تأسيس الوكالة اليهودية العالمية .

تفاصيل الحدث :

في عام 1907 أنشأ الحزبُ اليهوديُّ مُنظَّمةً عَسكريَّةً من اليهود الأوروبيين تسمَّى (بارجيورا) ثم تأسَّست الوكالة اليهودية عام 1923 بقرارٍ من المؤتمر الصهيوني الثالث عشر، وهي الوكالةُ التي أخذت على عاتِقِها تنشيطَ هِجرةِ اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين بشتى الوسائل. وهي منظَّمةٌ يهودية صهيونية أقيمَت بمبادرةٍ مِن بنيامين زئيف هرتزل في المؤتمر الصهيوني الأول، الذي انعقد في بازل عام 1897م بصفته برلمانًا عامًّا لليهود. انعقد المؤتمَرُ مِن أجل بحثِ سُبُل تحقيق أهداف الصهيونية، كما هو منصوصٌ عليها في خطة بازل: "إقامة وطن للشعب اليهودي في أرض إسرائيل حَسَب الشريعة الدولية". وعليه اتخذ المؤتمرُ إجراءاتٍ لإنجازِ هذه الخطة: توطينُ اليهود الفلَّاحين وأصحاب المهن وأرباب الصناعة، في أرض إسرائيل. تنظيم وتوحيد الشعب اليهودي بأسْرِه عن إنشاء المؤسَّسات الملائمة، والمحلية والعامة بموجِبِ القوانين الخاصَّة بكل بلاد. تقوية العواطِفِ اليهودية القومية والاعتراف القومي اليهودي. إجراءُ النشاطات التمهيدية بهدفِ الحصول على مُوافقة الحكوماتِ التي بوُسعِها المساعدة على تحقيق هدف الصهيونية. ولدى إقامة المنظَّمة الصهيونية انخرطت فيها حوالي 260 جمعيةً من "حوففي تصيون" (أعضاء محبي صهيون) من روسيا ومن شرق أوروبا. وفي بداية طريقها عملت المنظَّمةُ الصهيونية على توطيد الاستيطان في أرض فلسطين؛ حيث أقامت هيئاتٍ بهدفِ مساعدتها على نَيلِ أهدافها. على سبيل المثال تمَّ تأسيس بنك كنز الاستيطان اليهودي عام 1899 بهدف تمويلِ فكرة هرتزل في شِراءِ امتيازٍ لتوطين اليهود في أرض إسرائيل من أيدي المملكة العثمانية. ثمَّ تمَّ اعتبار ضائقة الشعب اليهودي مشكلةً سياسية عالمية يجِبُ التعامل معها على الصعيدِ الدولي، وعمل على إنجاز الهدفين الرئيسيين: الهدف الأول: إقامة وطن للشعب اليهودي في أرض إسرائيل بموافَقةٍ مِن الدول الكبرى، عن جراء "شارتير" (وثيقة حقوق سياسية يتم الحصولُ عليها بالمفاوضات الدبلوماسية) كما تقَرَّر في خطة مؤتمر بازل. والهدف الآخر: تقوية وتطوير المنظمة الصهيونية؛ من أجل أن تتحَوَّلَ إلى هيئةٍ ذات أهمية في المفاوضات السياسية؛ إذ في يوم من الأيام سيكون بمقدورها تولِّي قيادةِ المشروع الاستيطاني. هذا ومارست المنظَّمةُ الصهيونية العالمية نشاطاتِها بصورة دبلوماسية، وخاصةً في المملكة العثمانية، وفي ألمانيا، ولكِنْ لم تؤدِّ الجهود السياسية المباشِرة التي بذلها هرتزل إلى النتائجِ المنشودة.

العودة الى الفهرس