من أقوال السلف في السفر – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

قال الإمام الغزالي رحمه الله: من كان في سفره مطلبه العلم والدين, أو الكفاية للاستعانة على الدين, كان من سالكي سبيل الآخرة

 

                                 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فالسفر سفران, سفر في الدنيا, وسفر إلى الآخرة, فطوبي لمن كان في حال سفره متبعًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر, وكانت أسفاره في الدنيا زادًا لسفره إلى آخرته, قال الإمام الغزالي رحمه الله: من كان في سفره مطلبه العلم والدين, أو الكفاية للاستعانة على الدين, كان من سالكي سبيل الآخرة. وقال: لتكن نيته الأخرة في جميع أسفاره…فلا يسافر إلا إذا كان زيادة دينه في سفره, ومهما وجد قلبه متغيراً إلى نقصان فيقف ولينصرف.

للسلف رحمهم الله أقوال في السفر جمعت بفضل الله وتوفيقه بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • الخوف من بعد وطول سفر الآخرة:

& قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: آه من قلة الزاد, وبعد السفر, ووحشة الطريق.

& بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه, فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: أما إني لا أبكى على دنياكم هذه, ولكني أبكي على بعد سفري, وقلة زادي.

& مرض عامر بن قيس, رحمه الله, فبكي, فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما لي لا أبكي, ومن أحق بالبكاء مني, والله ما أبكي حرصاً على الدنيا, ولا جزعاً من الموت, ولكن لبعد سفري, وقلة زادي, وإني أمسيت في صعود وهبوط جنة أو نار, فلا أدري إلى أيهما أصير.

& قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: واعجباً لخوفهم مع التقوى, وأمنك مع المعاصي

  • التأهب لسفر الآخرة:

& قال الإمام الغزالي رحمه الله: وليتذكر أن سفر الآخرة أطول من هذا السفر, وأن زاده التقوى وأن ما عداه مما يظن أنه زاده يتخلف عنه عند الموت, ويخونه فلا يبقى معه

& قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: من أيقن بطول السفر تأهب للسفر. فالواجب على العاقل أخذ العُدة لرحيله, فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه, فمن أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه فإن بغته الموت رؤى مستعداً وإن نال الأمل ازداد خيراً

& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: أول منازل العبودية: اليقظة. وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين. والله ما أنفع هذه الروعة ! وما أعظم قدرها وخطرها! وما أشدَّ إعانتها على السلوك! فمن أحسَّ بها فقد أحسَّ والله بالفلاح, وإلا فهو في سكرات الغفلة, فإذا انتبه شمر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى وأوطانه التي سُبي منها.

فحيَّ على جنات عدن  فإنها          منازلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل تـــــرى          نعود إلى أوطاننا    ونُســــلَّمُ  

وقال رحمه الله: فإذا انتبه وأبصر أخذ في القصد وصدق الإرادة, وأجمع القصد والنية على سفر الهجرة إلى الله, وعلم وتيقن أنه لابد له منه, فأخذ في أهبة السفر وتعبئة الزاد, والتجرد عن عوائق السفر, وقطع العلائق التي تمنعه من الخروج

  • تذكر سفر الآخرة عند سفر الدنيا:

& قال الإمام الغزالي رحمه الله: وتذكر عند….السفر…السفر للآخرة…فلا ينبغي أن تغفل عن ذلك السفر عند الاستعداد لهذا السفر.

ـــــــــــــــــــ  

  • هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وعبادته فيه:

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: كانت أسفاره صلى الله عليه وسلم دائرة بين أربعة أسفار: سفره لهجرته, وسفره للجهاد وهو أكثرها, وسفره للعمرة, وسفره للحج

*  كان إذا سافر خرج من أول النهار,…وكان يستحب الخروج يوم الخميس.

*  كان هو وأصحابه إذا علوا الثنايا, كبّروا, وإذا هبطوا الأودية سبحوا. 

*  كان إذا ركب راحلته كبّر ثلاثاً, ثم قال: (( «سبحان الذي سخر لنا هذا, وما كنا له مقرنين, وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) ثم يقول: (( اللهم نسألك في سفرنا هذا البرَّ والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا, واطوِ عنا بعده, اللهم أنت الصاحب في السفر, والخليفة في الأهل, اللهم إني أعوذُ بك من وعثاء السفر, وكآبة المُنقلب, وسُوءِ المنظر في الأهل والمال )) وإذا رجع قالهن, وزاد فيهن: ((آيبون تائبون عائدون لربنا حامدون» ))

*  كان إذا ودَّع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: (( أستودع الله دينك, وأمانتك, وخواتيم أعمالك ))

*  كان يكره للمسافر أن يسير بالليل وحده.

*  كان يكره السفر للواحد بلا رفقة.

*  كان يأمر المسافر إذا قضى نهمته من سفره, أن يعجل الأوبة إلى أهله.

*  كان إذا قدم من سفره يُلقى بالولدان من أهل بيته.

*  كان يعتنق القادم من سفره, ويقبله إذا كان من أهله.

*  كان يقول إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل: (( « أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق, فإنه لا يضره شيء حتى يترحل منه» ) )

ــــــــــــــــ

*  كان ينهي المرأة أن تسافر بغير محرم, ولو مسافة بريد.

* جاء إليه رجل وقال: يا رسول الله: إني أريد سفراً فزودني, فقال: (( « زوَّدك الله التقوى» )) قال: زدني. وقال: (( «وغفر ذنبك » )) قال: زدني. قال: (( « ويسر لك الخير حيثما كنت » ))

* قال له رجل: إني أريد سفراً, فقال: (( «أوصيك بتقوى الله, والتكبير على كل شرفٍ» )) فلما ولى, قال: (( «اللهم ازو له الأرض, وهون عليه السفر» ))

*  كان يقصر الرُّباعية فيصليها ركعتين من حين يخرجُ مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة. ولم يثبت عنه أنه أتمَّ الرباعية في سفره البتة,…وكان يجمع إذا جدَّ به السر.  

*  كان من هديه صلى الله عليه وسلم في سفره الاقتصار على الفرض, ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها, إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر, فإنه لم يكن ليدعهما حضراً, ولا سفراً.

*  كان من هديه صلى الله عليه وسلم صلاة التطوع على راحلته, حيث توجهت به, وكان يُومئ إيماءً برأسه في ركوعه وسجوده, وسجوده أخفضُ من ركوعه.

*  كان إذا قدم من سفر, بدأ بالمسجد, فركع فيه ركعتين.

*  كان ينهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً إذا طالت غيبته عنهم.

  • السياحة: السفر في القربات:  

& قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: فسرت السياحة بالصيام, أو السياحة في طلب العلم, وفسرت بسياحة القلب في معرفة الله ومحبته, والإنابة إليه على الدوام, والصحيح أن المراد بالسياحة: السفر في القربات كالحج, والعمرة, والجهاد, وطلب العلم, وصلة الأقارب, ونحو ذلك.

ـــــــــــــــــــــــ

  • السفر لطلب العلم:

&قال سعيد بن المسيب رحمه الله كنتُ لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد

& قال الإمام عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمه الله, قال: سألت أبي رحمه الله, عمن طلب العلم, ترى له أن يلزم رجلًا عنده علم فيكتب عنه, أو ترى أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم ؟ قال: يرحل.  

& قال الإمام ابن مفلح المقدسي رحمه الله: قال الإمام أحمد: لا ينبغي للمريد أن يسافر إلا في طلب علم أو مشاهدة شيخ يُقتدي به.

& قال الإمام الشعبي رحمه الله: لو أن رجلًا سافر من أقصى الشأم إلى أقصى اليمن, فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبله من عمره. رأيت أن سفره لا يضيع

& قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: إن الله تعالى يرفعُ البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث.

& قال الإمام الغزالي رحمه الله: ينوي في دخول كل بلدة أن يرى شيوخها, ويجتهد في أن يستفيد من كل واحد منهم أدباً, أو كلمة لينتفع بها.

& قال الخطيب البغدادي رحمه الله: عن كثير بن قيس قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق, فأتاه رجل فقال: يا أبا الدرداء جئتك من المدينة, مدينة الرسول, لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

& قال الإمام السعدي رحمه الله, في تفسير سورة الكهف: في هذه القصة العجيبة الجليلة…فوائد فمنها: فضيلة العلم, والرحلة في طلبه, وأنه أهم الأمور فإن موسى عليه السلام رحل مسافه طويلة, ولقي النصب في طلبه, وترك القعود عند بني إسرائيل لتعليمهم وإرشادهم, واختار السفر لزيادة العلم على ذلك.

ــــــــــــــــــــــــ

& قال الإمام الغزالي رحمه الله: ويلازم في الطريق الذكر, وقراءة القرآن.   

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: في الذكر نحو من مائة فائد:…الخامسة والستون: أن في دوام الذكر في الطريق, والبيت, والحضر, والسفر, والبقاع, تكثير الشهود للعبد يوم القيامة, فإن البقعة, والدار, والجبل, والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال الله جل وعلا: {﴿ فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ﴾} [النساء:103] بالليل والنهار, في البر والبحر, في السفر والحضر, والغني والفقر, والسقم والصحة, والسرّ والعلانية, وعلى كل حال.

  • من لم يعلم من سفره إلى الحج إلا مشقة السفر ومفارقة الأهل لم يعزم عليه

& قال الإمام جمال الدين القاسمي رحمه الله: من عزم على سفر الحج إلى البيت الحرام, فلم يعلم من سفره ذلك إلا مشقة السفر, ومفارقة الأهل والوطن, ومقاساة الشدائد, وفراق المألوفات, ولا يجاوز نظره وبصيرته آخر هذا السفر ومآله وعاقبته, فإنه لا يخرج إليه, ولا يعزم عليه.

