تفسير الطبري
تفسير الآية رقم 17 من سورة النجم
وقوله ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) يقول تعالى ذكره: ولقد رآه نـزلة أخرى؛ إذ يغشى السدرة ما يغشى, فإذ من صلة رآه.
واختلف أهل التأويل في الذي يغشى السدرة, فقال بعضهم: غَشيَها فرَاش الذهب.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمارة, قال: ثنا سهل بن عامر, قال: ثنا مالك, عن الزبير بن عديّ, عن طلحة الياميّ, عن مرّة, عن عبد الله ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: غشيها فَرَاش من ذهب.
حدثني أبو السائب, قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن مسلم أو طلحة " شكّ الأعمش " عن مسروق في قوله: ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: غشيها فَراش من ذهب.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا أبو خالد, عن جويبر, عن الضحاك, عن ابن عباس, قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم : " رأيتُها بعَيْني سِدْرَةَ المُنْتَهَى حتى اسْتَثبَتُّها ثُمَّ حالَ دُونَها فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ" .
حدثنا ابن وكيع, قال: ثنا أبو خالد الأحمر, عن جويبر, عن الضحاك, عن ابن عباس ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيتُها حتى اسْتَثبَتُّها، ثُمَّ حالَ دُونَها فَرَاشُ الذَهَبِ ".
حدثنا ابن حُمَيد, قال ثنا جرير, عن مغيرة, عن مجاهد وإبراهيم, في قوله ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: غشيها فراش من ذهب.
حدثنا ابن حُمَيد, قال ثنا مهران, عن موسى, يعني ابن عبيدة, عن يعقوب بن زيد, قال: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأيتَ يغشى السِّدرة؟ قال: رَأيْتُها يَغْشاها فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ ".
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: قيل له: يا رسولَ الله, أيّ شيء رأيت يغشى تلك السدرة؟ قال: رَأيْتُها يَغْشاها فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ, ورأيْتُ على كُلّ وَرَقَةٍ مِنْ وَرَقِها مَلَكا قائما يُسَبِّحُ اللهَ".
وقال آخرون: الذي غشيها ربّ العزّة وملائكته.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي، عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: غشيها الله, فرأى محمد من آيات ربه الكبرى.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: كان أغصان السدرة لؤلؤًا وياقوتا أو زبرجدا, فرآها محمد, ورأى محمد بقلبه ربه.
حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) قال: غشيها نور الربّ, وغشيتها الملائكة من حُبّ الله مثل الغربان حين يقعن على الشجر ".
حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا حكام, عن أبي جعفر, عن الربيع بنحوه.
حدثنا علي بن سهل, قال: ثنا حجاج, قال: ثنا أبو جعفر الرازيّ, عن الربيع بن أنس, عن أبي العالية الرياحي, عن أبي هريرة أو غيره " شكّ أبو جعفر " قال: لما أُسري بالنبيّ صلى الله عليه وسلم انتهى إلى السدرة, قال: فغشيها نور الخَلاقِ, وغشيتها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجر, قال: فكلمه عند ذلك, فقال له: سَلْ.