«يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ الـمُؤَذِّنُ إلاَّ فِي (حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ وَحَيَّ عَلَى الفَلاَحِ) فَيَقُولُ: (لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ)»
– أذْكَارُ الأَذَانِ
«يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ الـمُؤَذِّنُ إلاَّ فِي (حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ وَحَيَّ عَلَى الفَلاَحِ) فَيَقُولُ: (لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ)»
فالحديث المتفق عليه الذي أشار إليه المصنف؛ هو قوله: «(إذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الـمُؤَذِّنُ)»
وهو من حديث أبي سعيد الخدري .
وأما الحديث الذي ذُكر فيه الحيعلة والتفصيل؛ فهو من رواية مسلم وهو قوله: ( «إذا قال: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة)» .
من حديث عمر بن الخطاب
قوله: (إذا سمعتم النداء) أي: الأذان.
قوله: (ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله) أي: ثم قال المؤذن.
قوله: (قال: أشهد أن لا إله إلا الله) أي: قال أحدكم.. إلى آخره.
قوله: (حي على الصلاة) أي: هلموا إليها.
قوله: (حي على الفلاح) أي: أسرعوا إلى الفوز والنجاح والنجاة.
قوله: (من قلبه) أي: خالصاً مخلصاً من قلبه، ودل هذا على أن الأعمال يشترط لها الإخلاص، ولا عمل بدون الإخلاص؛ لأن الأصل في القول والفعل الإخلاص، قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
فالحديث الأول عام مخصوص بحديث عمر.
والمراد منه أن نقول مثل ما قاله غير الحيعلتين؛ فإنه يقول بعد قوله: حي على الصلاة وحي على الفلاح: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما قول المؤذن: الصلاة خير من النوم فلم يرد شيء في القول بمثل ما يقول أو غير ذلك، فتبقى على العموم، أو على عدم ذكر شيء عند سماعها، وهو الأرجح؛ لأنها مما زيد على ألفاظ الأذان في أذان الفجر فقط؛ فيحتاج القول بمثل ما يقول المؤذن عند سماعها إلى دليل، ولا دليل على ذلك.
[قال المصحح: والصواب أن المستمع للأذان إذا سمع المؤذن يقول: الصلاة خير من النوم في أذان الفجر يقول مثل ما يقول المؤذن: (الصلاة خير من النوم)؛ لأن النبي قال: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن)واعلم أن إجابة المؤذن اختلف فيها؛ هل هي واجبة بالحديثين المتقدمين، أم هي سنة لحديث عائشة’: أن رسول الله كان إذا سمع المؤذن يتشهد، قال: (وَأنَا وأنَا)؟! والأظهر القول بسنِّيَّتها، والله أعلم.
– يقولُ: « (وأنَا أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيْكَ لهُ، وأنَّ مُحمَّداً عبدُهُ ورَسُولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا، وبمُحَمَدٍ رَسُولاً، وبالإسْلامِ دِيناً) (يَقُولَ ذَلِكَ عَقِبَ تَشَهُّدِ المـُؤَذِّنِ)» .
– صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص.
قوله: (رضيت بالله ربًّا) أي: ملكاً ومالكاً ومتصرفاً ومدبراً… [وإلهاً حقاً]
قوله: (وبمحمدٍ رسولاً) أي: رسولاً من عند الله – تعالى -؛ فأتابعه بكل ما جاء به؛ أأتمر بأمره وأنتهي عما نهى.
قوله: (وبالإسلام ديناً) أي: بأحكامه وشرائعه.
قوله: (يقول ذلك عقب تشهد المؤذن) أي: بعد قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
ليس هذا اللفظ لفظ رواية ابن خزيمة – رحمه الله – إنما لفظه هو، قوله: (من سمع المؤذن يتشهد)
– (يُصَلِّي عَلَى النَّبِي بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ إجَابَةِ المُؤَذِّنِ)
هذا من حديث عبدالله بن عمرو أنه سمع النبي يقول: «(إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة)» .
قوله: (ثم صلوا عليَّ) أي: بعد الفراغ من إجابة المؤذن صلوا علي؛ وإنما أمر بالصلاة عليه عقب الإجابة؛ لأن الإجابة دعاء وثناء، ولا يقبل الدعاء إلا بالصلاة عليه، لقوله: (كل دعاء محجوب حتى يُصَلِّي على النبي )
قوله: (فإنه) أي: فإن الشأن أن (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً)، كما جاء عنه أنه قال: «(من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات)» .
قوله:(ثم سلوا الله لي الوسيلة) والوسيلة ما يتقرب به إلى الغير؛ يقال: وَسَلَ فلان إلى ربه وسيلة، وتوسل إليه بوسيلة، إذا تقرب إليه بعمل، والمراد بها في الحديث منزلة في الجنة، حيث فسرها بقوله: (فإنها منزلة في الجنة)
قوله: (لا تنبغي) أي: هذه الوسيلة (إلا لعبد) واحد، (من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو).
قوله: (حلت له) أي: وجبت له (الشفاعة)؛ أي: شفاعتي.
– يَقُولُ: «(اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُـحَمَّداً الوَسِيْلَةَ والفَضِيْلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَاماً مَـحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ».
– صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.
قوله: (رب هذه الدعوة التامة) والمراد دعوة التوحيد؛ وقيل لدعوة التوحيد تامة لأن الشرك نقص، أو التامة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل، بل هي باقية إلى يوم النشور، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للنقص.
قوله: (الصلاة القائمة) أي: الدائمة.
قوله: (الوسيلة) هي منزلة في الجنة.
قوله: (الفضيلة) أي: المرتبة الزائدة على سائر الخلق.
قوله: (وابعثه مقاماً محموداً) أي: ابعثه يوم القيامة فأقمه مقاماً يحمد القائم فيه.
قوله: (الذي وعدته) قال الطيبي رحمه الله: (المراد بذلك قوله: تعالى {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وأطلق عليه الوعد؛ لأن عسى من الله تعالى واقع).
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله في جزاء من قالها: (حلت له شفاعتي) أي: استحقت ووجبت أو نزلت عليه.
قال المهلب رحمه الله: (في الحديث الحض على الدعاء في أوقات الصلوات؛ لأنه حال رجاء الإجابة).
– (يَدْعُو لِنَفْسِهِ بَيْنَ الأَذَانِ والإقَامَةِ؛ فَإنَّ الدُّعَاءَ حِيْنَئذٍ لا يُرَدُّ)
وهذا جاء في قوله : «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» .
– صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري .
ولفظ الدعاء بإطلاقه شامل لكل دعاء، ولكن لابد من تقييده بما في الأحاديث الأخرى من أنه ما لم يكن دعاء بإثم أو قطيعة رحم أو اعتداء.
Source link