تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 17 من سورة الانفطار
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)
يجوز أن تكون حالية ، والواو واو الحال ، ويجوز أن تكون معترضة إذا جُعل { يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً } [ الانفطار : 19 ] بدلاً من { يوم الدين } المنصوب على الظرفية كما سيأتي .
و { ما أدراك ما يوم الدين } : تركيب مركب من { ما } الاستفهامية وفعل الدراية المعدّى بالهمزة فصار فاعله مفعولاً زائداً على مفعولي دَرى ، وهو من قبيل : أعلم وأرَى ، فالكاف مفعوله الأول ، وقد علق على المفعولين الآخرين ب { ما } الاستفهامية الثانية .
والاستفهام الأول مستعمل كناية عن تعظيم أمر اليوم وتهويله بحيث يَسْأل المتكلم من يسمعه عن الشيء الذي يحصِّل له الدراية بكنه ذلك اليوم ، والمقصود أنه لا تصل إلى كنهه دراية دارٍ .
والاستفهام الثاني حقيقي ، أي سئال سائل عن حقيقة يوم الدين كما تقول : علمت هل زيد قائم ، أي علمت جواب هذا السؤال .
ومثل هذا التركيب مما جرى مجرى المثل فلا يغير لفظه ، وقد تقدم بيانه مستوفى عند قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة } [ الحاقة : 3 ] .