فحريٌّ بالمؤمن الصادق أن يجعل من هذا الشهر العظيم فرصةً كبيرة للوقوف مع النفس، ومحاسبتها، لتصحيح ما فات، واستدراك ما هو آت، قبل أن تَحِلَّ الزفرات، وتبدأ الآهات، وتشتد الكربات.
رمضان أقبلَ قم بنا يا صـاحْ ** هذا أوان تبتل وفــــلاحْ
فاغنم ثوابَ صيامِه وقيامِـه ** تسعدْ بخيرٍ دائمٍ وفلاحْ
فحريٌّ بالمؤمن الصادق أن يجعل من هذا الشهر العظيم فرصةً كبيرة للوقوف مع النفس، ومحاسبتها، لتصحيح ما فات، واستدراك ما هو آت، قبل أن تَحِلَّ الزفرات، وتبدأ الآهات، وتشتد الكربات.
حريٌّ بنا في هذه الفرصة أن نغيِّر من أحوالنا، ونُحسِّن من أوضاعنا، فنفكِّر في مآلنا ومصيرنا قبل فراق حياتنا، فكم من أناسٍ شهدوا معنا رمضان الماضي، فإذا بهم في رمضان هذا قد واراهم التراب، وصاروا إلى تراب، وفارقوا الأهل والأصحاب والأحباب!
لعله آخر رمضان:
1ـ فهو فرصة ليصبح العبد من المتقين الأخيار ومن الصالحين الأبرار:
قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، هذه هي حكمته الكبرى، وتلك هي فائدته العظمى، تربية النفس، صلاح القلب، تقوى الله عز وجل.
فأين نحن من تقوى الله؟ أين نحن من العمل على صلاح قلوبنا؟ أين نحن من الاستعداد للقاء ربنا، التقوى كانت سمة بارزة في المجتمع الإسلامي الأول.
فقد ضرب إمام المتقين صلى الله عليه وسلم المثل في ذلك، كان يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه، وهو الذي غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر.
ـ وأما صاحبه المُبجَّل وخليفته المعظم أبو بكر رضي الله عنه، بعد إيمانه وجهاده وهجرته ونصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول: ليتني كنت شجرة تُعضد ثم تؤكل[1].
كان له خادمٌ يأتيه بالطعام، وكان من عادةِ الصديق أن يسأله كل مرة عن مصدر الطعام تحرزًا من الحرام، فجاءه خادمُه يومًا بطعام، فنسي أن يسأله كعادته فلما أكل منه لقمةً قال له خادمه: لِمَ لَمْ تسألني كسؤالك كل مرة؟ فقال: من أين الطعام يا غلام؟ قال: دفعه إليَّ أناسٌ كنت قد تكهَّنت لهم كهانة في الجاهلية، فارتعدَت فرائص الصديق، وأدخل يده في فمه، وقاءَ كلَّ ما في بطنه وقال: والله لو لم تَخرج تلك اللقمة إلا مع نفْسي لأخرجتها[2].
ـ هارون الرشيد الذي بلغ ملكُه أقصى البلاد شرقًا وغربًا، يخرج يومًا في موكبه وأُبَّهته، فيقول له يهودي كانت له حاجة: يا أمير المؤمنين، اتَّقِ الله، فينزل هارون من موكبه، ويسجد على الأرض لله رب العالمين، في تواضع وخشوع، ثم يأمر باليهودي ويقضي له حاجته، فلما قيل له في ذلك قال: لَمَّا سمعتُ مقولته تذكَّرت قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]، فخشيت أن أكون ذلك الرجل[3].
كم من الناس اليوم إذا قيل له: اتَّق الله، احمرَّت عيناه، وانتفخت أوداجه، غضبًا لنفسه وغرورًا بشأنه وعجبًا برأيه! قال عبد الله بن مسعود رضي الله عه: كفى بالمرء إثمًا أن يقال له: اتق الله، فيقول: عليك نفسك[4].
فيومَ عُمِّرت قلوب السلف بالتقوى، جمعهم الله بعد فرقة، وأعزهم بعد ذلة، وفُتحت لهم البلاد، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]، فليكن هذا الشهر يا أُخَيَّ، بداية لباس التقوى، ولباس التقوى خيرٌ لو كانوا يفقهون، {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:55].
