منذ حوالي ساعة
الأثر لا يجيء من حدة الاندفاع، بل من طول المكث؛ فكما لا تُنبت الأرض بزرعٍ يُرمى ثم يُنسى، كذلك لا تُنتج الحياةُ ثمارها إلا لمن زرع وغرس وسقى أياماً.
في معمار الفلاح قوانين خفية، لا تُدركها الأبصار المعجبة بالقفزات، بل تعيها العقول التي تأملت طبائع التراكم وطول المدى.
وإن من أرسخ هذه القوانين: قانون الديمومة، حيث يغدو الفعل الصغير – متى استحال عادة – كيانًا مستقلًا، ينمو بصمت، ويتكاثر بمعونة الله، حتى يُحدث ما لا تُحدِثه النوبات المتحمسة، ولقد تواطأ التاريخ الإنساني على أن الأثر لا يجيء من حدة الاندفاع، بل من طول المكث؛ فكما لا تُنبت الأرض بزرعٍ يُرمى ثم يُنسى، كذلك لا تُنتج الحياةُ ثمارها إلا لمن زرع وغرس وسقى أياماً.
وحديث عائشة: «أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ»، شاهد على أن البركة تُسكب في المداومة، وأن النجاح وليد الاستمرار، لا يزال يرقى بصاحبه حتى يبلغ ما تمنى، وهذا الحديث هو تجسيد لمبدأ يُهندس مسيرة الموفقين: أن الوتيرة الثابتة، حين تتغذى بالإخلاص، تُغالب الزمن وتتفوق على القفزات الموسمية.
Source link