إلى أهلنا في فلسطين: وبشر الصابرين – أبو الهيثم محمد درويش

وبدلاً من تثبيت الأمة لأهل فلسطين، ونصرتهم والتعاون معهم على عدوهم، نجد اللوم تارة والتثبيط تارة والخيانة تارات.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

رباط بين المقدس وأكنافه رباط شريف مقدس مبارك، ومع اشتداد وطأة الأذى الواقع على أهلنا في فلسطين وغزة نرى بطولات تسطر بمداد من الدماء والأشلاء والثبات والصبر واليقين بنصر الله وبأجر الرباط والجهاد في سبيل الله.

وبدلاً من تثبيت الأمة لأهل فلسطين، ونصرتهم والتعاون معهم على عدوهم، نجد اللوم تارة والتثبيط تارة والخيانة تارات.

وكان أقل الواجب أن نبشرهم بجزاء الصبر والصابرين.

قال تعالى:

{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة: 155-157).

قال الإمام السعدي في التفسير:

وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب, فحبس نفسه عن التسخط, قولا وفعلا, واحتسب أجرها عند الله, وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له, بل المصيبة تكون نعمة في حقه, لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها, فقد امتثل أمر الله, وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.

فالصابرين, هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة, والمنحة الجسيمة، ثم وصفهم بقوله: { { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} } وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره. { { قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ} } أي: مملوكون لله, مدبرون تحت أمره وتصريفه, فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها, فقد تصرف أرحم الراحمين, بمماليكه وأموالهم, فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد, علمه, بأن وقوع البلية من المالك الحكيم, الذي أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك, الرضا عن الله, والشكر له على تدبيره, لما هو خير لعبده, وإن لم يشعر بذلك، ومع أننا مملوكون لله, فإنا إليه راجعون يوم المعاد, فمجاز كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا, لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله, وراجع إليه, من أقوى أسباب الصبر. أ هـ

قال ابن تيميّة -رحمه الله تعالى-: (قد ذكر الله الصّبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعا. وقرنه بالصّلاة في قوله تعالى: {{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ}} (البقرة: 45) ، وجعل الإمامة في الدّين موروثة عن الصّبر واليقين بقوله: {{وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ}} (السجدة: 24). 

 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

وما توفيقي إلا بالله – طريق الإسلام

ما أعظم أن يسير المرء في طريق الخير، ويستقيم عليه، وترعاه عناية الله في كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *