فلقد اطلعت على مقال بعنوان: «روايات صوم عاشوراء.. نقاش هادئ» يثير فيه الكاتب العديد من التساؤلات أو الشبهات حول يوم عاشوراء المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام النبيين، وبعد:
فلقد اطلعت على مقال بعنوان: «روايات صوم عاشوراء.. نقاش هادئ» يثير فيه الكاتب العديد من التساؤلات أو الشبهات حول يوم عاشوراء المبارك، فأحببت أن أدلي بدلو في الرد عليه مما ذكره أهل العلم الثقات، واجتهدت في إزالة اللبس الذي ساقه الكاتب راجيا من الله تعالى أن يكون التوفيق قد حالفني، وأكون قد أزلت بعضا من شبهات تذكر في كثير من المواقع الالكترونية لكي يكون المسلم الصادق على بينة من أمرة واعتزاز بدينه.
يقول الكاتب:
لا ريب أنه موضوع مزعج، ذلك الذي يصادم تصورات وأفكار، أطبق عليها الكبير والصغير، والعامي والعالم، والملتزم والمفرط.
يوم عاشوراء من الأعمال التي تتنزل في عرفنا الديني منزلة الواجبات وربما الفرائض، يتحدث عن فضله كل من أكرمه الله بالشهادتين، دون دراسة كافية لما ورد فيها من أثر أو خبر، سوى (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) والعاقل لا يُقْدِمُ على فعلٍ: عملًا أو تركًا، أو رأيٍ: قبولا أو رفضا حتى يختبر دليله وحجته، فإن ظهرت له صحته أقبل عليه، أو بطلانه فيعرض عنه.
من ذلك ما يمر بنا في مفتتح كل عام هجري من أحاديث تتعلق بفضيلة يوم العاشر من المحرم تاريخا، وبفضله صياما، وعلى الرغم من كراهتي لمناقشة أمر أطبقت جموع كثيرة على قبوله، والعمل به إلا أنه كلما عرضت لي مجموعةُ الروايات التي تتحدث عن هذا الفضل، وتلكم الفضيلة ثارت في النفس علامات من الاستفهام مؤرقة! هي علامات تستحق الطرح، وتستوجب النقاش، فلعي مخطئ في تصور، منحرف في نظرتي، مجاف للصواب في تقديري.
أناقش روايات صوم عاشوراء راجيا أن يناقش مقالتي كل قادر بصدر رحب منشرح، وفكر موضوعي غير متعصب، لعل الله يفتح لنا طريقا للصواب. وللامتثال للحق أولى من التمادي في اعتناق ما لم يثبت.
أولا / لم تخل روايات العاشر من المحرم من التناقض العجيب المزلزل فيما بينها، فعلى حين تذكر عمدة الروايات (عن ابن عباس) كما روى البخاري «عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»
وفي رواية: ” فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه”. وفي رواية أخرى: ” فنحن نصومه تعظيماً له”.
فالرواية تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له سابق علم بهذا اليوم لا معرفة ولا عملا، وأنه لم يلق له بالا إلا وقتما رأى أفراح اليهود في المدينة، فلما سأل أجبوه بأنه يوم صالح …، وهنا تأتي روايات أخر تثبت أن أهل الجاهلية كانت تعلمه، وأنها صامته، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه، ففي رواية أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها: ” أن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية حتى فرض رمضان، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من شاء فليصمه، ومن شاء فليفطره”. وفي رواية للبخاري: ” كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوماً تستر فيه الكعبة.”.
والحقيقة أنها روايات ملغزة بصورة عنيفة، فما معنى أن قريشا كانت تصومه في الجاهلية حتى فرض رمضان ؟!! أيعني ذلك أن صيامه امتد من الجاهلية للسنة الثانية من الهجرة سنة فرض صيام رمضان، وأن رسول الله كان حريصا عليه، متابعا لصيامه كعادة قريش صيامه؟ فإن كان المعنى هكذا (ولا نستطيع أن نستنبط معنى غيره) فالسؤال سؤلان: ما علة صيام قريش ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإن كانت العلة (يوم صالح نجى الله فيه موسى) فما الداعي للسؤال عن أفراح اليهود في ذلك اليوم، إذ إنه معلوم مسبقا!
وللرد نقول:
قال في المنتقى شرح الموطأ: اختلفت الأحاديث في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء في سبب ذلك فروى يحيى عن مالك أن قريشا كانت تصومه في الجاهلية وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصومه في الجاهلية وروي عن عبد الله بن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا يوم صالح هذا يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى عليه السلام فقال أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه ويحتمل أن تكون قريش تصومه في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن يبعث فلما بعث ترك ذلك فلما هاجر وعلم أنه كان من شريعة موسى عليه السلام صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان نسخ وجوبه
وقال في شرح سنن أبي داود لعبد المحسن العباد: ويوم عاشوراء هو يوم العاشر من شهر الله المحرم، وكان يوماً معظماً عند اليهود، وكذلك قريش كانوا يصومونه في الجاهلية، والنبي صلى الله عليه وسلم صامه معهم في الجاهلية قبل أن ينزل عليه الوحي، وكان صلى الله عليه وسلم يتعبد ويتحنث قبل أن يبعث، وهذا من تعبده وتحنثه فمن تعبده صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث أنه كان يصوم يوم عاشوراء، ولما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، وجاء في بعض الأحاديث أنه وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال: (ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فصامه شكراً لله، فنحن نصومه. فقال عليه الصلاة والسلام: نحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه). ثم إنه بعد ذلك أرشد إلى مخالفة اليهود في الصيام، بأن يصام معه يوم قبله أو يوم بعده، والأحاديث جاءت واضحة جلية في صيام التاسع مع العاشر، واختلف العلماء: هل كان صيامه قبل أن يفرض رمضان واجباً أم أنه كان مستحباً؟ فمن العلماء من قال بأنه كان فرضاً، وأنه لما فرض رمضان ترك وجوبه وبقي على الاستحباب، ومنهم من قال: إنه على الاستحباب من أصله إلا أنه كان متأكداً أكثر، ثم بعد ذلك بقي على التأكد، ولكنه ليس كالأول. فصيامه من آكد الصيام وأفضله، بل هو أفضل يوم يصام بعد يوم عرفة؛ لأنه قد جاء في الحديث أن صيام عرفة يكفر السنة الماضية والآتية، وأما يوم عاشوراء فيكفر السنة الماضية، وهذا يدل على فضله وعلى عظم شأن صيامه.
وقال الباجي يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث ترك صومه فلما هاجر وعلم أنه من شريعة موسى صامه وأمر بصيامه وكل منهما يقتضي الوجوب ثم نسخ بقوله ( فلما فرض رمضان ) أي صيامه في السنة الثانية في شهر شعبان ( كان هو الفريضة )
يقول الكاتب:
ثم ما صلة قريش بنجاة موسى وبني إسرائيل؟! وإن لم تكن علة (هكذا تعظيم وصيام بلا علة!) فالخبر من أصله يحتاج إلى نظر
وللرد نقول
قال الزرقاني: يحتمل أنهم اقتدوا في صيامه بشرع سالف ولذا كانوا يعظمونه بكسوة الكعبة فيه لكن في المجلس الثالث من مجالس الباغندي الكبير عن عكرمة أنه سئل عن صوم قريش عاشوراء فقال أذنبت قريش في الجاهلية فعظم في صدورهم فقيل لهم صوموا عاشوراء يكفره
يقول الكاتب:
ثم إن خرجنا من تناقض الروايتين (عدم العلم به أو العلم ) وتمسكنا برواية ابن عباس التي تؤرخ لصيام عاشوراء بقدوم النبي المدينة ورؤيته صلى الله عليه وسلم أفراح اليهود، نجد في حواشي الروايات أمرا مزعجا لا يمكن قبوله بحال وهو: كيف تُقْبِل الأمة على عمل مصدره اليهود، دعك من صراعات الأمم، وَمَنْ يتلقى عن مَنْ، فاليهود ذوو تاريخ محرف، تمثل في تحريف التوراة، وأن الأخذ عنهم منهي عنه شرعا وعقلا، فمن يدرى، لعله تحريف من تحريفاتهم، وضلالة من ضلالاتهم،
وللرد نقول:
في كشف المشكل من أحاديث الصحيحين لابن الجوزي: اعلم أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يتبع طريق الأنبياء فيما لم يشرع له مثله أو خلافه لأن الله تعالى قال «{فبهداهم اقتده}» [الأنعام:90] فصام عاشوراء قبل فرض رمضان لأنه لما قدم المدينة لم يكن عليه فرض رمضان وإنما قدم في ربيع الأول فأقام إلى أن جاء عاشوراء فرآهم يصومونه فصامه فلما جاء شعبان من السنة الثانية من الهجرة فرض رمضان فصامه وترك عاشوراء فبان من هذه أنه عليه السلام صام تسع رمضانات.
يقول الكاتب:
ثم لما اشتكى الصحابة من مغبة تقليد اليهود، أتت رواية في غاية الأهمية تكمل النص الآمر بصومه وهي رواية ابن عباس أيضا (عند مسلم) قال: ” حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام القابل -إن شاء اللَّه -صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم” وهي رواية قاصمة، فعلى حين تثبت الرواية الأولى أن سؤال النبي صلى الله كان وقت قدومه المدينة، تنص هذه الرواية على أن شيئا مما ذكرت سابقا حاك في صدور صحابته صلى الله عليه وسلم من التَّماس مع اليهود، فأمر بصيام يوم التاسع، لكنه لم يدرك صلى الله عيه وسلم، أي أن هذا الكلام كان في العام العاشر عام موته، ولم يكن حال قدومه، وهو تناقض عجيب يذهب بالروايتين معا .
وللرد نقول:
قال في التمهيد لابن عبد البر: وروى وكيع عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن غنام عن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع” ذكره ابن أبي شيبة وغيره عن وكيع وروى ابن وهب عن يحيى بن أيوب أن إسماعيل بن أمية حدثه أنه سمع أبا غطفان يقول سمعت عبد الله بن عباس يقول حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم يعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإذا كان العام المقبل صمنا التاسع” فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي هذا دليل على أنه كان يصوم العاشر إلى أن مات ولم يزل يصومه حتى قدم المدينة وذلك محفوظ من حديث ابن عباس وفي مواظبته على صيامه دليل على فضله والله أعلم
والآثار عن ابن عباس في هذا الباب مضطربة مختلفة ولكن ما ذكره ابن وهب ووكيع أصح من حديث زيد العمي ومن حديث الحكم بن الأعرج والله أعلم
يقول الكاتب:
ناهيك عن لفظ غريب ورد في الرواية هو (النصارى) في قولهم (يوم تعظمه اليهود والنصارى) فالنصارى (قطعا) لا يعظمون هذا اليوم!
وللرد نقول:
قال في شرح المشكاة: وقد استشكل ذكر النصارى بأن التعليل بنجاة موسى وغرق فرعون المذكور في حديث ابن عباس الآتي في الفصل الثالث يختص بموسى واليهود، وأجيب باحتمال أن يكون عيسى كان يصومه، وهو مما لم ينسخ من شريعة موسى لأن كثيراً منها ما نسخ بشريعة عيسى لقوله تعالى {{ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم}} [آل عمران: 50] ويقال إن أكثر الأحكام الفرعية إنما تتلقاها النصارى من التوراة.
يقول الكاتب:
ثانيًا: مسألة ثانية في روايات عاشوراء، وفي الأمر بصومه تسترعي الانتباه وتستوجب النظر، ألا وهو توقيت دخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فشأن هذه الرواية يلزم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المدينة في العاشر من شهر الله المحرم، وأن هذا التاريخ وافق عيدا من أعياد اليهود، وهو يوم نجاة سيدنا موسى وهلاك فرعون (هذا منطوق الروايات)، وهذا مناقض تماما لما استقرت عليه دراسة هذه الفترة من الناحية التاريخية، فالروايات الصحيحة قطعت بان الهجرة النبوية الشريفة حدثت في شهر ربيع الأول وليس في شهر غيره، جاء في ” تاريخ الطّبري “: كان مقدم من قدم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للبيعة من الأنصار في ذي الحجّة، وأقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعدهم بمكّة بقيّة ذي الحجّة من تلك السنة والمحرّم وصفر، وخرج مهاجرا إلى المدينة في شهر ربيع الأوّل، وقدمها يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت منه “اهـ. وكذا قال ابن كثير رحمه الله في ” الفصول في سيرة الرسول ” ولكنّ الوهم سرى في أوساط المسلمين من أجل: أنّ الصّحابة رضي الله عنهم لمّا أرادوا التّأريخ، اختاروا السّنة التي هاجر فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم يأخذوا الشّهر الّذي هاجر فيه -وهو ربيع الأوّل -بعين الاعتبار” وهكذا رواه ابن سعد في الطبقات والواقدي، وحكاه ابن إسحاق ونص على أنه المشهور، الذي عليه الجمهور. وهذه التواريخ تنسف تماما فكرة صوم عاشوراء، وأنه مروي صوم بها.
وللرد نقول:
موضوع التوقيت هذا فيه نظر لأن رواية البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وهذا ليس بتصريح أنه أول يوم قدومه المدينة
ورواية مسلم «عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»
وليس فيها التصريح بأول يوم هجرته ومقدمه المدينة
يقول الكاتب:
ثالثا: هاهم اليهود إلى جوارنا لم نسمع يوما أنهم يصومون يوم (عاشوراء) الذي نجى الله فيه موسى من فرعون، بل المعروف تاريخيا أن لليهود عيدا يسمى عيد (الفصح) أو عيد الفطير أكبر الأعياد اليهودية وبه تبدأ سنتهم الدينية. يعتقدون أنه يومٌ دخل فيه موسى مصر ونجى من فرعون، وهو أسبوع كامل، والغريب أنهم لا يصومون، بل يأكلون ويشربون ويلهون! وهو في مقدم أبريل ميلاديا، على حين أن مقدم النبي صلى الله عليه وسلم ميلاديا كان في أخر يقول بصالح العجيري حيث يقول في تحقيقاته القيّمة بالحساب الفلكي الموثوق، فإن هجرة المصطفى سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كانت يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة 1 هجرية المصادف 20 سبتمبر سنة 622ميلادي
وللرد نقول:
وهذا أيضا لا تقوم به حجة فالمعلوم أن تحريف الدين وتبديل الشرائع من سمة اليهود والنصاري وليس ما يحدث الآن من التبديل ليس بمستبعد خاصة مع طول الزمان فيما يصل إلى 1400 عام مضت.
يقول الكاتب:
رابعا: ثمة مبالغة شديدة في روايات صوم ذلك، وتعظيم هذا الصوم لدرجة إجبار الصغار الذين لم يفرض عليهم صوم ولا صلاة ولا شهادة على صومه، بل وأمر من كان صائما فليتم صومه، ومن كان مفطرا فليتم يومه، بل وَتُصَوِّرُ الرواية مسجد النبي صلى الله عليه وسلما يتسع للرجال والنساء والأطفال الذين تلهيهم أمهاتهم في المسجد ليتموا صيامهم، فعن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي اللَّه عنها قالت: “أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : من كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان مفطراً فليتم بقية يومه، فكنّا بعد ذلك نصومه، ونصوِّمه صبيانا الصغار، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه، حتى يكون الإفطار” وعن محمد بن صيفي رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: “ « أمنكم أحد أكل اليوم، فقالوا: منا من صام، ومنا من لم يصم، قال: فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل العَروض فليتموا بقية يومهم» “. [أخرجه النسائي]
فهل يعقل أن يكون كل هذا التحفيز في يوم مصدره شريعة اليهود المحرفة (إذا أخذنا بذلك) ولا يكون مثله أو نصفه ليوم عرفة مثلا، (فما بالك وكل ذلك لا يمكن ثبوته!) أم أنَّ في الصورة ظلا مخفيًّا لا نراه. الله المستعان!
وللرد نقول:
لكن إجماع الأمة على سنية صوم عاشوراء وأن كل النصوص السالفة تحوم حول أهميته ومكانته عند الله تعالى لا على فرضيته، ومصدر التعظيم من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وليس من شريعة اليهود كما يعتقد الكاتب
هذا ما تيسر لي والحمد لله في الأولى والآخرة
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
Source link