منذ حوالي ساعة
“ليس لك من الأمر شيء” ينبغي للمؤمن أن يعلقها على أبواب قلبه
قال الطبري رحمه الله:
وتأويل قوله: «ليس لك من الأمر شيء»، ليس إليك، يا محمد، من أمر خلقي إلا أن تنفذ فيهم أمري، وتنتهيَ فيهم إلى طاعتي، وإنما أمرهم إليّ والقضاء فيهم بيدي دون غيري، أقضى فيهم وأحكمُ بالذي أشاء، من التوبة على من كفر بي وعصاني وخالف أمري، أو العذاب إما في عاجل الدنيا بالقتل والنّقَم المبيرة، وإما في آجل الآخرة بما أعددتُ لأهل الكفر…اه
ليس لك من الأمر شيء
ينبغي للمؤمن أن يعلقها على أبواب قلبه
ترى ثناء الناس على رجل فيه مظاهر الفسق والفجور وقد أعطي الذكر الحسن
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى جنازة مكتظة تتبع من علمت عنه القصور والمعصية والذنوب
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى الدعوات بالخير تلاحق من يجاهر بالمعصية
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى أبواب الرزق والعطاء تساق إلى من تراه سفيها أو فاسقا
(ليس لك من الأمر شيء)
تسمع قصة من أحد هؤلاء العصاة عن استجابة الله لدعائه أو تفريج كربته أو توفيقه له
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى من عمره كله في الفجور يختم له بخاتمة حسنة
(ليس لك من الأمر شيء)
لا تقل هذا استدراج أو عقوبته في الآخرة أو والله لا يفلح فلان أو لا يغفر الله لفلان
(ليس لك من الأمر شيء)
الأمر كله لله
والغيب كله لله
من آثار الإيمان أن تكره المعصية وتكره أهلها
لكن لا يحملك على التألي على ربك
واعلم أنك في ابتلاء على الدوام
وأن ما تراه تختبر به
هل تقيم قلبك على التسليم والرضا والأدب
أم تزل قدمك إلى الاعتراض …
______________________________________________
الكاتب: عبدالله بلقاسم
Source link