غير تاريخ ميلادك – طريق الإسلام

تاريخ الميلاد هو حدث يوثِّق ميلادَ حياة جديدة، وفي الحياة كل حدث جديد يلامس أرواحنا إيجابيًّا هو بالنسبة لنا ميلاد جديد، ومما لا شك فيه أن هناك الكثير مما يحدث في دورة حياتنا يشكِّل لنا ميلادًا جديدًا

تاريخ الميلاد هو حدث يوثِّق ميلادَ حياة جديدة، وفي الحياة كل حدث جديد يلامس أرواحنا إيجابيًّا هو بالنسبة لنا ميلاد جديد، ومما لا شك فيه أن هناك الكثير مما يحدث في دورة حياتنا يشكِّل لنا ميلادًا جديدًا، فنحيا ونتجدد، مثل السلوك، كثيرًا ما نمر في أوقات نرى فيها أن سلوكنا قد تأثرت به جوانب كثيرة من حياتنا؛ كالعمل والأسرة والأصدقاء، فيصبح هذا السلوك مؤلمًا وضارًّا دون وعي، فنحتاج لقوة قرار لكي نتخذ خطوات لتغيير هذا السلوك إلى سلوك أمثلَ، وليس مثاليًّا.

 

أنت ميزان نفسك!

 

تغيير السلوك لا يتم من قِبل الآخرين، بل من أنفسنا لأنفسنا؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، وقد نستعين بمساعدة ودعم الآخرين الثقات من أهل الحكمة والخبرة؛ وذلك لأن التغيير ينبع من الذات، ولا يستطيع أحد أن يغيِّرك.

 

لتصلح علاقاتك وتفاعلاتك مع الحياة؛ عليك أن تصلح علاقتك بذاتك من خلال سلوكياتك.

 

وأذكر في هذا السياق تلك الأمَّ الطموحة منذ صغرها، تسعى دائمًا لتعلم كل ما هو جديد، والتميز بالمجال الذي تلتحق به، ومن فور تخرجها في الجامعة بنسبة عالية مع مرتبة الشرف، التحقت بكلية الدراسات العليا، وسرعان ما جرى بها تيار الحياة إلى الزواج، فأصبحت وتيرة الإنجازات أبطأ بكثير عما كانت تطمَح إليه، فكان السلوكَ الجديد لتلك الأم العصبيةُ والثوران السريع على أبنائها، فأصبحت تشعر بأنها أم قاسية؛ فازداد ألمها، إلى أن جلست مع نفسها ذات مرة وقالت: أنا أحب الأطفال، وكنت أطمح بأن أُكوِّن أسرة، وأبني بها الاستقرار والأمان، ولكن لماذا أنا هكذا؟

 

ومن هذا السؤال كان المنطلق؛ فقررت حينها التغيير فحددت السلوك المزعج (العصبية) لها ولعلاقتها، وبدأت التغيير مع ذاتها أولًا، فالتحقت بالدورات التي تساعدها على ضبط أعصابها، وأحبَّت ذاتها، ونظَّمت وقتها، ومنحت لنفسها حقوقَها، تلقائيًّا مع برمجة ذاتها توصلت إلى تعديل سلوكها مع أبنائها؛ فأصبحت أمًّا مُنجزة تحقق طموحها، وزوجة محبة، وأمًّا سعيدة.

 

والحقائق كثيرة التي تدعونا بأن نؤمن أن التغيير من ذواتنا، وأن الظروف يمكن إدارتها لتحقيق نجاحاتك وطموحاتك، سواء في عملك أو بناء أسرة سعيدة، أو في أي مجال تسعى لتحقيقه؛ فالنجاح مبنيٌّ على استثمار المتاح.

 

لذلك؛ علينا أن نبحث عن الطريق السليم للتغيير للأفضل، ومعرفة كيفية اتخاذ القرار الذي يؤمِّن الحياة الفُضلى مع ذاتنا وجوانب حياتنا.

 

في الختام:

أُحب أن أُؤطر حديثي عن الذات بأن حب الذات لا يعني أن تكون أنانيًّا، ولا أن تُلغي مسؤولياتك وأدوارك في الحياة، كما يدَّعي الكثير، سواء من خلف الشاشات في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في اللقاءات المباشرة، والهجوم على حقوق الذات، بالرغم من كفالة ديننا الإسلامي للنفس بحقوقها؛ كما جاء في الحديث الشريف: «وإن لنفسك عليك حقًّا»، والتأطير هنا أن نحب ذواتنا؛ أي: نحقق ما نريد بتوازن ووعيٍ، وليس هناك شيء مستحيل لمن يبحث عن الطريق السليم، فاعقِلها وتوكل، ورب العالمين سينوِّر بصيرتك، ما دُمتَ تسعى لتحقيق ما هو أفضل.

______________________________________________
الكاتب: آلاء بدر النصار


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

علاج القلب القاسي الذي لا يتأثر بالقرآن أو الدعاء

منذ حوالي ساعة إن كثيراً من أهل العلم تحدثوا عن هذه الأمور، وذكروا عدة طرق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *