الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن

منذ حوالي ساعة

تأتي الأقدار بثوبٍ غريب، لا نشعر فيه بأمانٍ ولا نرى فيه ملامح حكمة، لكنّ القلب الذي تعلّم أن يُحسن الظن بالله، يعرف أن الخير قد لا يطرق الباب وهو مبتسم.

ليس كل ما يُبكينا شرًّا، ولا كل ما يُبهجنا خيرًا، في مرات كثيرة، تأتي الأقدار بثوبٍ غريب، لا نشعر فيه بأمانٍ ولا نرى فيه ملامح حكمة، لكنّ القلب الذي تعلّم أن يُحسن الظن بالله، يعرف أن الخير قد لا يطرق الباب وهو مبتسم، بل قد يدخل باكيًا، مكسور الجناح، مبلّل الحضور.

نُقصي أشياء من حياتنا ظنًّا أنها لا تشبهنا، ثم نكتشف متأخرين أنها كانت الدعاء المُجاب، لكن بطريقتها التي تناسبنا لا طريقتنا التي ظننّاها الأليق، نُحب، فنُحرَم. نسعى، فنُخذَل. ثم لا نلبث أن نلتفت بعد حين، فنقول: {وَيكَأَنَّ اللَّهَ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَيَقدِرُ لَولا أَن مَنَّ اللَّهُ عَلَينا لَخَسَفَ بِنا} [القصص: ٨٢]

إنه الله- عزّوجل- يُدير شؤوننا بنظرةِ الأبد، لا بلحظة الوجع، والخير ليس دائمًا في الوضوح، أحيانًا يتنكر في هيئة فُقد، أو يُخبّأ خلف أبوابٍ أُغلقت في وجوهنا ونحن نبكيها، ثم نُدرك لاحقًا أن تلك الأبواب لو فُتحت، لضاع منا شيء أثمن.

فلا تحزن على ما لم تفهمه الآن، لأن الغيب عند الله، والحكمة عنده، والتوقيت لديه، وطمأنينتك الحقيقية تبدأ من: {وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ} [القصص: ٦٨] فأحسن الظن، واسترح فإنك لا تمشي وحدك، وكل ما لا تفهمه اليوم، قد يكون أعظم ما ستحمده غدًا.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

القلق في زمن الأزمات.. حين يختلط الأمان بالخطر

منذ حوالي ساعة في لحظات الأزمات الكبرى ينكسر العديد من ركائز الأمان الإنساني، ويظهر القلق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *