بيئات التدريب التشاركية تتيح فرصة إشراك المتدربين في الأنشطة الإبداعية وبناء المقررات التدريبية
الحمد لله رب العالمين
بيئات التدريب الإلكترونية اليوم من أهم بيئات التدريب إن لم تعد أهمها على الإطلاق لما توفره من وقت وجهد وبدائل للخبرات وتواصل مستمر، وتجاوز لحدود الزمان والمكان، ويمثل التدريب التشاركي بأنماطه المختلفة نوع من أنواع التدريب الإلكتروني الذي يتميز بتشارك المتدربين في إنجاز المهام وتعاونهم في الفهم والتطبيق.
أشار محمد عطية خميس،(2003) إلى أن التدريب الإلكتروني التشاركي عبارة عن أحد أنماط التدريب التي يعمل فيها المتدربون معًا في مجموعات صغيرة، يتم فيها التشارك في إنجاز مهام محددة أو الوصول إلى تحقق أهداف تدريبية مشتركة وفقًا لاستراتيجيات التشارك.
ويؤكد مصطفى السيد، (2016) أن بيئات التدريب التشاركية تتيح فرصة إشراك المتدربين في الأنشطة الإبداعية وبناء المقررات التدريبية، وتقدم عوامل تحفيز وتدريب نشط، كما تساعد أدوات التشارك الإلكترونية عبر الويب على تبادل الأفكار بين المتدربين مما يقوي جوانب الإبداع الفردي الناتج عن انتقال خبرات وأفكار من الأقران عبر أدوات التواصل الإلكترونية، كما تساعد التغذية الراجعة في التدريب التشاركي على تنيمة المعارف والمهارات ورفع الثقة بالنفس وإكساب مهارات تواصل لدى المتدربين.
وتشير سوزان الشحات، (2020) إلى أن المتدرب في بيئات التدريب التشاركية يقوم بالعديد من عمليات البحث عن المعلومة وتجميعها مع غيرها من معلومات وتنظيمهم ثم مشاركتهم مما يتطلب إعدادًا جيدًا للمدرب الذي سيقوم بتدريب هذه النوعية من المتدربين، حيث يجب أن يصل بهم إلى درجات عالية من الإتقان لمهارات جديدة يصل فيها المتدرب بمفرده إلى بناء المعارف وأداء المهارات،حيث لم يعد دور المعلم في الوقت الحاضر هو دور المحتكر للمعارف والناقل لها بل أصبح مرشدًا وموجهًا ومشاركًا يقدم الدعم والمساعدات ويشير إلى مصادر التعلم المتاحة.
وقد أكدت نتائج دراسة مصطفى السيد،(2016) فاعلية تصميم بيئة تعلم تشاركي في تنمية مفاهيم محركات البحث عبر الويب ومعتقدات الكفائة الذاتية لدى عينة من طلاب كلية التربية بدمياط.
كما أثبتت نتائج دراسة سحر عبد العزيز،(2017) فاعلية برنامج في التعليم التشاركي قائم على تطبيقات الويب2 في تنمية مهارات إدارة المشروعات الصغيرة وتكوين اتجاهات إيجابية لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية.
وأثبتت نتائج دراسة أسماء جمال،(2019) فاعلية بيئة قائمة على التعلم التشاركي عبر الويب في تنمية مفاهيم تكنولوجية، وقيم المواطنة الرقمية لدى عينة من طالبات الصف الثاني الإعدادي بقطاع غزة.
وأثبتت نتائج دراسة مها الصباغ،(2018) وجود أثر لاستخدام استراتيجيات التعلم الإلكتروني التشاركي وأدواته في تنمية مهارات إنتاج المحتوى الإلكتروني لدى عينة من طلاب قسم علم المعلومات بجامعة عجمان.
كما أثبتت نتائج دراسة أحمد صادق،(2019) فاعلية بيئة تعلم إلكتروني تشاركية قائمة على النظرية الاتصالية في تنمية مهارات الحوسبة السحابية لدى عينة من طلاب كلية التربية.
بعض الأسس النظرية لبيئات التدريب الإلكتروني التشاركية:
أكد أكد Bestrom,(2005) أن التدريب التشاركي له مباديء تتماشى مع الأسس النظرية لعدة نظريات أهمها:
أ – النظرية البنائية: هي النظرية التي تجعل من المتدرب محورًا للتدريب يبني ما يتعلمه ذاتيًا من خلال تفاعلاته مع المجتمع والبيئة التدريبية والمدربين والأقران، وتهتم النظرية بعقل المتدرب والعمليات التي يقوم بها وتوجهه إلى التجريب والاكتشاف للوصول إلى مستوى معرفي مرتقع قائم على تبادل الخبرات مع المجتمع وبيئة التدريب.
واستفاد منها البحث الحالي في جعل أخصائي تكنولوجيا التعليم محوراً للتدريب بحيث يبني ما يتدرب عليه من خلال تفاعلاته مع البيئة التدريبية والأقران ورفع مستواه المعرفي من خلال تبادل الخبرات داخل بيئة التدريب الإلكتروني التشاركي.
ب – النظرية الاتصالية: أشار Siemens, ( 2004 ) إلى أن نظريته تقوم على مفهوم عمل الشبكات إذ تتكون الشبكة من مجموعة من العقد التي ترتبط فيما بينها بوصلات، وتمثل العقد المعلومات بشتى صورها سواء نص او صورة أو فيديو أو صوت، بينما تمثل الوصلات عمليات التعلم والتدريب التي تربط تلك العقد لتتكون شبكة منظمة من المعلومات والمعارف.
وقد تبنى البحث الحالي بناء البيئة التدريبية التشاركية في ضوء النظرية الاتصالية لحداثتها ولمطابقة مفهومها وتماشيه مع مبادي ومعايير تصميم بيئات التدريب الإلكتروني التشاركية التي تقوم عمليات التعليم والتدريب داخلها من خلال عمليات اتصال تزامنية وغير تزامنية عبر شبكات الإنترنت وأدوات التدريب الإلكتروني الحديثة القائمة على تبادل المعارف والخبرات وتنمية المعارف والمهارات وبناء الاتجاهات عبر التواصل التزامني واللاتزامني من خلال الشبكات وتمثل عمليات التعليم والتدريب وصلات تتجه بالمتعلم والمتدرب نحو المعارف والمهارات وبنائها في شبكة قوية متواصلة من الخبرات التعليمية والتدريبية.
د. محمد أحمد علي درويش
______________________________
المراجع العربية:
أحمد صادق.(2019). فاعلية بيئة تعلم إلكترونية تشاركية قائمة على النظرية الاتصالية لتنمية مهارات الحوسبة السحابية لدى طلاب كلية التربية، مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، 17، (1) ،ص ص 197-222.
أسماء جمال.(2019). فاعلية بيئة الفصول المنعكسة القائمة على التعلم التشاركي عبر الويب في تنمية بعض المفاهيم التكنولوجية وقيم المواطنة الرقمية لدى طالبات الصف الثامن الأساسي بمحافظات غزة، رسالة ماجستير، كلية التربية.الجامعة الإسلامية بغزة.
سحر عبد العزيز.(2017). برنامج في التعليم الإلكتروني التشاركي قائم على تطبيقات الويب2 لتنمية بعض مهارات إدارة المشروعات الصغيرة والاتجاه نحو العمل الحر لدى طلاب المدارس الثانوية التجارية، رسالة ماجستير، كلية التربية جامعة قناة السويس.
سوزان الشحات.(2020).معايير تصميم التعلم التشاركي الإلكتروني المتمايز لدى ظلاب تكنولوجيا التعليم، مجلة دراسات في التعليم الجامعي، (46) ، ص ص 131-164.
محمد عطية خميس.(2003).منتوجات تكنولوجيا التعليم، القاهرة:دار الكلمة.
مصطفى السيد.(2016). فاعلية تصميم بيئة تعلم تشاركي في تنمية مفاهيم محركات بحث الويب غير المرئية ومعتقدات الكفاءة الذاتية لدى طلاب كلية التربية، المجلة العلمية بجامعة دمياط،1،(70)، 83-196.
مها الصباغ.(2018). أثر استخدام استراتيجيات التعلم الإلكتروني التشاركي وأدواته في تنمية مهارات إنتاج المحتوى الإلكتروني لدى طلاب قسم علم المعلومات.مجلة عجمان للدراسات والبحوث،17، (1)، ص ص 60-89.
المراجع الأجنبية
Bistrom,J.(2005).Peer-to-Peer Networks as Collaborative Learning Environments:Hesinki University of Technology,Finland.
Siemens, G. ( 2004 ). Connectivism: A learning theory for the digital age, International Journal of Instructional Technology and Distance Learning,2(2).pp 2-11.
Source link