التهاني والمجاملات توطِّد أركان عقيدة جاء الإسلام بهدْمها، بل وتعود إلى النيل من سلامة العقيدة الإسلامية التي يعتقدها الجمهور وغالب شعب مصر.
احتفل أقباط مصر بما أسْموه “عيد القيامة” وخلَعوا على ذلك العيد صفة المجد، فقالوا: “عيد القيامة المجيد”، وفسَّروه بمناسبة قيام السيد المسيح من قبره بعد وفاته على أثر صَلْبه؛ فداءً للبشرية من خطيئة أبيهم آدمَ الملازمة لهم منذ الخليقة الأولى وحتى صَلْبه – عليه السلام.
وذلك شأنهم وعقيدتهم التي جاء الإسلام بإبطالها وتفنيد أركانها، ويَعلم موقفَ الإسلام منها مَن له أدني إلمامٍ بالثقافة الإسلامية من مصدرها الأول: كتاب الله الخالد.
ولقد غشِيتني غاشية من الألم المُبرح حين قرأتُ وسمِعت عن تهاني كبار المسؤولين الرسميين في أجهزة الدعوة الإسلامية للأقباط في حفلهم، وذِكرهم نفس تسمية الأقباط لعيدهم: “عيد القيامة المجيد”، وهم بهذه التهاني وهذه المجاملات، إنما يوطِّدون أركان عقيدة جاء الإسلام بهدْمها، بل وتعود آثار فَعْلتهم إلى النيل من سلامة العقيدة الإسلامية التي يعتقدها الجمهور وغالب شعب مصر.
وأعجب العجب كله حين سمِعت صوتًا لرأس من رؤوس الأقباط يومها من البرنامج العام لإذاعة الدولة، يوجه كلمة يَستهلها بقوله : “كل ما في الإنجيل حق”، وساءَلت نفسي: تُرى إلى من يوجِّه هذا المسؤول تلك الكلمةَ؟ أيقولها للمسلمين أم للأقباط؟ أيقرِّر هذه القضية للمسلمين؟ وكيف يكون الأمر كذلك وقرآنهم ورسولهم، وعقيدتهم وعلماؤهم يقرِّرون غير ذلك؟ أم يقرِّرها للنصارى، وعندئذٍ لا يستلزم الأمر توجيهًا من الإذاعة؛ إذ لهم جرائد ومنابرُ مستقلة يُمكنه التحدث من خلالها، ولماذا الإذاعة إذا كانت الصحف اليومية الثلاث نشَرت لهم كلماتهم كاملة، وهذا فيه ما فيه بالنسبة للغالبية المسلمة من شعب مصر؟!
يا سادة المسلمين وكبراءَهم، اتقوا الله في دينكم ومشاعر ذَوِيكم المسلمين، فسوف تُسألون يومًا عما تُقدِمون عليه من أفعالٍ من شأنها تهوين أمر براهين العقيدة الإسلامية ومعالمها. ومواقعكم أصلاً يُفترض فيها الأُسوة والريادة والتعليم، فضلاً عن حراسة أمر الدين ومعالم الشريعة، وليس هناك ما يدعو إلى التنازل عن شيء من أمور عقيدة المسلم؛ بسبب المجاملة أو “بروتوكول” المنصب الدنيوي الرسمي، وإذا كانت المناصب الرسمية ستجعل المسلم يقول ما يرفضه القرآن، أو سيرى الحقَّ والباطل سواءً، فساءت موقعًا وساءت مطلبًا، وإلى الله تُرجع الأمور!
Source link