المجموعة الثانية من فوائد مختصرة, من المجلد الثالث, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه المجموعة الثانية من فوائد مختصرة, من المجلد الثالث, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها
طلب العلم:
& طلب العلم من ذكر الله لا شك, بل هو من أفضل الذكر….ولهذا نقول: إن طالب العلم حينما يُفتشُ الكتاب لِيُطالع فيه فهو ذاكر لله, حينما يُرددُ محفوظاته فهو ذاكر الله…..والعلم أفضل من الصدقة الجارية.
& العلم لا ينتهي لفائدته إذا صدر عن قلب مخلص يريد بنشر العلم أن تنتشر شريعة الله, لا يريد بنشر العلم أن يكون وجهيًا في قومه, أو أن يكون رأس فتنة.
& يجب إخلاص النية في طلب العلم الشرعي حتى تنال إرث النبيين عليهم الصلاة والسلام.
فلان مستقيم:
& يحكي لنا كثير من الناس اليوم يقول: فلان ملتزم نعم الالتزام لكن لا تقل هكذا, قل: فلان مستقيم, كما جاء ذلك في كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أقسام الناس بالنسبة للذنوب:
& الناس أمام الذنوب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الأول: من أَمِن من مكر الله. الثاني: من قنط من رحمة الله. الثالث: من كان بين هذا وهذا.
& من أَمِن من مكر الله عزوجل بأن ينتهك المحارم, ويترك الواجبات ولا يُبالي, والله يُنعمُ عليه بالنعم مع إقامته على معصية الله, فهذا أَمَن من مكر الله….فلا تغتر بالنعم إذا توالت عليك وأنت مقيم على معصية الله, فإن ذلك استدراج من الله لك.
& من يقنط من رحمة الله ويستعبد أن يغفر الله له, ويستبعد أن يقبل الله توبته, ويستعبد أن يقبل الله عبادته هذا أيضًا ضال لم يقدر الله حق قدره قال الله: {﴿وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾} التائهون الضالون, فلا تقنط من رحمه الله
& لا تقنط من رحمة الله, فكم من إنسان بلغ في الكفر ما بلغ, فرحمه الله, ومنَّ عليه بالهداية وصار من خيار المؤمنين. انظروا إلى أئمة في الكفر منَّ الله عليهم بالإسلام, فكانوا أئمة في الإيمان, منهم: خالد بن الوليد…كذلك عكرمة بن أبي جهل.
& القسم الثالث: الذين لا يأمنون مكر الله, بل يخشون الله, ولا يقنطون من رحمة الله, وهؤلاء هم الخُلصُ من المؤمنين.
الاستعداد للساعة الصغرى:
& فلنستعد للساعة الصغرى, ساعة كل إنسان, وهو لا يدري متى يموت, بل ولا يدري بأي أرض يموت, وليس الشأن أن تعرف متى تموت, ولا أن تعرف أين تموت, ولكن الشأن على أي شيءٍ تموت, أعلى الإيمان أم على الكفر.
& فتفكر يا أخي في قلبك, وانظر في القلب أمُخبت إلى الله أم لا؟ أصالح أم فاسد؟ فإذا صلح القلب صلح الجسد كله.
& رجل يتعامل بالربا ويأخذ الربا, وهو يعلم أنه حرام, فتاب, وندم, ويقلع عنه بأن يتصدق بما اكتسبه من الربا تخلصًا منه لأنه لو تصدق بما اكتسب من الربا تقربًا إلى الله لم يُقبل منه ولم تبرأ ذمته من الربا لأنه تصدق به على أنه ملكه لا على أنه مُتبرئ منه
التوبة من المال الحرام:
& إذا أخذت من إنسان مالًا بغير حق…فإنك لا تبرأ منه حتى تُوصل هذا المال إلى صاحبه إن كان حيًّا, وإلى ورثته إن كان ميتًا, فإن لم تعلمه بأن نسيته مثلًا, أو كنت لا تعرفه فتصدق به عنه, والله تبارك وتعالى يوصَّلُهُ إليه.
