يُعد الإرهاب من بين أكثر التهديدات تقلباً إذ لا يمكن التنبؤ به حيث تلتزم مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة غير الحكومية بتنفيذ أعمال عنف واسعة النطاق، لتحقيق مكاسب سياسية وأيديولوجية.
لكن تقريراً سيُنشر قريباً من قبل اثنين من كبار الخبراء أوضح احتمالية حدوث سيناريو أكثر فتكاً على نطاق يمكن أن يهدد وجود البشرية كنوع، فيما تنشغل القوى العظمى بمنافسة بعضها البعض.
وشملت الأساليب الموضحة في التقرير تلك التي يرتكب فيها المسلحون أو يحثون على هجمات باستخدام أسلحة بيولوجية، والتبادلات النووية، والذكاء الاصطناعي الخارق، وحتى إعادة توجيه الأجسام خارج كوكب الأرض، بحسب مجلة “نيوز ويك”.
هل يستطيع الإرهابيون تدمير الإنسانية؟
فقد كشف زاكاري كالينبورن، المؤلف المشارك لكتاب “الإرهاب الوجودي: هل يستطيع الإرهابيون تدمير الإنسانية”، والمقرر نشره في المجلة الأوروبية لتنظيم المخاطر، أن تحول القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين من مكافحة الإرهاب إلى المنافسة يمكن أن يجعل البشرية أكثر عرضة للخطر.
وأضاف كالينبورن، الزميل في كلية السياسة والحكومة بجامعة جورج ميسون والذي عمل مستشاراً للأمن القومي وساهم في الجيش الأميركي، أن “اهتمام الأمن القومي الأميركي يتركز بشكل متزايد على صعود الصين وما يسمى بالمنافسة الاستراتيجية كجزء من برنامج Mad Scientist Laboratory”.
إرهاب (شترستوك، تعبيرية)
وأوضح أن الجماعات الإرهابية يمكن أن تركز على بناء المنظمات والقدرات واكتساب وترسيخ وتوسيع الأراضي حيث تمتلك القدرة والرغبة في ذلك.
هجمات بيولوجية
وحذر التقرير المؤلف من 19 صفحة، من الهجمات الوجودية المباشرة، مثل استخدام الكائنات الحية الدقيقة المعدلة وراثياً، وإنتاج وإطلاق سلاح بيولوجي قادر على تهديد البشرية ما يتطلب قدراً كبيراً من المواد والخبرة، مصحوباً بفشل المجتمع الدولي في الاستجابة بشكل مناسب.
كما حذر من الهجمات الوجودية غير المباشرة، والتي يمكن للإرهابيين من خلالها استخدام وسائل الدمار الشامل الموجودة في أيدي الآخرين، بما في ذلك الخيار النووي.
إرهاب (شترستوك، تعبيرية)
في هذا السيناريو، قد يحرض الإرهابيون على تبادل نووي من خلال التسلل والسيطرة على الترسانة النووية لأي دولة إما من أجل الإطلاق الأول أو عن طريق “انتحال” أنظمة الإنذار المبكر للإشارة إلى أن مثل هذا الهجوم كان وشيكاً، مما يؤدي إلى إطلاقه.
منافسة القوى العظمى
في حين شهد فجر القرن الحادي والعشرين تركيزاً دولياً على مكافحة الإرهاب مع إطلاق “الحرب على الإرهاب” التي قادتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر، والتي ساهمت فيها حتى الصين وروسيا، فقد تم تعريف السنوات الأخيرة على أنها فترة التوترات والمنافسة بين القوى الكبرى.
واستمرت علاقات واشنطن مع موسكو وبكين في التدهور، بينما تشكل الخطوط الأمامية المتوترة في الحرب المستمرة في أوكرانيا وجزيرة تايوان المتنازع عليها نقاط اشتعال محتملة.
(شترستوك)
ولكن بينما تؤكد القوى الثلاث جميعها على أنها تسعى إلى تجنب أي نزاع مسلح، أوضح التقرير كيف يمكن للجهات الفاعلة الحاقدة الاستفادة من بيئة جيوسياسية مشحونة للغاية.
Source link