الوسيط للطنطاوي

تفسير الآية رقم 99 من سورة المؤمنون

وقوله- تعالى-: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ.. بيان لحال الكافرين عند ما يدركهم الموت. و «حتى» حرف ابتداء.. والمراد بمجيء الموت: مجيء علاماته.
أى: أن هؤلاء الكافرين يستمرون في لجاجهم وطغيانهم، حتى إذا فاجأهم الموت، ونزلت بهم سكراته، ورأوا مقاعدهم في النار، قال كل واحد منهم يا رب ارجعنى إلى الدنيا، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ أى: لكي أعمل عملا صالحا فيما تركت خلفي من عمرى في أيام الدنيا، بأن أخلص لك العبادة والطاعة وأتبع كل ما جاء به نبيك من أقوال وأفعال.
وجاء لفظ ارْجِعُونِ بصيغة الجمع. لتعظيم شأن المخاطب، وهو الله- تعالى- واستدرار عطفه- عز وجل-.
أو أن هذا الكافر استغاث بالله- تعالى- فقال: «رب» ثم وجه خطابه بعد ذلك إلى خزنة النار من الملائكة فقال: «ارجعون» .