العنصرية داء الأمم – طريق الإسلام

ولم يكن سيد الخلق صلوات ربي عليه يفخر بقومه ويذكر مدائحهم ويشيد بفضائلهم وإنما كان يصدع في مجالس الإيمان بذكر كلام الرحمن وشعب الإيمان وفضائل الأعمال وحسن الآداب ونصرة المظلوم

من الجناية الأخلاقية أن يغرس الأب في أهل بيته وولده العنصرية والحمية الجاهلية والتعصب المذموم وازدراء الناس والتعالي عليهم باسم الرجولة والشهامة والثقة بالنفس.

وتطيش عقول العرب عند سماع مفاخرها وأيامها. والمؤمن يلوذ بنفسه من الوقوع في وحل العصبية ولعن الله من أيقظ الفتنة وشب نار العداوة بين الناس. وأفضل علاج للعنصرية عدم إثارتها وترك الخوض فيها.

وليس من العنصرية في شيء اهتمام الرجل بنسب قومه وتمسكه بعاداتهم وشيمهم الجميلة وذبه عن حرمتهم بالحق ورده على من ينتقصهم ويقدح بهم بالباطل وإيثار مساكنتهم ونكاحهم على غيرهم دون ازدراء منه وبغي على من سواهم.

والتفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب من شيم أهل الجاهلية ليست من خصال أهل الإيمان.

والفخر بالعشيرة يكون محمودا في مقام نصرة الدين وجهاد الأعداء أما التفاخر في مجالس الأنس فصنعة المفاليس. والفخر لا يكون بفضائل الآباء ولا بمناقب الأجداد إنما يكون بعمل الرجل وكسبه من الإيمان والعمل الصالح والأخلاق الحميدة والإحسان إلى الخلق. وما سرت العنصرية في أمة أو دولة إلا خرب عامرها وتفرق جمعها وذهبت قوتها وأصابهم الوهن وشاعت بينهم الثارات والفتن ومن قلب نظره في دول الإسلام أيقن الخبر.

ومن بغى على أجنبي بريء أو ترفع على مسلم فقد سكنت العنصرية سويداء قلبه، وعلامة العنصرية في الرجل أن يسكت على الظالم من قومه وينصره بالباطل ويضيع حق المظلوم ويشهد على ذلك بالزور.

ومن قاتل بالباطل حمية لقومه فقد ابتلي بداء العنصرية، وموالاة المسلمين ومحبة المؤمنين وتقوية هذا الأصل يهدم العنصرية ويجتثها من أصولها.

فلا عنصرية مع إيمان ولا إيمان مع عنصرية وقد روي في السنن مرفوعا: (إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقى وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن).

ولم يكن سيد الخلق صلوات ربي عليه يفخر بقومه ويذكر مدائحهم ويشيد بفضائلهم وإنما كان يصدع في مجالس الإيمان بذكر كلام الرحمن وشعب الإيمان وفضائل الأعمال وحسن الآداب ونصرة المظلوم وليس في كلامه ذكر للأنساب والأحساب إلا لمصلحة راجحة تصب في نصرة الدين وإعلاء كلمة الله من إثبات حق أو بيان فضيلة شرعية أو حث على عمل صالح أو دفع لمفسدة.
__________________________________________________________

الكاتب: خالد بن سعود البليهد


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *