منذ حوالي ساعة
أشاهد الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم وتراجعًا في مستوى التحصيل لديهم وكم يلاقون من قسوة المجتمع داخل المدرسة وداخل الأسرة ولا رحمة ولا هوادة
هذه تحية حقيقية ومن القلب، فمنذ نعومة الأظفار وفي بدايات الدخول في عالم الدراسة والتحصيل وأنا أشاهد الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم وتراجعًا في مستوى التحصيل لديهم وكم يلاقون من قسوة المجتمع داخل المدرسة وداخل الأسرة ولا رحمة ولا هوادة، فهم دائمًا محاسبون أشد الحساب ومعاقبون بدنيًا ونفسيًا، فالمقارنات المستمرة بينهم وبين المتفوقين تقتلهم قتلًا دون أي ذنب اقترفوه، وإنما هو حظهم وقدراتهم المتواضعة التي لا دخل لهم فيها، وتعتبر إحدى أنواع الإعاقات وإن خفت، ونجد الدارس منهم يبذل جهدًا مضاعفًا ليلحق بالركب في حين ينال الثناء والتقدير كله الطالب الذكي الذي لا دخل له هو الآخر في موهبة أعطاها الله إياها
ونحن إذ نؤمن بعدل الله فعلى ثقة أن حساب الفئتين مختلف تمامًا فالله سبحانه بعدله ورحمته لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وقد يكون هذا المتأخر دراسيًا أكرم عند الله لتقوى لديه وحسن خلق، وهذا في حد ذاته يخرجه من دائرة الغباء الحقيقي الذي يتسم به بعض من يوصفون بالعبقرية في أمور دنياهم وهم عن دينهم وربهم في غفلة شديدة وكما وصفتهم الآية الكريمة :” {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} “( الروم:7)
ولذا كانت التحية لهؤلاء الذين تعرضوا لظلم مجتمع وظلم المربين داخل الأسرة وخارجها بالتجريح واللوم وجميع أنواع التهكم والسخرية، وبميزان العدل نجد أنهم هم الضحايا لغباء ذويهم ومعلميهم الذين حاربوا الفطرة السليمة التي تبحث دائمًا عمن يأخذ بيده ويشجعها على إحراز تقدم في حياتهم بالبحث عن جوانب القوة في شخصياتهم والملكات التي يتفردون بها بعيدًا عن الدرس والتحصيل، بل أن كلمة تشجيع في مجالات القصور لديهم قد تحقق لهم نقلة إيجابية في هذه المجالات، وإن لم يتحقق ذلك فنشكر لهم شرف المحاولة، فالجلد والمثابرة والمحاولة تستحق الثناء بل والغبطة لأن ذلك عندما يكون لوجه الله ولصالح المسلمين يكون في ميزان حسنات المرء.
فلو تخيلنا مثلًا رجلين أحدهما يجيد حفظ القرآن فيحفظ ورده ويمضي ليجد وقتا للترفيه والمتعة المباحة والآخر يحتاج ضعف الوقت فلا يجد لمتعته إلا الوقت القليل فنحتسبه عند الله صابرًا وله أجر الصابرين
فرفقًا بالضعفاء أيًا كان نوع ضعفهم والمرء ليس بمنأى عن أي ابتلاء.
Source link