استشراف المستقبل – طريق الإسلام

والمؤمن الواعي حقًا يعلم أن استكشاف الواقع أهم من استشراف المستقبل، لنعرف واجب الوقت، ونفتش عن الفرص المتاحة التي تصنع المستقبل صدقًا.

ينتشر هوس “استشراف المستقبل” بيننا، ويصاحبها هالة من العِرافة المشرعنة، والتوقعات التي تصاغ بعبارات مطاطية يسهل توظيفها في كل حال؛ نحو: القادم أسوأ، هناك موجة قادمة للحرب على الإسلام، وكأن الأعداء قد توقفوا يومًا عن مثل هذا!

والمؤمن الواعي حقًا يعلم أن استكشاف الواقع أهم من استشراف المستقبل، لنعرف واجب الوقت، ونفتش عن الفرص المتاحة التي تصنع المستقبل صدقًا.

ثم إن هذا الاستشراف قد يكون حيلة للفرار من الواجب الحالي، وهو في كل الأحوال مظنون، والواقع يقيني مشاهد؛ واليقيني أولى بالاهتمام من الظني.

لا أحارب أصل الاستشراف؛ بل أحارب الانغماس فيه على حساب الحاضر.
ولا أمنع التخطيط النافع للخطوات العريضة؛ بل أدفع الوهم الذي يظن البشر قادرين على توقّع التفاصيل، الأمر أعقد من أن يكون للدنيا كتالوج استعمال.

وأقول إن المسلم بالكاد يفهم حاضره ويؤدي واجبه فيه، وإن الوعي الحقيقي يكون بالعمل لا الأماني.
ولو فحصنا الاستشرافات السابقة لعلمنا أنها رغبويات أو رجم غيبي لا تعتمد على معايير علمية حقيقية حاكمة؛ ولأن الناس تنسى فما لا يتحقق منها يصبح مسكوتًا عنه.

________________________________________
الكاتب: بدر آل مرعي


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

إياكم ومحقرات الذنوب – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة اعلَم أن الاستهزاء بصغائر الذنوب أو التقليل منها، هو طريق مُظلم يُوصِّل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *