منذ حوالي ساعة
لدي سؤال يؤرقني وهو انني احاول الالتزام قدر المستطاع والله يعانني علي ذلك ولكن انا متبني المنهج العدمي وللعلم العدميه يوجد بها مدارس وفلسفات كثيره ولكن انا متبني العدمية التي تعني إلا مبالاه فانا لا اجد اي لذه في هذه الحياه حتي إنه لو اي لذه فانا اري انها زائفه وزاءله واستعجب من البشر حولي الذين يمجدون مشاهير لدرجه التقديس لا افهم المتعه من ذلك واندهش ممن يصارعون مثلا في سوق العمل من اجل مرتبه اعلي ع الرغم ان كل هذه الامور مصيره الي زوال فهل تبني لهذا المنهج يعتبر كفرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن العدمية مذهب فلسفي ظهر في القرن العشرين، ارتبط بالحركة الوجودية الإلحادية، يقوم على أن العالم كله بما في ذلك وجود الإنسان عديم القيمة و خال من اي مضمون، وأن جميع القيم لا أساس لها من الصحة، وغالبًا ما يرتبط بالتشاؤم الشديد والشك الراديكالي الذي يدين الوجود، فالعدمي الحقيقي لا يؤمن بأي شيء، وليس لديه ولاءات، ولا غرض سوى، فالعدمية تدمر وتعادي جميع المعتقدات الأخلاقية والدينية، ومن ثم يولد مزاجًا من الكآبة وقدرًا كبيرًا من القلق والغضب والرعب، نشأت العدمية وارتبطت بالفلسفة التأسيسية في الحضارة الغربية، وكان ظهورها دليل على أفول وانحطاط الحضارة الغربية، ووهو إفراز طبيعي لإضمحلال الإيمان بالنصرانية، وعجزها عن الجواب عما يعرف بمشكلة الشر! فظهرت مقول: بموت الإله الإله المسيحي! لأن العدمية ترى أن الوجود الإلهي وعدمه سواء، ولا يحسن أن يجهد الناس أنفسهم في هذا الموضوع، وأن جميع القيم لا أساس لها وأن السبب عاجز، وأن القوة اللاذعة للعدمية مطلقة، وأن الهدف مفقود؛ كما يقول نيتشه.
وترجع العدمية في أفكارها إلى مسرحيات الإغريق التي تصور الإنسان وصراعه مع الأقدار وكأنه صراع ضد فكرة العدم، وكذلك العقائد النصرانية وما تتضمنه من معاني الموت، وموت العالم واليوم الآخر والحساب، وانتشرت العدمية في فرنسا وإنكلترا بشكل خاص والعالم الغربي عامة، حيث روجت للعدمية في مجال الأدب ديستوفسكي الروائي الروسي، وفي مجال الفلسفة نيتشه صاحب مقولة موت الإله.
كما برزت العدمية في روايات الواقعية النقدية لگوستاڤ فلوبير 1821-1880م، وأنوريه دي بلزاك 1799-1850م وفي أعمال الطبيعة الانطباعية لأميل زولا 1840-1902م في القرن التاسع عشر.
إذا تقرر هذا، فلا يجوز للمسلم تبني المنهج العدمي لأنه يتنافى مع الإسلام من كل وجه، فهذه مناهج كافرة ظهرت في مجتمعات كافرة، فتطبيقها في المجتمعات الإسلامية من أشد الإفساد.
كما يجب عليك التوبة النصوح والإقلاع عن هذا المذهب، ولتكثر من الأعمال الصالحة، ومن أعظمها قراءة القرآن الكريم بتدبر، والقراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، لتدرك أن التفاؤل من حسن الظن بالله، وأن التشاؤم من سوء الظن بالله،، والله أعلم.
Source link