منذ حوالي ساعة
في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أتى على امرأة تبكى على صبي لها فقال لها: «اتقي الله واصبري»، فقالت: وما تبالي بمصيبتى؟ فلما ذهب قيل لها :إنه رسول الله، فأخذها مثل الموت، فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين فقالت: يا رسول لم أعرفك، فقال: «إنما الصبر عند أول صدمة» وفي لفظ «عند الصدمة الأولى» (متفق عليه) .
في الحديث أنواع من العلم:
أحدها: وجوب الصبر على المصائب وأنه من التقوى التى أمر العبد بها.
الثانى: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأن سُكر المصيبة وشدتها لا يسقطه عن الآمر الناهي.
الثالث: تكرار الأمر والنهى مرة بعد مرة حتى يعذر المرء إلى ربه.
الرابع: احتج به على جواز زيارة النساء للقبور فإنه لم ينكر عليها الزيارة وإنما أمرها بالصبر ولو كانت الزيارة حراما لبين لها حكمها وهذا كان في آخر الأمر فإن أبا هريرة إنما أسلم بعد السنة السابعة
وأجيب عن هذا: بأنه قد أمرها بتقوى الله والصبر، وهذا إنكار منه لحالها من الزيارة والبكاء ويدل عليه أنها لما علمت أن الآمر لها من تجب طاعته انصرفت مسرعة. وأيضا فأبو هريرة لم يخبر أنه شهد هذه القصة فلا يدل الحديث على أنها بعد السلامه ولو شهدها فلعنته صلى الله عليه وسلم لزائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج كان بعد هذا في مرض موته.
________________________
المصدر: ابن القيم– عدة الصابرينص(١٢١-١٢٣).
Source link