  • السفر إلى مدائن صالح بقصد السياحة والتنزه:

& قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من المخالفات ما يقوم به بعض الناس من الذهاب إلى ديار ثمود, والمعروفة بمدائن صالح, بقصد السياحة والتنزه. بل وترى بعضهم يجلسون فيها الساعات الطويلة, ويتخلل جلوسهم الضحك, وأحاديث اللغو, وهؤلاء يصدق عليهم المثل ” أحشفًا وسوء كيلة ”

وذلك لأن من ذهب إلى مدائن صالح لغير العظة والتفكر فقد وقع في مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

ــــــــــــــــ

  • السفر إلى بلاد الكفار:

& قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: النصيحة بعدم السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الخطر العظيم على الدين والأخلاق

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: عامة الذين يذهبون إلى بلاد الكفر إذا ذهبوا ضعف دينهم لا سيما أولئك الذين يذهبون. على سبيل النزهة والترف, فإنهم يرجعون بأفكار وعقائد وأخلاق وأعمال غير التي ذهبوا بها…ويلحقهم من خسارة الدنيا والآخرة فيخسرون أموالاً طائلة مع ما يلحقهم من خُسران الآخرة.

وقال رحمه الله : أرى أن الذين يُسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط أرى أنهم آثمون, وأن كل قريش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم وإضاعة لمالهم وسيُحاسبون عنه يوم القيامة حين لا يجدون مكاناً يتفسَّحون فيه أو يتنزهون فيه, حين لا يجدون إلا أعمالهم لأن هؤلاء يُضيعون أوقاتهم ويتلفون أموالهم ويفسدون أخلاقهم وكذلك ربما يكون معهم عوائلهم ومن عجب أن هؤلاء يذهبون إلى بلاد الكفر التي لا يسمع فيها صوت مؤذن ولا ذكر ذاكر وإنما يسمع فيها أبواق اليهود ونواقيس النصارى ثم يبقون فيها مدة هم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم فيحصل في هذا شر كثير نسأل الله العافية والسلامة وهذا من البلاء الذي يُحلُّ الله به النكبات.

  • السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم:

& قال العلامة الفوزان: السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ..بدعة.

  • المروءة في السفر:

& قال ربيعة بن أبي عبدالرحمن, رحمه الله: المروءة في السفر: بذل الزاد, وقلة الخلاف على الأصحاب, والمزاح في غير مساخط الله

ــــــــــــــــ

  • السفر لزيارة المقابر والمشاهد والمقامات:

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولو نذر السفر إلى قبر الخليل عليه السلام, أو قبر النبي صلى الله عليه وسلم, أو إلى الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام, أ إلى جبل حراء, الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه وجاءه الوحي فيه, أو الغار المذكور في القرآن, وغير ذلك من المقابر والمقامات والمشاهد المضافة إلى بعض الأنبياء والمشائخ, أو إلى بعض المغارات, أو الجبال, لم يجب الوفاء بهذا النذر, باتفاق الأئمة الأربعة, فإن السفر إلى هذه المواضع منهي عنه, لنهي النبي صلى الله عليه وسلم: (( « لا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد » ))  

وأول من وضع هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور: أهل البدع, من الرافضة ونحوهم, الذين يعطلون المساجد, ويعظمون المشاهد, يدعون بيوت الله التي أمر أن يذكر فيها اسمه, ويعبد الله وحده لا شريك له, ويعظمون المشاهد, التي يشرك فيها ويكذب, ويبتدع فيها دين لم ينزل الله به سلطانًا.

  • الإحسان إلى الرفقة في السفر وخدمتهم:

& قال الإمام مجاهد رحمه الله: صحبت ابن عمر رضي الله عنهما في السفر لأخدمه, فكان يخدمني

& قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: قال لقمان لابنه: يا بني إذا سافرت…فكن لأصحابك موافقًا في كل شيء يُقربك إلى الله, ويباعدك عن معصيته.

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الإحسان إلى الرفقة في السفر أفضل من العبادة القاصرة, لا سيما إن احتاج العابد إلى خدمة إخوانه ,وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك.

ــــــــــــــــــ

  • السفر يسفر عن أخلاق المسافرين:

& قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: كانت العرب تقول: السفر ميزان القوم.

& قال الراعب الأصبهاني رحمه الله: السّفرُ: كشف الغطاء.

  • السفر قطعة من العذاب:

& قال الإمام النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (( « السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه» )) معناه يمنعه كمالها ولذيذها, لما فيه من المشقة والتعب, ومقاساة الحر والبرد, والسري والخوف, ومفارقة الأهل والأصحاب وخشونة العيش.

& قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: في الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة, واستحباب استعجال الرجوع, ولا سيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة, ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا, ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة.

سئل إمام الحرمين: لم كان السفر قطعة من العذاب ؟ فأجاب على الفور: لأن فيه فراق الأحباب.

  • ترك السفر من أجل الأحباب:

& قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: أراد أعرابي سفرًا فقال لأمراته:

عُدي السنين لغيبتي وتصبري     وذري الشهور فإنهن قصـــار

فأجابته:

أذكر صبابتنا إليك وشوقنا        وأرحم بناتك إنهن صغــــار

فأقام وترك السفر.

ــــــــــــــــــ                        كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *