فمن الكتب المهمة لفهم الإلحاد المعاصر -بعد كتاب “الإلحاد للمبتدئين” لهشام عزمي – كتاب “ميلشيا الإلحاد” لعبد الله العجيري؛ فهو مدخل مهم لمن رام فهم هذا الملف للخطير!
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فمن الكتب المهمة لفهم الإلحاد المعاصر -بعد كتاب “الإلحاد للمبتدئين” لهشام عزمي – كتاب “ميلشيا الإلحاد” لعبد الله العجيري؛ فهو مدخل مهم لمن رام فهم هذا الملف للخطير!
وقد ذكر فيه سمات الإلحاد الجديد، وجعلها في ست سمات:
الأولى: الحماسة والحرص الشديد على الدعوة للإلحاد، عبر التأليف والكتابة، والبرامج الفضائية والإذاعية، وإنشاء المؤسسات الإلحادية، والمواقع على شبكة الإنترنت.
الثانية: عدائية الخطاب الإلحادي، والاستهزاء والاحتقار لكل ما هو مقدس.
الثالثة: استعمال آداة الترهيب في حرب الأديان، وزعمهم أن كل الشرور هي واقعة باسم الدين.
الرابعة: الهجوم اللاذع على الإسلام خاصة، وهو ما يصرح به كبراؤهم في برامجهم ومحاضراتهم ومؤلفاتهم.
الخامسة: جاذبية الإلحاد الجديد، فقد صارت رموز الإلحاد أيقونات تحظى بالإعجاب، خاصة الذين يسمون “الفرسان الأربعة”، وهم: دوكينز، هارس، هيتشينز، دينيت.
السادسة: المغالاة الشديدة في العلوم التجريبية والاتكاء عليها في التنظير للإلحاد، سواء النظريات الفزيائية، أو البيولوجية.
ثم ذكر بعدها واقع الشباب والإلحاد في بيئته، ونبه في هذا الفصل بتنببهات ومنها: أن الإلحاد موجود ومنتشر، ولا يمكن الجزم بأنه بلغ حد “الظاهرة” فهذا يحتاج لإحصاء وهذا متعذر لتكتم الكثير وحساسية الموضوع. وذكر أيضا أن معوق اللغة تلاشى بسبب نشاط حركة الترجمة لكتب الإلحاد. ونبه أيضا على أن ثقة البعض العمياء وانتفاخهم المعرفي حملهم على الانفتاح على أي فكرة عقدية مخالفة، وحذر من هذا المزلق الخطير. وختمها بالتنبيه على أن حالات الإلحاد في بيئته ليست ناشئة عن نظر عقلي معمَّق، ولا عن قراءة جادة، ولكل عن عجلة وسطحية، ويقترن بكل هذا: التعصب والتحمس والعدوانية والإساءة في حق الله والدين والمتدينين.
ثم ذكر توصيات لتطوير الخطاب العقدي ومن ذلك:
١- ضرورة تحري الصدق والعدل والدقة والموضوعية في تناول الظاهرة الإلحادية. ومن ذلك: الجدية العلمية والصرامة البحثية في تناول نظرية التطور الداروينية وعدم تسطيحها.
٢- عدم تسطيح الظاهرة الإلحادية، سواء من حيث أسبابها، أو تحليلها أو علاجها.
٣- تجديد الخطاب العقدي للاستجابة لهذه النازلة العقدية ليكون مناسبا في لغته، وترتيبه، وأنماطه الاستدلالية لطبيعة المرحلة التي نعيشها؛ كتجديد صيغ وقوالب بعض الأدلة العقدية، والاستفادة من المعارف والعلوم المعاصرة وذكر أمثلة لهذا.
٤- درء التعارض بين العلم التجريبي والنقل، ونبه على مسألة الإعجاز العلمي، وتوظيف العلوم المزيفة لتعضيد الموقف الديني.
٥- ضرورة تقديم رؤى نقدية هجومية وعدم الاكتفاء بالمدافعة. ومثل لها بأمثلة وهي من أعظم الفجوات في النظرة الإلحادية، وهي:
السؤال الأخلاقي، والإرادة الحرة، والمبادىء العقلية الضرورية، والصدفة، سؤال الوعي وإدراك الذات.
ثم ذكر المنهج الشرعي في التعامل مع الشبهات ومنها: البعد عن مورد الشبهات، والسعي لكشف الشبهة إذا وقعت بالبحث والتأمل والإزالة، وتجريد الشبهة من البهرجة اللفظية، وضرورة معرفة المغالطات المنطقية، والتعامل مع الشبهات وفق مبدأ المحكم والمتشابه الشرعي والكوني.
وختم الكتاب بضرورة ترسيخ الحضور القرآني في القضايا الفكرية والعقدية.
وجعل بعد خاتمة الكتاب ثلاث ملاحق: الأول عن خطر الإلحاد وانتشاره وضرورة العمل للحد منه، بعنوان “عقولنا تحت القصف” لعايض الدوسري.
والثاني: فيه مراجع ومؤلفات في نقد الإلحاد بالعربية لسلطان العميري، والثالث: مراجع أجنبية متعلقة بالإلحاد الجديد.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الكاتب: أحسن موسي
Source link