12:26 م
الأربعاء 19 أكتوبر 2022
كتبت – آمال سامي:
“هل يدل قوله تعالى عن أصحاب النار ( لابثين فيها أحقابا ) .. أنهم غير مخلدين في النار ؟” سؤال تلقاه الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم ، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط ، ليجيب عنه عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك قائلا إن خلود الكافرين في النار أمر معلوم من القرآن والسنة .
وذكر قوله تعالى عن المنافقين والكافرين ( ﻭﻋﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭاﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﻭاﻟﻜﻔﺎﺭ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺣﺴﺒﻬﻢ ﻭﻟﻌﻨﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻬﻢ ﻋﺬاﺏ ﻣﻘﻴﻢ} ، موضحا أن الحقب قدر كبير من الزمن قيل هو ثمانون عاما وقيل غير ذلك، والآيات الكريمة التي ورد فيها النص السابق هي ( ﺇﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺻﺎﺩا {21}ﻟﻠﻄﺎﻏﻴﻦ ﻣﺂﺑﺎ {22}ﻻﺑﺜﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻘﺎﺑﺎ {23}ﻻ ﻳﺬﻭﻗﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺩا ﻭﻻ ﺷﺮاﺑﺎ {24}ﺇﻻ ﺣﻤﻴﻤﺎ ﻭﻏﺴﺎﻗﺎ {25}ﺟﺰاء ﻭﻓﺎﻗﺎ {26} ) .
وقال مرزوق أنه ربما يفهم البعض أن كلمة ( أحقابا ) تدل على أن عذابهم له نهاية ، وهو فهم غير صحيح، لذلك قال ابن الجوزي في حل ذلك الإشكال ما يلي، قال رحمه الله تعالى : هل يدل ذلك على عدم الخلود في النار ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻛﺮ اﻷﺣﻘﺎﺏ، ﻭﺧﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻻ ﻧﻔﺎﺩ ﻟﻪ؟ ﻓﻌﻨﻪ ﺟﻮاﺑﺎﻥ:
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻥ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ، ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺣﻘﺐ ﺗﺒﻌﻪ ﺣﻘﺐ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻﺑﺜﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺣﻘﺎﺏ ﺃﻭ ﺧﻤﺴﺔ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ، ﻫﺬا ﻗﻮﻝ اﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ، ﻭاﻟﺠﻤﻬﻮﺭ. ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺯﻣﺎﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻭاﻟﻨﺎﺭ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﺪﺩ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻏﺎﻳﺔ. ﻛﻘﻮﻟﻪ: ﺑﻜﺮﺓ ﻭﻋﺸﻴﺎ، ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩاﺧﻠﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﺪﺩ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻠﺒﺜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻘﺎﺑﺎ ﻻ ﻳﺬﻭﻗﻮﻥ ﻓﻲ اﻷﺣﻘﺎﺏ ﺑﺮﺩا ﻭﻻ ﺷﺮاﺑﺎ ﻓﺄﻣﺎ ﺧﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻓﺪاﺋﻢ. ﻫﺬا ﻗﻮﻝ اﻟﺰﺟﺎﺝ.
ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻥ اﻷﺣﻘﺎﺏ ﺣﺪ ﻟﻌﺬاﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻤﻴﻢ ﻭاﻟﻐﺴﺎﻕ، ﻓﺈﺫا اﻧﻘﻀﺖ اﻷﺣﻘﺎﺏ ﻋﺬﺑﻮا ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاﺏ .
Source link