الروس يستولون على نهر الدانوب ويشعلون الأسطول العثماني .

تفاصيل الحدث :

كانت الدولةُ الروسيةُ طامحةً إلى بولونيا، وكان ذلك ضِدَّ مصلحة فرنسا, فحرَّضت فرنسا تركيا على محاربة روسيا، وكان الصدر إذ ذاك محسن زاده محمد باشا فعارض هذا الأمرَ أشَدَّ المعارضة؛ لعلمه بضعف تركيا إذ ذاك وعدَمِ استعدادها لإعلانِ حربٍ كبيرة كهذه على روسيا، فعزله السلطان وعيَّنَ بدله سلحدار ماهر حمزة باشا فأعلن الحربَ على روسيا، وقاد باغلقجي محمد أمين باشا جيشًا تركيًّا وتصدى به لعبورِ نهر الدانوب وفي أثناء ذلك عبرت روسيا نهر الدنييستر وحاصرت (خوتن) ولكن مولدواني باشا وخان القرم تمكَّنا من طرد الروس من هناك، وفي هذا الحين وُشِيَ بالصدر فعُزل وقُتل وعُيِّن مكانه مولدواني علي باشا، فتقدم لعبور نهر الدنييستر فنُصِب عليه حرس من السفن، وبينما هو يستعد لمقاتلة الأعداء في أثناء ذلك فاضت مياه النهر فجأةً، فخاف الجنود أن ينكَسِرَ الجسران فمرُّوا بدون نظام وتراكموا على الجسرين فانقلبا في النهرِ وغرق أكثَرُ من كان عليهما. وكان القائدُ التركي قد وضع ستة آلاف جندي في الضفة الأخرى فدافعوا عن أنفسهم حتى قُتلوا جميعًا. ثم إن هذا القائد أخلى خوتين بعد أن جرَّدها من جميع الذخائر فاستولى عليها الروس. أما الجيوش الروسية التي كانت على حدود آسيا فكانت ظافرةً أيضًا فإنها استولت على قبارطاي وكرجستان وجزءٍ كبير من أرمنستان. وكانت روسيا أرسلت رجالَها لإثارة نصارى اليونان والصرب الجبل الأسود وغيرهم في الجهات التي يكثر فيها العنصر الأرثوذكسي، وبذلك صارت تركيا مغلولةَ إحدى اليدين عن مقارعة خصيمتِها؛ فإنها أرسلت جيوشًا كثيرة لقمعِ هذه الثورات الداخلية وأبقتها في تلك البلاد لعدمِ عودةِ أهلها إلى التمرُّد.

العودة الى الفهرس