قيام الدولة الزنكية في الشام ومصر .

تفاصيل الحدث :

بظهورِ عماد الدين زنكي بن أقسنقر بدأ عهد الدولة الزنكية في الموصل وحلب؛ فقد تولى عماد الدين زنكي أمرَ ولاية الموصِل وأعمالها سنة 521 بعد أن ظهرت كفاءتُه في حكم البصرة وواسط، وتولَّى شحنكية العراق، وفي محرم سنة 522 تمت له السيطرة على حلب, وأخذ عماد الدين يخوض المعارك تلو المعارك ويحقق الانتصارات على الصليبيين، وقد علَّق ابن الأثير بعد أن تحدَّث عن انتصار عماد الدين على الفرنج في معركة كبيرة، وملكه حصن الأثارب، وحصاره حارم سنة 524، فقال: "وضَعُفَت قوى الكافرين، وعلموا أنَّ البلاد قد جاءها ما لم يكن لهم في حساب، وصار قُصاراهم حِفظَ ما بأيديهم بعد أن كانوا قد طمعوا في ملك الجميع". واستمرَّت جهود زنكي في توحيد قوى المسلمين في غزو الصليبيين، فملك حماة وحمص وبعلبك، وسرجي، ودارا، والمعرة، وكفر طاب، وقلعة الصور في ديار بكر، وقلاع الأكراد الحميدية، وقلعة بعرين، وشهرزور، والحديثة، وقلعة أشب وغيرها من الأكراد الهكارية. وفي سنة 534 حاول زنكي الاستيلاء على دمشق مرتين دون جدوى؛ فقد كانت دمشق المفتاحَ الحقيقي لاسترداد فلسطين من جهة الشام، غيرَ أن حاكم دمشق معين الدين أنر راسلَ الصليبيين للتحالُفِ ضِدَّ زنكي ووعدهم أن يحاصِرَ بانياس ويسَلِّمَها لهم ووافقوا، ولكن زنكي ذهب إليهم قبل قدومِهم لدمشق، فلما سمعوا ذلك لم يخرجوا. ومع ذلك فإنَّ معين الدين حاصر بانياس بمساعدة جماعة من الفرنج، ثم استولى عليها وسلَّمها للفرنج.

العودة الى الفهرس