منذ حوالي ساعة
إن الحياة مع القرآن هي الحياة، ومن حرمها فقد حرم، مرّ على الدنيا، ولكنه لم يحي..”
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فكثير ممن فتح الله لهم فعاشوا مع القرآن ندموا على فوات الحياة دون العيش معه، فهذا ابن تيمية رحمه الله – في آخر حياته يقول: “وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني الْقُرْآن (۱).
هذا وهو ابن تيمية الذي قضى عمره في العلم تعلمًا وتعليمًا وتأليفا، وفي الدعوة، والجهاد، يقول هذا الكلام، وإنه لشيء يدعو إلى الخوف والتفكر فيه فما الذي وجد ابن تيمية، ليقول هذه الكلمة؟!
إن الحياة مع القرآن هي الحياة، ومن حرمها فقد حرم، مرّ على الدنيا، ولكنه لم يحي، فهو ميت، ميت يستنشق الهواء، ويأكل ويشرب ويذهب ويأتي وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يذكر ربه بالميت فقال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت» (٢). وكثير من المسلمين مقتنعون بأهمية الحياة من القرآن ولكنهم يحتاجون بعض الخطوات التي تعينهم على ذلك، وفي هذه المقالة ذكر لما ييسره الله منها: أن يستشعر المسلم عظمة القرآن وأنه كلام الله، فكلما كان القائل عظيمًا عظم كلامه، وحرص عليه العقلاء.
– أن يقرأ في فضائل القرآن، وما يعود عليه إن كان من أصحاب القرآن، فمن فضائله: –أنه كتاب هداية للأقوم، وكتاب بشرى للمؤمنين، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ هُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} .
– أن أهله أصحاب التجارة الرابحة التي لا تكسد، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةٌ لَنْ تَبُورَ} .
– الأجر العظيم والمكانة العالية فإن كان ماهرًا به فهو مع السفرة الكرام البررة، وإن كان يتعتع فيه ضاعف الله له الأجر، قال : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة».
_________________________________________________
الكاتب: أ.د. مرضي بن مشوح العنزي
Source link