تحلَّل ما دُمت في زمن الإمهال:
& يا أخي تحلَّل ما دُمت في زمن الإمهال, تخلص ما دُمت في زمن الخلاص, ثم إنك إذا لم تفعل وقدرنا أنك ظلمت شخصًا في ماله, ولم تتحلل منه, فالذي سيخلفك في هذا المال هو الورثة, فيكون هذا المال الحرام لهم غُنمهُ, وعليك غُرمُهُ.
العذاب قد يأتي العصاة وهم نائمون أو ضحى وهم يلعبون
& قد هدد الله عز وجل العُصاة بأن يأتيهم العذاب إما وهم نائمون, وإما أن يأتيهم ضحى وهم يلعبون…والناس إذا لم يتوبوا إلى الله, واستمروا في معاصيهم, فإن الله تعالى يُنزل بهم بأسه الذي لا يُردُّ عن القوم المجرمين نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للتوبة
اليأس من رحمة الله ضلال وكفر:
&قوله تعالى ﴿لا تقنطوا من رحمةِ الله﴾ أي لا تيأسوا فاليأس من رحمه الله ضلال وكفر
ولا تقنطن إذا أوجعتك الذنوب فداوها برفع يــــــــدٍ في الليـــــــــل والليل مظــلـــــــــــــــــم
ولا تقـــــــــــــــنطن من رحمـــــــــــة الله إنــــــــــــــــما قُنــــــــــــــــوطك منها من خطايـــــــاك أعظـــــــم
من أسباب الرحمة:
& من أسباب الرحمة….من سبح الله وحمده وكبره دُبرَ كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة, وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك, له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير, وبذلك يتم المئة, فإذا قالها غفرت خطاياهُ وإن كانت مثل زبد البحر.
من أعظم العقوبات:
& من أعظم العقوبات على العاصي أن يقسو قلبه عن طاعة الله, فإن قسوة القلب توجب الإعراض, وتوجب الغفلة, وبالتالي موت القلب, وبالتالي توجب الهلاك في الدنيا والآخرة.
& إن قسوة القلب التي حدثت اليوم في كثير من المسلمين لهم من أعظم العقوبات, ولكننا لا نشعر بها إننا نظن أن العقوبات هي العقوبات المادية هي الخطر والجهل والمرض…دمار الأموال…هكذا نظن أن هذه هي العقوبة…ولكن هذا ظن خاطئ
& من أعظم العقوبات, ومن أعظم العذاب قسوة القلب, ومرض القلب وإعراضها عن دين الله, وكونها تلهث وراء الدنيا وحطامها, حتى أصبحت غافلة عما أوجب الله عليها.
حمد الله تبارك وتعالى:
& استشعر يا أخي المسلم بقلبك أنك إذا قلت: الحمد لله, فأنت تعنى: الحمد لله على ما له من الإفضال والإنعام عليك, وعلى ما له من صفات الكمال, لأن الله تعالى موصوف بالكمال المطلق الذي لا يعتريه أي نقص.
& أنت تحمد الله على أفضاله وإنعامه, فكم من نعمة أنعم الله بها عليك لا تستطيع أن تحصيها…وكم من نقمة انعقدت أسبابها ولكن الله يرفعها عنك.
قاعدة من أفيد القواعد في العقيدة:
& هذه قاعدة من أفيد القواعد في العقيدة, لأنه كما لا يجوز لنا أن نمثل الله تبارك وتعالى ذاته بذوات المخلوقين, أو علمه بعلم المخلوقين, أو وجوده بوجود المخلوقين, أو قدرته بقدرة المخلوقين, فكذلك باقي الصفات, الباب فيها واحد.
خوف الكفار من المسلمين:
& النصارى يعلمون أن المسلمين لو رجعوا إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, فسيزلزلون الأرض تحت أقدامهم, ويملكون أراضيهم, ولذلك هم يحافون من الإسلام أشد من كل شيءٍ, ويحاولون القضاء عليه.