لعله آخر رمضان:
2- لمن كان مفرطًا في صلاته:
فلا يصليها مطلقًا، أو يؤخرها عن وقتها، أو يتخلف عن أدائها في جماعاتها، أو يفرط في خشوعها وخضوعها، فليعلم هذا المتهاون في صلاته أنه يرتكب خطًّا قاتلًا وتصَرُّفًا مهلكًا، يتوقف عليه مصيره كله، فتلك جناية مخزية لا ينفع معها ندمٌ ولا اعتذار، إذا وقف بين يدي الملك القهار جل جلاله؛ قال عزَّ مِن قائل: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
قال ابن عباس: الغي الخسران، وقال ابن مسعود: الغي: وادٍ في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم[5]، وقال صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» [6]، وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]، وقال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103].
يستقبلونه إما بالعبَث والسهر حتى الصباح، وإما بألوان الطعام يأكلونه حتى التخمة، وإما بعادة موروثة، ينامون نهارًا ويسهرون ليلًا! فيا هؤلاء أقصروا؛ قال ابن القيم رحمه الله: لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدًا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأن إثمها عند الله أعظم من قتل النفس وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة[7].
يا تاركًا لصلاتــــــه ** إن الصلاة لتشتكي
وتقول في أوقاتها ** الله يلعن تاركـــــي
لعله آخر رمضان:
3ـ لمن هجر القرآن:
قراءة وتدبرًا وعملًا، حتى صار القرآن نسيًا منسيًّا أن يكون هذا الشهر بداية التغيير، وتجديد العهد مع القرآن، فيكون لك فيه وردٌّ منه، ولو يسيرًا، ولكن تداوم عليه مقيمًا كنت أو مسافرًا، صحيحًا أو مريضًا، صائمًا أو مفطرًا، فارغًا أو مشغولًا، ففي الحديث المرفوع: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعام والشهوة، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: أي رب منعتُه النوم بالليل، فشفِّعني فيه، فيشفعان» [8].
كان أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: لو طهُرت قلوبنا، ما شبِعت من كلام ربنا[9].
لعله آخر رمضان:
4ـ لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات:
من صلاة وصيام وصدقة وغيرها أن يبدأ فيغيِّر من حاله ويبدل من شأنه، فإن القلوب لا تُفتح في شهرٍ كما تُفتحُ في رمضان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة، فإن أتمها وإلا قيل: انظروا هل له من تطوُّع، فإن كان له تطوعٌ أُكمِلت الفريضة من تطوُّعه، ثم يُفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك» [10].
وعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يصلي كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة، إلا بنى الله بيتًا في الجنة».
وفي البخاري قال الله تعالى: «ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يَبطِش بها، ورِجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه».
فلماذا لا تجعل من رمضان فرصةً لأن يكون لك أيامٌ تصومها طوال دهْرك وصلوات وصدقات تحافظ عليها طوال حياتك؟!
لعله آخر رمضان:
5- لمن كان قليل الصبر سريع الغضب:
أن يتعلم الحلم والأناة، فأنت الآن ستصبر على الجوع والعطش والتعب والنصب ساعات طويلة، ألا يمكنك أن تُعوِّد نفسك من خلال شهر الصبر: الصبرَ على الناس وتصرفاتهم وأخلاقهم، وتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنفذه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يُخيره من أي الحور العين شاء» [11].
فليكن هذا الشهر بداية لأن يكون الصبرُ شعارَنا، والحلمُ والأناةُ دثارَنَا.
لعله آخر رمضان:
6ـ إلى المسرفين والمبذرين:
التي صارت بطونُهم هي شغلَهم! ما هكذا يا سعد تورد الإبل.
والله لم نُخلق لنُسعد بطوننا، فالطعام وسيلة لا غاية، فافهم هذا حتى تبلغ الغاية؛ قال تعالى: {وكلوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 32]، ﴿ {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 27].
قال مالك بن دينار: مَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ بَطْنُهُ أَكْثَرَ هَمِّهِ، وَأَنْ تَكُونَ شَهْوَتُهُ هِيَ الْغَالِبَةَ عَلَيْهِ[12].
لعله آخر رمضان:
7ـ لمن ابتلى بتعاطي المحرمات من خمر ومخدرات ودخان ومسكرات:
كما صبَرت على هذه المحرمات في النهار، فاصبِر عليها في الليل، فإن رب النهار هو رب الليل، ولأنك لا تعلم متى تُقبض، أبالنهار أم بالليل؟
فاستعنْ بالله على ترك هذا البلاء، فإن النصر صبر ساعة، والفرج قريب، وإن الله مع الصابرين.
لعله آخر رمضان:
8ـ لمن ابتُلي بأكل الحرام، من ربا، ورشوة، وظلم، وتلاعب بالبيع والشراء:
ستقف بين يدي ملكٍ جليل، يحاسبك على الصغير والكبير والنقير والقطمير، ففي حديث أبي برزة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتى يُسْأَلَ عَن أَربع: عَن علمه، مَا عَمِلَ فِيهِ؟ وَعَنْ عُمُرِهِ، فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَ أَبْلاهُ؟» [13].
أُخيَّ، أُخيَّة: هل يسرك أن أهل الإيمان يرفعون أيديهم في صلاة التراويح والقيام، يدعون الله تعالى، ويستغيثون به، ويسألونه من فضله، فيستجيبُ لهم، ويردُّ عليك دعوتك! ففي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى:» {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة: 168]، ثم ذكر الرجل أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغُذِي من حرام، فأنى يُستجاب لذلك؟.
لعله آخر رمضان:
9- لمن ابتلاه الله بقساوة القلب:
أن ينتهز فرصة هذا الشهر الذي تكون فيه للنفوس صَولة، وللقلوب جولة، فيحرِص على ترقيق قلبه، فيصرِفه عن الذنوب التي هي جالبةُ المصائب والخطوب، وحاجبة القلوب عن علام الغيوب.
رأيتُ الذنوب تميت القلوبْ ** وقد يورث الذلَّ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلـوب ** وخيرٌ لنفسك عصيانُهــا
قال الحسن البصري: إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم، قد كبَّلتك الخطايا والذنوب[14].
فليكن لك – يا حبيبي في الله – بين الفينة والفينة، زيارةٌ للمقابر، تأمَّل في أحوال أصحابها، فإن القوم فيها صرعى، والدود في عيونهم يرعى، عن الحديث سكتوا، وعن السلام صمتوا، الظالم بجانب المظلوم، والمنتصر بجانب المهزوم! ذهب الحسن والجمال، والجاه والمال، وبقيت الأعمال، أموات يتجاورون ولا يتزاورون!
سكتوا وفي أعماقهم أخبار ** وجافاهم الأصحابُ والزُّوَّارُ
لعله آخر رمضان:
10- فاتقوا الله في ألسنتكم:
روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يدَعْ قولَ الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدَعَ طعامَه وشرابه».
كان عبيدة السلماني يقول: اتقوا المفطِرَين الغيبةَ والكذب[15].
فليكن رمضان فرصة لأن يتعود الإنسان على حفظ اللسان، فإن من صمت نجا.
إذا لم يكن في السمع مني تصــــــوُّنٌ ** وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمتٌ
فحظي إذًا من صومي الجوع والظمأ ** فإن قلتُ إني صمت يومي فما صمتُ
قال جابر رضي الله عنه: إذا صمت فليصُم سَمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك سواء[16].
لعله آخر رمضان:
11- لمن أسرف على نفسه بالخطايا والموبقات:
فإذا به يسمع الأغنيات، ويشاهد المسلسلات والقنوات الفاضحات، ويعاكس الفتيات، ويرتكب المنكرات، فعليه أن يسارع إلى الإنابة ويبادر إلى الاستقامة، بادِر قبل أن تبادر، فإن لله في كل ليلةٍ عتقاءَ من النار، فاجتهد أن تكون واحدًا منهم.
فإلى متى تعصي وتتمرد
وأقبح من هذا أنك تتعمَّدُ!
ما هذا الأمل لست بمخلدٍ
مَيَّز ما يبقى مما يفنى
ثم اطلب الأجود
[1] الرياض النضرة في مناقب العشرة / محب الدين الطبري.
[2] رواه أبو نعيم في الحلية، وأصله في صحيح البخاري.
[3] تفسير القرطبي.
[4] الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
[5] تفسير ابن كثير.
[6] رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني رحمه الله.
[7] الصلاة وحكم تاركها.
[8] أخرجه أحمد في المسند بسند صحيح.
[9] إغاثة اللهفان: ابن القيم.
[10] أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
[11] أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
[12] غذاء الألباب شرح منظومة الآداب / السفاريني.
[13] رواه الترمذي وصححه الألباني.
[14] نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان / سيد عفاني، نقلاً عن: الحسن البصري لابن الجوزي.
[15] ذم الغيبة والنميمة / ابن أبي الدنيا.
[16] رواه البخاري ومسلم.
Source link