يتمنى ويعد ابنه ليكون عالما ينفع الإسلام والمسلمين، أين من يعد ولده ليكون شوكة في حلوق أعداء الإسلام من كفار ومنافقين، أين من يعد ولده ليصبح سد منيعاً في وجه الشبهات التي تتدفق على شباب المسلمين كالسيل الجارف، أين من يتمنى ويخطط ويبذل ليكون ولده ركن من أركان الإصلاح في مجتمعات خيم عليها الظلم والفساد، إننا نرى كثير من يرسل ولده ليتغرب في أقاصي الأرض ليأخذ دروسا في اللغة الإنجليزية مثلا، ولا يبالي بوجود الشبهات والشهوات المحدقة بابنه، أهم شيء عنده أن يتقن الإنجليزية ليتفوق في الجامعة، فهلَّا وُجِد َمن أُسَرِ المسلمين من تُفرِّغْ أولادها للسفر والتفرغ لطلب العلم عند عالم من العلماء، لو حرصت بيوت المسلمين على العلم الشرعي كما تحرص على الشهادة الجامعية لكُبِتَ أصحاب الشبهات وتجار الأعراض والشهوات وفَشَا الخير في بلاد المسلمين وغيرهم، وتوصيف الداء والدواء في لهذه المشكلة في قوله تعالى: {(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)} .
————–
✹ حب الخير، وعمل المستحبات ديدن كثير من عوام المسلمين فضلًا عن طلبة العلم والعلماء، والملاحظ أن بابًا عظيما من أبواب الأجر، متعدي النفع، والحاجة إليه ماسة، ولكن العزوف عنه شديد، ذلكم الباب هو طلب العلم الشرعي، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين والعلماء كثيرة مشهورة منها ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنها أنه قال : «تذاكر العلم بعض ليلة أحبُّ إليَّ من إحيائها»[2] والشافعي رحمه الله قال: «ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم» [3]فنرى جمع غفير من المسلمين يُكثر من أنواع العبادات من الصلاة والذكر والصيام والصدقة وبعضهم يقوم الليل وهذا حسن وجيد ويحتاجه كل أحد حتى العلماء لكن هؤلاء المكثرين من نوافل العبادات تجدهم في عزوف عن طلب العلم إما بحجة كِبَر السن أو المشاغل، وبعضهم يلبٍّس عليه إبليس بأنَّ طلب العلم فقط إنما يكون بالتفرغ وثني الركب عند العلماء، وهذا في الحقيقة إنما هو أفضل سبيل لطلب العلم ولكنه ليس الأوحد، وهناك طرق كثيرة وميسورة لطلب العلم تصلح للكبير والمشغول وسيء الحفظ وغيرهم، فكما أن صيام النوافل أنواع، فأفضله صيام يوم إفطار يوم ودون أنواع كثر، فكذلك طلب العلم مراتب فمن لم يتيسر له الأعلى فلا يحرم نفسه من الأدنى، ومن الطرق الميسرة لطلب العلم التي تناسب كل أحد تقريبًا القراءة للكتب النافعة والاستماع للدروس المفيدة وما أنفع وأيسر هاتين الوسيلتين فـ( «مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ)» [4]
وصلى الله على المصطفى وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
Source link