سورة القمر
تعالج أصول العقيدة وتحمل حملة عنيفة على
المكذبين بآيات القرآن وطابعها الخاص هو التهديد والوعيد مع مشاهد شتى للدمار
والعذاب .
1- ابتدأت بالمعجزة
الكونية معجزة انشقاق القمر وذلك حين طلب المشركون منه معجزة جلية تدل على صدقه ،
وخصصوا بالذكر أن يشقّ لهم القمر ومع ذلك عاندوا وكابروا ، و انتقلت للحديث عن
أهوال القيامة وشدائدها بأسلوب مخيف يهز المشاعر ويحرك الرعب في النفس ، من قوله
تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ
الْقَمَرُ {1} وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ
{2}) إلى قوله تعالى : (مُّهْطِعِينَ
إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ {8}) .
2- بعد الحديث عن كفار
مكة يأتي الحديث عن مصارع المكذبين وما نالهم من ضروب العذاب والدمار عقابا لهم
على كفرهم وجحودهم ، من قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ {9}) إلى قوله تعالى : (كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ {42}) .
3- خاطبت السورة قريش
وحذّرتهم مصرعا كمصرع هؤلاء بل ما هو أشد من ذلك، وختمت ببيان مآل المتقين في
الجنة ، من قوله تعالى: (أَكُفَّارُكُمْ
خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ {43} ) إلى قوله
تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ {54} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ
عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ {55}) .