رمضان أقبل مرحبا رمضان.. – محمد سيد حسين عبد الواحد

أيها الإخوة الكرام: بفضل الله سبحانه وتعالى مرت الأيام، ومد الله سبحانه وتعالى في أعمارنا حتى أدركنا رمضانا جديدا..

أيها الإخوة الكرام: بفضل الله سبحانه وتعالى مرت الأيام، ومد الله سبحانه وتعالى في أعمارنا حتى أدركنا رمضانا جديدا..

قَالَ النبي عليه الصلاة والسلام ” « إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» “.

نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم كما بلغنا أول ليالي رمضان، وثاني أيام رمضان أن يبلغنا ليلة القدر منه، وكما سلمنا لرمضان أن يتسلمه منا متقبلا وأن يجعلنا من عتقاءه من النار.. اللهم آمين.

{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾﴿ أَيَّامًا مَّعْدُودَٰتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُۥ ۚ وَأَن تَصُومُوا۟ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا۟ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ }

قبل الحديث عن أي شيء يخص رمضان من ( صيام وقيام) وأن ” مَنْ قَامَ رَمَضَانَ – إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا – غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ “.

وأن ” «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» “.

وأن ” «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» “.

قبل الحديث عن أي شيء من هذه الفضائل والنفحات وإن كان وقتها سيحضر بإذن الله تعالى: إلا أني أود ( اليوم) أن أقول: هذا الذي أظلنا ببركاته شهر مضان (جديد) وهو على أعمالنا (شهيد) ، شهر رمضان سوق ( ينصب) و ( تدق أوتاده) ثم إنه لا يدوم إلا تسعة وعشرين يوما فقط أو ثلاثين يوما على أبعد تقدير، ثم ينفض السوق وقد ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر..

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا في شهرنا هذا وفي مسجدنا هذا وفي ساعتنا هذه من عتقاءه من النار ومن المقبولين الرابحين الفائزين.. اللهم آمين.

كما تصلون الصلاة وكأنها صلاة مودع، صوموا رمضان، اجتهدوا فيه ما أمكنكم وكأنه آخر رمضان.. فهذا يدعوكم للحفاظ عليه، هذا يدعوكم لاغتنام كل ما فيه من دقائق وليال وأيام…

أيسر صيام الصائمين، وأخف صيام، وأقل صيام أجرا وثوابا.. الصيام عن الطعام والشراب، ولا أخفيكم سرا أن بعض المخلوقات غير الإنسان تصوم عن الطعام والشراب..!!

أن تصوم عن الأكل والشرب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس هذا (صيام) وله (أجر) لكن هناك صيام أعظم منه أجرا وثوابا.. !!

وهو (الصيام) الذي شرع (الصيام) من أجله.. إنه صيام العينين، مع صيام البطن والفرج..

إنه صيام الأذنين، مع صيام البطن والفرج..

إنه صيام القلب، وصيام اللسان، وصيام اليدين، والقدمين، عن كل ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى مع صيام البطن والفرج.. عندها وعندها فقط أنت أعظم الصائمين ثوابا عند الله عز وجل..

قال جابر بن عبد الله رضى الله عنهما ( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ودع أذى الجار والخادم وليكن عليك سكينة ووقار، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء..

أنسب وقت تتدرب فيه على غض البصر ( رمضان) ﴿ «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ » ﴾

أنسب وقت تتدرب فيه على حفظ النظر عن كل ما لا يحل له ( رمضان) {﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ ﴾}

الوقت المثالي لحفظ النفس عن أن تتدخل فيما لا يعنيها (رمضان) {﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ ۚ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَٰٓئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًا ﴾}

هذه الأوامر والنواهي بحذافيرها يجعلها المسلم في خاطره وأمام عينيه وتطبق أحسن ما تطبق في رمضان.. ذلك أن رمضان مدرسة، التدريب فيها على مكارم الأخلاق..

{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُوا۟ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا۟ بِٱلْأَلْقَٰبِ ۖ ﴾ }

{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ ﴾ }

{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوٓا۟ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ ﴾ }

ما نود أن نقوله:

هو أن صيام رمضان مدرسة، الدراسة فيها تسعة وعشرين يوما، أو ثلاثين يوما، والطلبة فيها هم المؤمنون الصائمون، وتتكرر الدراسة كل عام، خلال هذه الأيام تتمرن وتتدرب على كل مستحسن من الخلال والأقوال والأخلاق..

رمضان شهر الصبر، رمضان شهر الحلم، نتعلم في رمضان

كظم الغيظ والتجاوز عن سفاهات البشر..

الصيام الحقيقي، الصيام المأجور، المقبول.. هو الذي يتخرج منه صاحبه بهذه الخلال والأخلاق..

قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما يروي عن ربه عَزَّ وَجَلَّ : «الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ» … “.

وقال عليه الصلاة والسلام ” «قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» .

في صيام رمضان تدريب على سعة الصدر، تدريب على التعالى عن الزلات، وتدريب على التغاضي عن الهفوات.

قلت وفي ذلك: إبقاء على حبال الود موصولة بينك وبين الناس، وفيها أيضا غفران ذنوب، ورضا من علام الغيوب سبحانه وتعالى..

قال عليه الصلاة والسلام «” إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ “» .

اسأل الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح أحوالنا وأن يبلغنا مما يرضيه آمالنا.. إنه ولي ذلك هو على كل شئ قدير.

الخطبة الثانية

بقى لنا في ختام الحديث عن رمضان وما يتعلمه المسلم وما يكتسبه من صيام رمضان بقى لنا أن نقول إن أنفس ما يكتنزه المسلم من صيام رمضان أن يلين قلبه مع طول الصيام، وأن تسكن نفسه مع شدة الجوع والعطش، وأن يتعود كيف يحنو ويعطف ويرحم..

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ » “

أنفس ما يكتنزه المسلم من صيام رمضان: أن يتعلم المسلم كيف يتقي الله في حله وترحاله، يتعلم كيف يرحم نفسه من الذنوب والآثام، كيف يرحم نفسه من مفسدات الأعمال، كيف يرحم الفقراء، يرحم الضعفاء، يرحم الأرامل والأيتام، وخاصة في هذه الأيام العجاف نسأل الله ربنا ورب كل شيء أن يفرج هموم الناس وأن يفك كروبهم..

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ “.

أنا لا أقول لكم أنكم ( ستسعوا) الناس كل الناس ( بعطاياكم) ولكني أقول (ما لا يدرك كله لا يترك كله)

وأسوق إليكم في الختام هذه الآية {﴿ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُوا۟ وَأَطِيعُوا۟ وَأَنفِقُوا۟ خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾}

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوسع أرزاقنا وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *