سب وشتم بين طلبة العلم أنصاف المتعلمين بسبب الانتماءات، وسب وشتم في القنوات الفضائية بين الصغير والكبير بلا تقدير لمنازل الناس ؛ كأنَّ القوم غير مسلمين. ومن ضلال المرء أن ينظِّر لضلالهِ من القرآن والسنة. فرق عظيم جدا أن تعرف الحق وأن تعمل به . اقتباس من الموسوعة الأخلاقية في موقع الدرر السنية تحت مادة السب والشتم.
1- أن يعلَمَ أنَّ اللهَ سبحانَه نهى عن السَّبِّ والشَّتمِ، وحذَّر منهما، فيحرِصَ على اجتِنابِ ما نهى اللهُ سبحانَه عنه.
2- أن يعلَمَ أنَّ كُلَّ ما يقولُ مُحصًى عليه، وسيُسألُ عنه يومَ القِيامةِ، نظَر بعضُ السَّلفِ إلى رجُلٍ يسُبُّ آخَرَ في كلامٍ جرى بَينَهما، فقال: يا هذا، إنَّك تُملي على حافِظَيك كتابًا، فانظُرْ ما تقولُ .
2- أن يعلَمَ أنَّ السَّبَّ مِفتاحُ الشَّرِّ وبابُ الفُحشِ مِن القولِ، والمُؤمِنُ ينبَغي أن يصونَ لِسانَه عنه.
3- أن يعلَمَ أنَّه بسبِّه وشَتمِه لغَيرِه يُعرِّضُ نَفسَه للسَّبِّ والشَّتمِ، فيُجازى بمِثلِ ما قال مِن القولِ القبيحِ، والعاقِلُ لا يُحِبُّ لنَفسِه ذلك، يُروى أنَّ عَمرَو بنَ كُلثومٍ لمَّا حضَرَته الوَفاةُ -وقد أتَت عليه خمسونَ ومائةُ سنةٍ- جمَع بَنيه، فقال: (يا بَنيَّ، قد بلغْتُ مِن العُمرِ ما لم يبلُغْه أحدٌ مِن آبائي، ولا بُدَّ أن ينزِلَ بي ما نزَل بهم مِن الموتِ، وإنِّي واللهِ ما عيَّرْتُ أحدًا بشيءٍ إلَّا عُيِّرْتُ بمِثلِه؛ إن كان حقًّا فحقًّا، وإن كان باطِلًا فباطِلًا. ومَن سبَّ سُبَّ؛ فكُفُّوا عن الشَّتمِ؛ فإنَّه أسلَمُ لكم، وأحسِنوا جِوارَكم يَحسُنْ ثَناؤُكم) .
4- أن يعلَمَ المسبوبُ أنَّ تَركَ الرَّدِّ على السَّابِّ بسبٍّ مِثلِه مَدعاةٌ لكفِّه عن سبِّه؛ رُوِي عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أنَّه إذا أذاك إنسانٌ وشتَمك ونسَبك إلى القبيحِ، تقولُ له: إن كنْتَ صادِقًا فغفَر اللهُ لي، وإن كنْتَ كاذِبًا فغفَر اللهُ لك .
5- أن يعلَمَ أنَّ الأخَ مِن شأنِه أن يوصِلَ إلى أخيه النَّفعَ، ويكُفَّ عنه الضَّررَ، والسَّبُّ والشَّتمُ ضَررٌ مُؤكَّدٌ، فيحرِصَ ألَّا يوصِلَ إلى أخيه منه شيئًا.
6- أن ينظُرَ في عواقِبِ سبِّه وشَتمِه، ويعلَمَ أنَّه ولو كان حامِلُه على السَّبِّ الغَيرةَ على محارِمِ اللهِ ربَّما أدَّى السَّبُّ لمُنكَرٍ أعظَمَ، فيتفطَّنُ لذلك.
7- أن يعلَمَ أنَّ إثمَ السَّبِّ يقعُ على مَن سبَّ أوَّلًا، فيحرِصَ ألَّا يبدَأَ بسبِّ أحدٍ أو شَتمِه.
8- أن يعلَمَ أنَّ عَفوَه وصَفحَه وتَركَه الانتِصارَ ممَّن سبَّه وشَتمَه تسامُحًا أعظَمُ لأجرِه عندَ اللهِ.
9- أن ينظُرَ في سِيَرِ الأنبِياءِ والصَّالِحينَ، ويتأمَّلَ حِلمَهم وصَبرَهم معَ ما تعرَّضوا له مِن السَّبِّ والشَّتمِ وأنواعِ الأذى كافَّةً، فيجعَلَهم قُدوةً له.
ومِن ذلك:
– عن الأصمَعيِّ قال: بلَغني أنَّ رجُلًا قال لآخَرَ: واللهِ لئن قلْتَ واحِدةً لتسمعَنَّ عَشرًا، فقال له الآخَرُ: لكنَّك إن قلْتَ عَشرًا لم تسمَعْ واحِدةً!
قال: وبلَغني أنَّ رجُلًا شتَم عُمرَ بنَ ذَرٍّ، فقال له: يا هذا، لا تُغرِقْ في شَتمِنا، ودَعْ للصُّلحِ مَوضِعًا؛ فإنِّي أمَتُّ مُشاتَمةَ الرِّجالِ صغيرًا، ولن أحييَها كبيرًا، وإنِّي لا أكافِئُ مَن عصى اللهَ فيَّ بأكثَرَ مِن أن أُطيعَ اللهَ فيه) .
– وشتَم رجُلٌ الشَّعبيَّ، فقال له: إن كنْتَ صادِقًا فغفَر اللهُ لي، وإن كنْتَ كاذِبًا فغفَر اللهُ لك .
– وقيل: إنَّ الأحنَفَ سبَّه رجُلٌ وهو يُماشيه في الطَّريقِ، فلمَّا قرُب مِن المنزِلِ وقَف الأحنَفُ، وقال له: يا هذا، إن كان قد بقِي معَك شيءٌ فهاتِ، وقُلْه هاهنا؛ فإنِّي أخافُ أن يسمَعَك فِتيانُ الحيِّ فيُؤذوك، ونحن لا نُحبُّ الانتِصارَ لأنفُسِنا .
– وقال سعيدُ بنُ العاصِ: (ما شاتَمْتُ أحدًا مذْ كنْتُ رجُلًا؛ لأنِّي لا أشاتِمُ إلَّا أحدَ رجُلَينِ: إمَّا كريمٌ فأنا أحَقُّ أن أحتمِلَه، وإمَّا لئيمٌ فأنا أَولى أن أرفَعَ نَفسَه عنه) .
– وعن المُثنَّى بنِ الصَّبَّاحِ قال: (لبِث وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ أربعينَ سنةً لم يسُبَّ شيئًا فيه الرُّوحُ) .
– وقال عاصِمُ بنُ أبي النَّجودِ: (ما سمعْتُ أبا وائِلٍ سبَّ إنسانًا قطُّ ولا بَهيمةً) .
– وذكَروا في ترجمةِ النَّوَويِّ أنَّه كان غزيرَ الدَّمعةِ، كثيرَ الصَّمتِ، حافِظًا لِسانَه أشَدَّ الحِفظِ، غاضًّا للطَّرْفِ، طويلَ الفِكرةِ، حَسنَ الأخلاقِ جدًّا، إذا آذاه أحدٌ يقولُ له: يا مُبارَكَ الحالِ .
10- أن يسألَ اللهَ سبحانَه، ويَستعيذَ به مِن شرِّ اللِّسانِ وشرِّ آفاتِه.
Source link