منذ حوالي ساعة
من أعظم ما جاءت به الشريعة الغرّاء: تعظيمُ حرمة المسلم وصيانةُ مكانته. وقد تواترت النصوص في تقرير هذا الأصل العظيم.
من أعظم ما جاءت به الشريعة الغرّاء: تعظيمُ حرمة المسلم وصيانةُ مكانته. وقد تواترت النصوص في تقرير هذا الأصل العظيم. فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث…» الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعِرضه». وقد أكّد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في خطبة الوداع الجامعة التي تضمّنت محكمات الشريعة وأصول الدين.
فدلّ ذلك كلّه على أن حرمة المسلم من محكمات هذا الدين وأصوله القطعية، التي يجب على المسلمين كافة تعلّمها والتواصي بها والعمل بمقتضاها؛ فهي ليست من فضول المسائل ولا من التحسينيات، بل مما لا يقوم المجتمع المسلم إلا به.
ويكفي أن نتأمل كثرة النصوص التي وردت في تحريم القتل وبيان خطورته وجعله من أكبر الكبائر؛ دلالةً على تعظيم شأن المسلم الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ومما يزيد هذا المعنى بياناً أن الله سبحانه وتعالى حين يُدخل عباده المؤمنين الجنة ويعطيهم من فضله، لا يعطيهم مجرد عطاء، بل عطاءً مقروناً بالكرامة. قال تعالى:
﴿ {أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ • فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ • فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} ﴾
فقد بيّن سبحانه أن النعيم لا يكتمل بمجرد الرزق، وإنما بالعطاء الذي يُصان به شرف المؤمن وتُحفظ كرامته وتراعى فيه مشاعره.
فدل على حرص ديننا على تجنيب المسلم كل ما يؤذيه، ولو كان من جهة المشاعر، فكيف بما يتعلق بروحه أو ماله أو بدنه أو أهله..
ومع وضوح هذه المعاني وعلو شأنها، إلا أن الحديث عنها في واقعنا قليل في الخطب والدروس والبرامج والمقالات والتدوينات.
وهذا الغياب يُورث خطراً بالغاً، إذ يضعُف في النفوس استحضار حرمة المسلم، فتُهدر قيمته، ويتجرأ البعض عليه في نفسه أو ماله أو سمعته أو كرامته.
ولذلك فإن من الواجب إحياء هذا الأصل الشرعي العظيم في الخطاب الدعوي والإعلامي والثقافي، وتوعية الناس به، حتى لا تُفتك الأرواح وتستباح الدماء وتُنتهك الأعراض.
إن صيانة حرمة المسلم ليست خياراً، بل ضرورة شرعية ومجتمعية، تحفظ للأمة أمنها وأخلاقها ووجهها الإيماني الذي أراده الله تعالى لها.
Source link