تنفير الكفار ممن يدعون إلى الله عز وجل:
& لا شك أن الكفار أعداء للإسلام والمسلمين, وأنهم يرمون كل من تمسك بدين الله بما هم أحق بوصفه منهم, لأجل أن ينفروا الناس عما يدعو إليه هؤلاء الموفقون الذين يدعون إلى الله عز وجل:
الدعاء بنصر المسلمين في كل مكان:
& إني أوصيكم…أن تدعو الله سبحانه وتعالى في كل موطن إجابة, وفي كل زمان إجابة, وفي كل حال إجابة, أن تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر المسلمين في كل مكان.
فرِّق تسُد:
& يقال: إن من سياسة الكفار تجاه المسلمين أنهم يأخذون بمبدأ فرق تسد, يعني اجعل الناس يتفرقون تكن أنت السيد, وهذه حقيقة إذا تفرق المسلمون تنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم, وصاروا فريسة لأعدائهم
العبادة الموافقة للشريعة:
& لا يمكن أن تكون العبادة موافقة للشريعة إلا إذا وافقت الشريعة في أمورٍ ست: الأول: السبب. الثاني: الجنس. الثالث: القدر. الرابع: الهيئة. الخامس: الزمان. السادس: المكان.
العمل الذي فيه اتباع للسنة أفضل من العمل الذي ليس فيه اتباع وإن كثر الثاني:
& لو أن إنسانًا قال: أريدُ أن أطيل صلاة سنة الفجر, لأتمكن من التسبيح والدعاء, قلنا: لا تفعل, فالسنة هي التخفيف, فالذي يخفف سنة الفجر أفضل من الذي يطيلها.
&رجل مع الإمام في حال سجوده قال أنا أريد أن أدعو الله في سجودي ومعي وقت فالإمام سيقوم ويقرأ وربما يطيل القراءة فأنا أريدُ أن أزيد في التسبيح وفي السجود وفي الدعاء وآخر من حين رفع الإمام قام بعده أيهما أفضل؟ الثاني أفضل لأن الثاني متبع
كل استفهام جاء بمعني النفي فإنه يكون مُشربًا معنى التحدي.
& قول القائل: لا أحد أحسنُ ممن دعا إلى الله, دون قوله: ومن أحسنُ قولًا ممن دعا إلى الله, لأن الاستفهام إذا جاء في موضع النهي كان مشربًا معنى التحدي, كأن المتكلم يقول: ائتِ بأحدٍ يكون أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا.
نزغ الشيطان:
& نزغ الشيطان وعد بالشرِّ وإغراء به, فإذا رأيت من نفسك ميلًا إلى معصية الله فاعلم أن هذا من نزع الشيطان, وإذا رأيت من نفسك تهاونًا في واجبات الله فاعلم أنه من نزعِ الشيطان, ودواؤه أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
& أسأل الله أن يُعيذنا وإياكم من الشيطان الرجيم ومن شر عباده إنه على كل شيء قدير
متفرقات:
& مضاعفة الصلاة بمئة ألف خاص بالمسجد الحرام نفسه, مسجد الكعبة.
& لقمان رجل آتاه الله الحكمة, وليس من الأنبياء.
& لا يجوز للأبناء أن يطيعوا أحدًا من والديهم بقطيعة الرحم أبدًا, لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب.
& دفع الشيء قبل وقوعه أسهل من رفعه بعد وقوعه. وهناك قاعدة طيبة: يقولون: الوقاية خير من العلاج.
& الذي يظهر في الأرض الفساد هو الذي يدعو إلى الباطل, ويقمع من يدعو إلى الحق.
& كتاب ” دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب ” للشيخ محمد الأمين الشنقيطي, رحمة الله عليه, صاحب أضواء البيان, كتاب جيد في بابه.
& قاعدة مفيدة: أنه إذا احتمل النص القرآني أو النبوي معنيين, لا مُرجح لأحدهما على الآخر, ولا منافاة بينهما, وجب حمله على المعنيين.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link