تفسير القرطبي

تفسير الآية رقم 20 من سورة الحج

( يصهر ) يذاب . به ما في بطونهم والصهر إذابة الشحم . والصهارة ما ذاب منه ؛ يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب ، فهو صهير . قال ابن أحمر يصف فرخ قطاة :
تروي لقى ألقي في صفصف تصهره الشمس فما ينصهر
أي تذيبه الشمس فيصبر على ذلك . ( والجلود ) أي وتحرق الجلود ، أو تشوى الجلود ؛ فإن الجلود لا تذاب ؛ ولكن يضم في كل شيء ما يليق به ، فهو كما تقول : أتيته فأطعمني ثريدا ، إي والله ولبنا قارصا ؛ أي وسقاني لبنا . وقال الشاعر :
علفتها تبنا وماء باردا